لُقب بـ«أيقونة الطب في مصر» بعد أن فقد بصره بسبب فيروس كورونا خلال مباشرة مهام عمله داخل عزل مستشفى بلطيم في محافظة كفر الشيخ، إنه الدكتور محمود سامي قنيبر، وظل طوال 10 أشهر خاضعاً للرعاية الطبية حتى تأكد أنه فقد بصره بشكل تام، ومنذ يومين كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أسر الشهداء في العمليات العسكرية والأمنية.
الطبيب «قنيبر» وجه عدة رسائل إيجابية لمرضى كورونا وشرح دوره الفاعل في الحفاظ على حياة المرضى طوال 14 ساعة متصلة رفض خلالها الراحة بسبب ضغوط العمل حتى أصيب بفقد بصره، وطالبهم بالتمسك بالأمل في الشفاء والحفاظ على أنفسهم وعلى جيرانهم وسرعة الخضوع للعزل سواء في المستشفى أو العزل المنزلي حفاظًا على حياة الجميع حتى يتم حصار الفيروس.
وتحدث الطبيب عن أسباب فقد بصره قائلًا أنه استمر في العمل لمدة 7 أيام في المستشفى، معقباً: «كنا بنشوف في اليوم 15 حالة إصابة بفيروس كورونا، ولبس أطباء العزل ثقيل جداً، ويسبب صعوبة في النفس، واليوم الذي شعرت بالتعب فيه كان هناك حالات كثيرة في المستشفي، سواء مصابة بكورونا أو مشاكل في الكبد أو القلب، وأنا اللي كنت موجود، وبدأت أتعامل مع الحالات، من بعد الفجر لحد العصر، وكنا في رمضان وصائمين، وبدأت أشعر بالتعب، وفكرت أريح شويه، بس معرفتش علشان التمريض ميفضلش لوحده»، لافتاً: «كان لازم أنزل وأروح سكن الاستراحة علشان أقلع هدوم العزل، وأفطر هناك، مرضيتش أروح أفطر وكملت مع المرضي».
وأشار «قنيبر»: «شعرت بإجهاد شديد، وشعرت بضيق تنفس شديد، وارتشاح رؤية، وحسيت أني بغرق، وكنت في الدور الثالث، وأنا تخصص باطنة في مستشفى الحميات، ولما انتشرت جائحة كورونا، مكنتش متقيد في الكشف فتطوعت لعلاج مصابي فيروس كورونا لأني كنت مصاب بمرض مناعي».
وأضاف: «روحت مستشفى عزل بلطيم يوم 2 مايو 2020، قعدت أسبوع واحد، وأصبت بتلف في العصب البصري بنسبة 90%، نتيجة الإجهاد»، متابعاً: «كان فيه حالات كتيرة، وكنا في رمضان صائمين، واشتغلت من الفجر للعصر، لحد ما بدأت أحس بصداع وضيق في التنفس، ودخلت في غيبوبة استمرت 16 ساعة، ولما صحيت لقيت الدنيا ضلمة».
وأوضح: «اكتشفت أني فاقد البصر لما صحيت من الغيبوبة.. والأطباء كانوا فاكرين الموضوع أزمة نفسية، لكن بعد الفحوصات اكتشفنا أني مصاب بضمور في العصب»، موضحاً: «عندما علم رئيس الوزراء بحالتي وقتها، قرر علاجي على نفقة الدولة، طبقا لتوجيهات الرئيس السيسي، في المركز الطبي العالمي، وفضلت 20 يوم في المركز، وبعد المتابعة والعلاج، تأكدنا من ضمور العصب».