تصدرت أغنية"حزين من الشتاء" المشهد الموسيقي في ألبوم الفنانة أحلام الجديد، الذي طرحته قبل أيام، وأصبحت حديث السوشيال ميديا، ومن أكثر الأعمال التي حظيت بترويج واستماع عبر تطبيق ديزر الرقمي؛ لما تحمله في سياق كلماتها الشاعري من ملامسة مشاعر المتذوقين، والتي تغنت بها كمفاجأة مع الملحن سهم بطريقة الدويتو.
العمل الغنائي سبق وأن تغنى به الفنان محمد السليمان في وقت سابق، في عام 2002، عندما طرح ألبوم "دخيلك"، واعتمد فيه محمد السليمان على مقام "السيكا"، ومن ثم دخل إلى مقام "البيات"، كواحدة من الأعمال القصصية التي أثَّرت في المستمعين.
وأعادت أحلام صياغة الأغنية بشكل متجدد وبلحن اعتمدت فيه على مقام "الصبا"، وشكلت به إحياءً للعمل مجددًا، وقالت عنه أحلام إنه أحد أحلامها التي تحققت بالغناء من كلمات الشاعر مساعد الرشيدي.
أحلام وسهم.. إبداع في صياغة الأغنية
وتحدَّث الفنان محمد السليمان لـ"سيدتي" قائلًا: "إن الفنانة أحلام أحيت الأغنية مجددًا، وأصبحت سببًا في شهرة الأغنية، بعد أن ظلت ساكنة طوال تلك الأعوام من طرحها، وأحلام فنانة كبيرة، ويزيدني شرفًا تغنّيها من أعمالي".
وحول الملحن سهم الذي شارك أحلام الغناء، أشار السليمان إلى أن سهم أظهر العمل الغنائي بلحن جميل وفكرة جديدة، فهو ملحن مبدع ورائع، مشيرًا إلى أن الفنانة أحلام شكَّلت للعمل "دعاية" لتحييها مجددًا بعد الركود الذي أصاب العمل. وفي حديث اللحن الأساسي للأغنية التي تغنى بها، قال السليمان: هناك جمل لحنية اعتمدت عليها بمقام البيات لتضاف لها نكهة نجدية في القصيدة.
وأضاف محمد السليمان: إن طلبت مني أحلام أي لحن فأنا مستعد حتى بتوفير الكلمة الشعرية المناسبة، والآن بعد هذا العمل أصبحت الثقة كبيرة. وعند سؤاله عن الملكية الأدبية للعمل، أكد أنه من حق الشاعر منح عمله لأي فنان طالما أن هناك تغييرًا في اللحن، وإن كان هناك تنازُل فسيكون عن طريق ورثة الراحل.
التقليد لا يجدي نفعًا للمواهب الشابة
وفي سياق حضوره الفني، تساءل السليمان عن أن هناك أعمالًا عربية تُذاع في الإذاعات، فلماذا لا تأتي الفرصة لنا كفنانين سعوديين بهذا الدعم وعرض أعمالنا الغنائية؟
ونوه إلى أن أي نجاح في الأغنية يحتاج إلى استمرارية وتطوير في الأداء، وأشار إلى أن الأغنية الحديثة جيدة نوعًا ما، والعكس صحيح؛ حيث إن هناك أعمالًا سيئة، واستشهد بأن بعض "الشيلات" أصبحت أفضل ممَّا يُقدَّم حاليًّا.
وحول الوجوه الفنية الشابة في الساحة الغنائية، فقد قال إن هناك فنانين من المواهب لا يستخدمون "العُرب" في الغناء، والمقامات الموسيقية تعتمد على "العُرب" والأداء، وأكد أن تقليد الفنانين بالنسبة للمواهب الصاعدة لا يجدي نفعًا، ولا بد من تكوين شخصية وكاريزما مستقلة، وإثبات الوجود بدلًا من التقليد.
وحول الحفلات الغنائية بالسعودية، فقد تحدَّث عن أنه يسعد ويتشرف بالمشاركة بها، وإن حضر فهو ابن لهيئة الترفيه، حتى إن لم تُوَجَّه له الدعوةُ للمشاركة في الحفلات.
قصة الأغنية حنين.. وحزن.. وغربة
في عام 2016 استضاف الإعلامي علي العلياني الشاعرَ مساعد الرشيدي قبل رحيله، عبر برنامج "يا هلا"، الذي كان يُبَثُّ على قناة روتانا خليجية، ضمن البرامج الحوارية الرمضانية. وعن ظروف العمل وكتابة كلمات أغنيته «حزين من الشتاء» التي كتبها عندما كان يدرس في أمريكا بولاية أوكلاهوما، فقد قال إنه لم يكن سعيدًا بالغربة، وفي يوم كان جالسًا أمام نافذة بيته فرأى طائرًا صغيرًا حَطَّ أمامه، وكان يعرف أن هذا الطائر من الطيور المهاجرة التي تأتي عادة في وقت معين إلى السعودية، فملأ صحنًا من الماء ووضعه أمامه، فشرب الطائر حتى ارتوى، ومن ثَمَّ طار، فقال له مساعد أجل موعدنا الرياض، وكتب حزينًا كلمات الأغنية كاملة.