أصبحت مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء في رماح ومنتجع تلال بمنطقة العين، وجهةً تعليمية وثقافية وسياحية رئيسة في المنطقة، حيث شهدت إقبالاً واسعاً على تعلّم فن الصقارة العربية وتقاليد العيش في الصحراء، واستطاعت المدرسة أن تستقطب لغاية اليوم 2021 طالباً من الجنسين، منهم 1163 من الذكور، و858 من الإناث، فضلاً عن تنظيم برامج خاصة جاذبة للسياح في الإمارات.
كما انتقلت المدرسة التابعة لنادي صقاري الامارات لفترة نحو التعلیم الإلكتروني، وقدمت ورش عمل متخصصة في الصقارة عبر الإنترنت للمدارس الصیفیة التابعة لوزارة التربية والتعليم، فيما تواصل اليوم برامج التعلّم عن بُعد لموسمها الخامس بشكل أسبوعي وفق أحدث التقنيات، وذلك بالاشتراك مع برنامج الروابط المدرسية التابع للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطیور الجارحة (IAF)، وأكاديمیة الدار بالعين.
الصقارة تراث ثقافي وإنساني
وأوضح ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقّاري الإمارات، أنّ المدرسة تهدف إلى زيادة الوعي بقيمة الصقارة كتراث إنساني، وغرس المبادئ والممارسات الصحيحة لهذا التراث العربي الأصيل في. وتشكل هذه المبادرة جزءًاً من الجهود المبذولة لتعميق التواصل بين الحاضر والماضي، وإحياء إنجازات الصقار الرائد على مستوى العالم، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهجه الأصيل في المحافظة على رياضة الصقارة وتوريثها لأجيال المستقبل، معتبراً أنّ موسم 2020-2021 كان إيجابياً للصقارة في الإمارات والعديد من دول العالم، بالتزامن مع الاحتفاء في نوفمبر الماضي بمرور 10 أعوام على تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو مع تضاعف عدد الدول المُنضمّة لعملية التسجيل إلى 22 دولة.
يذكر أن مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، افتتحت في ديسمبر 2016، كأوّل منصّة رائدة مُتخصّصة على مستوى العالم في تعليم فن الصقارة العربية، حيث استقبلت المدرسة حينها أوّل دفعة من الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و17 عاماً. ودأبت المدرسة على المُشاركة في أهم الفعاليات التراثية للتعريف ببرامجها، وفي مُقدّمتها مهرجان الشيخ زايد ومعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي تُقام دورته القادمة خلال الفترة من 27 سبتمبر ولغاية 3 أكتوبر 2021.
برامج تعليمية وأنشطة ترفيهية
تُنظّم المدرسة دورات تمهيدية تُناسب جميع الأعمار ومختلف القدرات، زيارات وأنشطة ترفيهية للزوار والسياح، برامج تعليمية شاملة لطلبة المدارس والجهات الرسمية والخاصة، ودورات عائلية حول تجربة العيش في البيئة الصحراوية وممارسة الصقارة والضيافة العربية التقليدية، كما تضمّ المدرسة مكتبة ومجموعة من مُعدّات تربية الصقور القديمة والنادرة، ومعرضًاً يضمّ باقة فريدة من صور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو يُشارك في هوايته المفضلة.