بدأت "المدرسة الرقمية" المرحلة التجريبية الأولى في المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين في منطقة مريجيب الفهود بالمملكة الأردنية الهاشمية، لاختبار منظومة التعلم الرقمي التي تعتمدها والمحتوى الذي توفره تمهيداً لاستقبال الدفعة الأولى من طلابها رقمياً في سبتمبر 2021...ويشارك في التجربة، التي تنظمها المدرسة الرقمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الأردنية وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الأردن وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، طلاب من المرحلة الابتدائية في المخيم لاختبار المحتوى التعليمي والنظام التشغيلي الذي تعتمده المدرسة الرقمية، وتقييم مدى تفاعل الطلبة مع نظام التعلّم الذاتي المسرّع الذي سيساعدهم على تعويض ما فاتهم معرفياً واللحاق بأقرانهم دراسياً وتطوير مهارات تعلّم جديدة. ..وتمثل المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية، أول تطبيق عملي لتقديم تعليم عالي الجودة عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب في الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظاً واللاجئين في المجتمعات العربية والعالم وذلك لدعم وتمكين الأجيال الصاعدة بالمعرفة والفرص التي تمكّنهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم، والمساهمة إيجاباً في بناء مجتمعاتهم..عن تفاصيل تجربة المدرسة الرقمية تتحدث السطور التالية
تجربة متخصصة
تستمر المرحلة التجريبية لمدة 60 ساعة من التعلم بمشاركة 60 طالباً من الصفين الخامس والسادس الابتدائي ينقسمون إلى مجموعتين ويختبرون النظام ومحتواه بواقع ساعتين يومياً لكل مجموعة تحت إشراف 4 مشرفين. وتلي هذه المرحلة من التجربة، مرحلة ثانية تشمل التقييم بهدف إضافة المزيد من المواد التعليمية والسلوكية للطلاب، كما تقدم تجربة تعلم ذاتي متخصصة لكل طالب يتم الاعتماد فيها على نسبة استيعاب الطالب للمفاهيم العلمية أو اللغوية وغيرها، وحجم إنجازه للمتطلبات اليومية، مع المراجعة المنتظمة للنتائج.
وتختبر هذه المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية مواد العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية لتليها لاحقاً بقية المواد وصولاً إلى انتهاء كافة التجارب والاختبارات بالتزامن مع موعد بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر 2021، وسيتم تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد للمحافظة على صحة الطلبة والوقاية من فيروس كوفيد-19.
مراحل
وتشتمل المرحلة التجريبية على عدة خطوات، تبدأ أولاً بمرحلة تجهيز قاعات التعلم في المخيم، بالتجهيزات الإلكترونية التي يحتاجها الطلبة من أجهزة كمبيوتر أو أجهزة لوحية إضافة إلى توفير خدمة الاتصال بالإنترنت.
يلي ذلك مرحلة تدريب المشرفين، على أفضل السبل لاستخدام نظام المدرسة الرقمية وتعريف الطلبة به والتفاعل معهم والاستعداد للإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم حول آلية عمله.
يتم بعدها تعريف الطلبة المشاركين في التجربة على آلية عمل نظام التعليم المسرّع الذي يساعد المتأخرين دراسياً منهم على جسر الهوة وسد الفجوة واللحاق سريعاً بالمستوى التعليمي لأقرانهم عن طريق برنامج تعليم مبني على أحدث التقنيات التي تعتمد على علوم التعلم وتحليل البيانات وتحفيز ذاكرة المتلقي.
ومن ثم تأتي مرحلة تحليل بيانات تحصيل الطلبة وقياس مستويات تفاعلهم مع النظام وتقييم نتائجه والمخرجات التعليمية التي تحققت، ليتم بعدها تحديد مكامن التطوير في النظام والتجربة التعليمية وكذلك تجريب النظام على تعلم مواد أخرى مثل اللغة العربية.
تقييم شامل
تشتمل المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية على إجراء اختبارات تقييم يومية للمشاركين يشارك الطلبة في نهايتها في مجموعة من الألعاب التعليمية والتي تهدف إلى سبر معلوماتهم التي اكتسبوها وتنمية وتحفيز المهارات الإدراكية والسلوكية للطلاب.
المرحلة التجريبية ستمتد إلى الطلاب في سوريا، ولبنان، والعراق لاحقاً خلال السنة الحالية وستشمل مراحل تعليمية مختلفة وكذلك تجربة مكونات أخرى من أنظمة المدرسة الرقمية.
يذكر أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، قد أطلق مبادرة "المدرسة الرقمية" في 11 نوفمبر 2020، كأول مدرسة رقمية عربية متكاملة، والتي تستهدف أكثر من مليون طالب في السنوات الخمس الأولى، بتقديم منهاج تعليمي عصري، يستند إلى أحدث تقنيات الابتكار والذكاء الاصطناعي، بما يعزز من قدرات الطلاب على التعلم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات في مختلف المجالات.