تعتبر البيتزا من الأكلات التي دخلت إلينا عبر الكفيل الإيطالي، الذي اخترع هذه الوجبة الأنيقة اللذيذة، الخالية من أي فوائد، بل من الممكن أن نقول أنها مليئة بالموبقات التي تؤذي الجسد، وتزيد من شحومه.
وعلى ذكر البيتزا يقول الكاتب الأمريكي الساخر بل برايسون أن عقلية الإيطاليين اخترعت البيتزا، ثم توقفت بعد ذلك عن النمو.
وسيرة البيتزا شهية كمذاقها عند كثير من البشر، فهذه البيتزا ذات طبقة خارجية تشبه الخبز، مغطاة بصلصة الطماطم والجبن والخضراوات أو اللحم.
وقد اجتهد مؤرخو البطون في توثيق تاريخها، حيث يقولون: «إن فكرة استخدام الخبز لتوضع عليه أطعمة أخرى بدأت عند اليونانيين، حيث كانوا يأكلون الخبز المسطح المخبوز مع الزيت والثوم والبصل. والرومان أيضاً صنعوا طعاماً مماثلاً».
لكن بحلول القرن الثامن عشر تغيرت الكلمة اللاتينية Picea «بيسا» وتطورت حتى أصبحت Pizza «بيتزا».
ويُرجع الخبراء الفضل في هذه الوجبة لرافائيل أسبوزيتو –من نابولي بإيطاليا- الذي يُعدّ أول من صنع البيتزا بشكلها الحديث في عام 1899م، وتقول الرواية إنه خبز البيتزا خصيصاً لزيارة الملك والملكة الإيطالييْن، وصنع البيتزا بألوان العلم الإيطالي بالأعشاب الخضراء والجبن الموزاريلا البيضاء والطماطم الحمراء، وبسرعة كبيرة انتشرت شعبية البيتزا إلى شمالي إيطاليا، ثم إلى أوروبا بأكملها.
ولما كان الإيطاليون من الشعوب التي تفتخر بما تنتجه مطابخها، فقد جلبوا معهم البيتزا إلى الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فافتتح جينّارو لوماري أول مطعم للبيتزا في مدينة نيويورك عام 1905م، ولكن البيتزا لم تنتشر وتشتهر عند الناس إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ الجنود الأمريكيون يطلبون البيتزا مثل تلك التي كانوا يأكلونها في إيطاليا.
ورغم انتشار البيتزا إلا أن أهل الخبرة في تذوق الطعام يعتبرون أن أفضل بيتزا في العالم ما زالت تُصنع في نابولي، والآن يصنع الناس البيتزا في جميع أنحاء العالم ويحبونها، لأن أكلها متعة، ومذاقها لذيذ.
أما سر البيتزا فيكمن في سهولة إعدادها، حيث أن صناع البيتزا لا يحتاجون إلى أكثر من خلط الدقيق والخميرة والملح والماء، ليحصلوا على العجينة، ثم يشكلونها على شكل كعكة دائرية كبيرة، ثم يضعون صلصة الطماطم والجبن على العجينة، وربما يضعون البصل وعش الغراب والفلفل أو اللحم، ثم يخبزونها في فرن حار للغاية.
الغريب في الأمر أن الأمريكيين –رغم تلقفهم للبيتزا وتبنّيهم لها- إلا أن العديد منهم لا يصنعونها بأنفسهم، وإنما يذهبون إلى مطاعم للبيتزا، أو يطلبونها من المطعم هاتفياً إلى المنزل.
في النهاية أقول:
إن هذا ما كان من شأن البيتزا، وتاريخها الحافل بالسفر والعبور والخطر، فماذا أنتم فاعلون؟ وماذا أنتم آكلون؟ ولو استقبلت من أمري ما استدبرت، لفتحت مطعماً للبيتزا قبل أربعين سنة، فقد كنت أنا وأصحابي في حارة الأحامدة في المدينة المنيرة، كنا نشتري الخبز ونضع فوقه قطعاً من الجبن وقطعاً من الطماطم، ثم نرش عليه شيئاً من الشطة الحارة، ونلتهم الطبق بكل لذة وضراوة، وهذا الطبق يمثل العناصر الأساسية لوجبة البيتزا، تخيلوا لو فتحنا المطعم في ذلك الوقت، قطعاً سنكون أول محل لبيع البيتزا السعودية.