1-هل الذكور أكثر عدوانا من الإناث؟
3-من المسؤول عن عدوانية الطفل؟
كل طفل يولد صفحة بيضاء والآباء هم من يضعون عليه بصماتهم.. يرسمون عليه أساليبهم التربوية وعاداتهم وقيمهم؛ حتى الطفل العدواني الذي نشاهده ليس شريرا بطبيعته وإنما هو طفل لم يستطع ان يتعلم الحب والتسامح من بيئته ، وبسبب سلوكياته لا يجد الصديق الحميم..عن ملامح وصفات هذا الطفل العدواني..وأسباب عدوانيته..وطرق مقترحة للعلاج تحدثنا الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس والمحاضرة بمجال التنمية البشرية
1-هل الذكور أكثر عدوانا من الإناث؟
الرأي الأول:
.. أثبتت الدراسات ان الذكور أكثر عدوانا من الآناث، والسبب يعود إلى الهرمونات الجنسية.. فالا ستروجين هو الهرمون الأنثوي المسؤول عن الصفات الأنثوية، و تستطيع ان تصفه بأنه مسالم..بينما هرمون الاندروجين الذكري تستطيع ان تصفه بأنه عدواني ، ولأنه يوجد بنسبة عالية عند الذكور ،فأنهم يكونون أكثر عدوانية من الإناث
الرأي الثاني
.. يرجع السبب إلى التنشئة الاجتماعية؛ فلقد ظهر ان الفروق بين البنات والبنين في تكرار العدوان يبدأ في سن الثالثة ويزداد حتى سن الخامسة من العمر
وبين الثالثة والخامسة من العمر تلجأ البنات إلى العدوان اللفظي بينما يلجأ الأولاد إلى العدوان البدني.
و بعد سن الخامسة نجد العدوان لدى البنات اقل بينما يعمد الذكور إلى أساليب عدوانية ،وتظهر هذه الفروق بشكل أوضح في سن الثانية عشرة وما بعدها
.نحن نربي الأطفال الذكور بطريقة مختلفة عن تربيتنا للإناث؛ نهدي للذكور لعب المسدسات والدبابات ..فيما نهدي البنات لعب العرائس الجميلة المسالمة،فتتشكل لديهن صورة أن الحب والعطف وظيفة المرأة ،والعنف والعدوان وظيفة الرجل.
2-صفات الطفل العدواني
الطفل العدواني طفل يسعى لإلحاق الأذى بغيره..وقد يكون هذا الأذى نفسيا أو جسميا أو ماديا.
الطفل العدواني يمارس أسلوب القهر على الأصغر منه والأكبر أحيانا؛ يضرب دائما أصدقائه...ويأخذ لعبهم.
يتصف بالأنانية وحب الذات، والشعور بالغيرة من الآخرين..الأفضل والأكثر تميزا أو تفوقا
يقذف الأشياء بالبيت هنا وهناك ويقوم بتحطيمها، يخرب كل شيء يقع بين يديه
لا مانع لديه من السرقة، أو ضرب من يخالفه الرأي .. بلا خجل
يتصف بسوء التصرف
أمام نفسه وأفراد عائلته بشكل مخجل وتنتابه نوباتُ غضبِ متفجّرة أحيانا
يقوم بالاعتداء الجسدي، والقتال مع غيره ممّن يضايقه أو يسبّب له الأذى، كما انه
يتصف بالسلوك العنيف تجاه الحيوانات والقسوة بالتعامل معها
يتصف الطفل العدواني بالتقلّبات المزاجيّة السريعة، من مزاج لآخر دون أيّ سبب واضح.
