استطاعت السعوديات إثبات أنفسهن في كل مجالٍ عملن أو درسن فيه، خاصةً بعد تمكينهن من قِبل القيادة الرشيدة، وفتح جميع المجالات أمامهن، ومنح المرأة كافة حقوقها.
وينطبق هذا الأمر على مجال الفن، حيث برزت عديدٌ من الفتيات السعوديات في كافة التخصصات الفنية، وأثبتن موهبتهن العالية، وحققن إنجازات عالمية في المسلسلات والأفلام السينمائية التي شاركن فيها بتقديم أدوارٍ قوية، نالت إعجاب الجمهور والنقاد.
ومع الاحتفال بـ "يوم المرأة العالمي"، الذي يصادف 8 مارس من كل عام، التقت "سيدتي" عدداً من الفنانات والنقاد للحديث عن المرأة السعودية في الفن.
تطور ملحوظ
بدايةً، تحدثت شيما الفضل، ممثلة وإعلامية، عن واقع الفن النسائي السعودي اليوم، مؤكدةً أن "هناك تطوراً كبيراً في الأدوار التي تؤديها الممثلة السعودية، خاصةً في السنوات الأخيرة، حيث رأيناها تتطور سواءً من حيث الأداء، أو طريقة التعاطي مع الجمهور"، مثنيةً على إطلاق ورش عملٍ في السعودية لتدريب الفتيات على التمثيل والإخراج والكتابة، وكل ما يتعلق بالمجال الفني، مشيرة إلى أن "هذه الخطوة الرائعة ترتبط برؤية 2030، وتهدف إلى تمكين المرأة فنياً".
وتطرقت شيما إلى وضع الفنانة السعودية سابقاً واليوم بالقول: "في السابق كانت هناك مواهب نسائية كثيرة، لكنها لم تكن تجد الفرص الكافية للبروز بسبب تهميش الفنانة السعودية، أو الاستعانة بدلاً منها بفناناتٍ من دولٍ عربية أو خليجية، عكس الحال اليوم حيث تجد الفنانة السعودية كل الدعم، ونراها تشارك في أعمالٍ محلية وعالمية، لم نكن نتخيَّل أن نشاهدها فيها يوماً". كاشفةً عن أن "المواهب التي يتمتع بها الجيل الجديد، تُستغل جيداً، ويتم توظيفها بشكلٍ صحيح، ما جعلنا نتخطى هذا التهميش، ونتابع أعمالاً درامية وسينمائية، تؤدي بطولتها فناناتٌ سعوديات".
وعن المميزات التي تمتلكها الفنانة السعودية، قالت شيما: "الفنانة السعودية موهوبة بالفطرة، فعكس الحال لدينا، تجد في الدول الأخرى نقابات تضمن حقوق الفنانين والفنانات، وأكاديميات ومعاهد تدربهم، إضافة إلى إقامة ورش عملٍ فنية على نطاق واسع، مع وجود مؤسسات تدعم الفنان والفنانة، في حين لا نملك أي شيءٍ مما تقدم، فالفنانون لدينا موهوبون بالفطرة، ويستغلون الظروف المحيطة بهم، وتجارب الأداء لإظهار موهبتهم الفنية".
وأشادت شيما بما وصلت إليه السعودية من تطورٍ في المجال الفني قائلةً: "تستضيف السعودية اليوم أفلاماً عالمية حيث يتم تصويرها على أرضها، بمشاركة ممثلين سعوديين، إضافة إلى إنتاج أعمالٍ أخرى، كما أن الأعمال المحلية التي كانت تصوَّر خارج البلاد لأسباب عدة، أصبحت اليوم تصوَّر داخلياً مع توفر كل الإمكانات المطلوبة والأجواء المناسبة لانتشار الفن".
دقيقة وشغوفة
كذلك، أثنت وعد محمد، ممثلة سينمائية ومطربة ومؤثرة على الـ "سوشال ميديا"، على ما تقدمه الفنانات السعوديات، وما يتمتعن به من موهبةٍ كبيرة، موضحةً أن "المرأة السعودية تشارك اليوم في نهضة وطنها، وتتمتع بكافة حقوقها بوصفها فرداً مؤثراً في المجتمع على جميع الأصعدة وفي كل المجالات، وهذا أسهم في حصدها نجاحاتٍ كثيرة، محلياً وعالمياً".
وعن رأيها فيما تقدمه الفنانة السعودية، قالت وعد: "اليوم نرى كثيراً من المواهب النسائية السعودية على الساحة الفنية، فالفنانة السعودية تتميز بالمهنية العالية، والشغف بعملها، وأداء أدوارها التمثيلية ببراعة ودقة، كذلك هناك تجارب نسائية مميزة في الإخراج والإنتاج، ما يفتح الباب أمام المواهب السعودية للوصول إلى العالمية". مستشهدةً على ذلك بتحقيقها ١٣ جائزة عالمية، منها أفضل ممثلة عالمية، عن فيلم "وجدة"، مثنيةً على تجربتها التمثيلية، واصفةً إياها بـ "التجربة الجميلة جداً".
دور بارز
من جانبه، أوضح نايف البدر، إعلامي وكاتب وناقد سعودي، أن "المرأة السعودية لها دور بارز في النقلة التكنولوجية النوعية التي تشهدها البلاد، كما أثبتت نفسها فنياً، ووصلت إلى السينما العالمية، لاسيما في مجال الإخراج السينمائي، والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي، وفي مجال الأفلام القصيرة، وصناعة المحتوى".
وطالب البدر بوضع ركائز علمية وأكاديمية، وأسس منهجية للفن للوصول إلى جيل فني متمكِّن، يضاهي الموجود في الدول العالمية، وينافس بكوادر أكبر وأقوى، مبيناً أن هناك شحاً كبيراً في الأعداد الموجودة على الساحة الفنية، فهي شبه فارغة، والممثلات السعوديات يمكن عدُّهن على الأصابع، خاصةً في دور المرأة كبيرة السن، مثل الفنانة القديرة مريم الغامدي، وليلى السلمان.