يتصف كذلك بالتهيّج والاندفاع الشديدان، يقوم بتصرّفات متعمّدة عدائيّة وسلبيّة بقصد التعبير عن الاستياء ومشاعر الغضب بداخله
3-من المسؤول عن عدوانية الطفل؟
ترجع في كثير من الأحيان إلى عدوانية احد الوالدين على الآخر، أو على الأبناء أو على الآخرين
كثيرا ما يشجع الآباء الابن على العدوانية؛ ظنا منهما انه لكي يعيش بين الناس لابد أن يخافوا منه
وسائل الإعلام من فضائيات وألنت والأفلام والأغاني تزين العنف والعدوان وتمجده أحيانا
العدوانية تنتج من عصبية الطفل وسرعة انفعاله عند استفزاز الآخرين له
يصبح الطفل عدوانيا..لرغبته في السيطرة على الآخرين بالمدرسة أو النادي أو الشارع، وربما لكثرة استخدامه للأدوية التي تحد من نشاطه الحركي والانفعالي
والطفل العدواني هو من يفتقد غياب احد الأبوين..للسفر أو الطلاق أو التباعد النفسي
أو هو من يعتاد على طاعة أوامره، وإذا لم تلب ثار وغضب واعتدى
بسبب المشاعر النفسية الأليمة؛ كالشعور بعدم الآمان وعدم الثقة أو الشعور بالنبذ والإهانة والتوبيخ أو الشعور بالنقص
ومرات كثيرة يكون الطفل عدوانيا بسبب رغبته في جذب انتباه الآخرين
4-دور الآباء في علاج الطفل العدواني
نقول للأم: حاولي ان توسعي له دائرة صداقاته ليشعر انه محبوب ... دعيه يمارس هواياته كالرسم واستخدام الحاسوب ... إعطاءه الوقت الكافي ليعبر عن ذاته .
راقبي تصرفاته واعرفي الظروف التي يظهر بها العدوان...احتويه بالحنان وليس الدلال... ..كوني له صديق..وأم ..وأخ
ونقول للأب: عدم العنف والعدوانية في معاملة الابن أو أي من أفراد البيت، مع ضرورة الحزم أحيانا
إبداء الرفض لما يفعله الابن بتعبيرات الوجه،وعدم استحسان ذلك، أو الفرحة به كما يفعل البعض
الاعتدال في معاملة الابن ، والعمل على إرضائه وإسعاده وإبداء الاهتمام به، مع عدم التسيب في معاملته
العدل بين الأبناء في الماديات والمعنويات، وعلاج أسباب الغيرة أو الحقد بينهم أو بينهم وأبناء الآخرين
تشجيع الابن على حسن التصرف في شتى الأمور وتدريبه ، وعدم السخرية منه لو ساء التصرف
إبعاد مشاهد العنف
التلفاز أو الألعاب الاليكترونية- عن الأطفال أو وضحي موقفك وملاحظاتك عليها
مساعدة الطفل على حسن اختيار الصديق بمراقبة تصرفاته وردود أفعاله؛ حتى لا يقلده الطفل
عدم السخرية والاستهزاء من الابن، وعدم إظهاره بمظهر العاجز، وعدم تشجيعه على العنف
الحرص عند إعطاء الأدوية للطفل، فلا تستخدم إلا بمشورة الطبيب، وبالكمية والطريقة المحددة
الحرص على تواجد الأبوين مع الأبناء، ودوام متابعتهم وتوجيههم اكبر وقت ممكن
5- ثلاثة أسباب رئيسية للعدوانية
ضعف مهارات التواصل عند الطفل ..حيث يقوم الطفل بتقليد ما يراه في محيطه من طريقة تعامل الأهل والأقارب تجاه الغضب، وبالإمكان تعزيز هذا السلوك بالخطأ عبر تجاهل عدوانيّة الطفل، وعدم تقويم سلوكه العدواني ومعاقبته.
أسباب صحيّة..حيث يلاحظ أنّ الأطفال المصابين بأمراض مثل الانفصام، أو جنون العظمة يوجد لديهم تصرّفات عدوانيّة؛ لذا يتمّ التعبير عنها بالتصرّف العدوانيّ عند شعورهم بالغضب.
الإحباط والتوتّر...يؤدّي الشعور بالإحباط واليأس خصوصاً عند الأطفال المصابين بأطياف التوحّد، والذين لديهم مشاكل واضطرابات في الفهم والإدراك إلى التصرف بطريقةٍ عدوانيّةٍ؛ بسبب عدم قدرتهم على تصويب أوضاعهم