كشفت دراسة حديثة في جامعة أوهايو أن أكبر حيوان يسبح في أعماق المحيطات كان - قبل 50 مليون سنة - يسير على الأرض على أربع أرجل. وبحسب موقع «ديلي ميل» كشف أستاذ في جامعة نورث إيست أوهايو الطبية أن المخلوقات الضخمة هي من نسل غزال صغير قديم، يُعرف باسم إندوهوس Indohyus.
بداية الاكتشاف
منذ «داروين» عالم التاريخ الطبيعي والجيولوجي، عرف العلماء أن الحيتان تنحدر من ثدييات كانت تسير على الأرض ذات يوم، لكن ظل هذا لغزاً. ومع ذلك، تم تجميع الحلقة المفقودة معاً عندما اكتشف «هانز ثيويسن» وفريقه الحفرية التي تدل على نظريته في باكستان.
من خلال البحث عن تطور الحوتيات، والذي يشمل فرس النهر والحيتان، اكتشف «ثيويسن» حفرية عمرها 47 مليون عام في باكستان ظهرت على حيوان ممتلئ الجسم بحجم الثعلب له جسم ممدود وذيل. وتلتصق العظام بطبقة من الطين تعكس خصائص الحيتان الحديثة. عظم فوق الأذن الوسطى وهيكل الجمجمة
يصف العلماء الهيكل العظمي بأنه ثديي بحجم الثعلب يشبه غزالاً مصغراً تم تثبيته في طبقة من الحجر الطيني.
وقد قرر «ثيويسن» وفريقه أيضاً أن الإندوهوس يخوض في الماء مثل فرس النهر بحثاً عن الطعام وكوسيلة لتجنب الحيوانات المفترسة، مما أدى في النهاية إلى الانتقال من اليابسة إلى نمط حياة مائي بالكامل.
دلائل أخرى
بعد تحليل أعمق، كشف الباحثون عن أوجه تشابه بين جمجمة وأذني كل من الإندوهوس والحيتان. لقد توصلوا إلى أن عظام الهيكل العظمي للإندوهوس لها طبقة خارجية سميكة، وأكثر سمكاً بكثير من الثدييات الأخرى بهذا الحجم - غالباً ما تُرى هذه الخاصية في الثدييات التي تخوض خوضاً مائياً بطيئاً، مثل فرس النهر اليوم.
تم تأكيد عادات الإندوهوس المائية بشكل أكبر من خلال التركيب الكيميائي لأسنانها، والتي كشفت عن نسب نظائر للأكسجين مماثلة لتلك الموجودة في الحيوانات المائية- وكلها تشير إلى أن المخلوق يقضي معظم وقته في الماء.
كما تحتوي الجمجمة المتحجرة أيضاً على عظم فوق مساحة الأذن الوسطى، والتي توجد أيضاً في الحيتانيات وجلس تجويف العين باتجاه قمة رأس الإندوهوس تماماً مثل موضع عينيْ الحوت.
كما نظر فريق «ثيويسن» أيضاً في أسنان الإندوهوس، لمعرفة ما يأكله حيث تختلف مستويات نظائر الكربون والأكسجين المختلفة في مينا الأسنان للحيوانات التي تعيش على الأرض عن تلك الموجودة في الحيوانات المائية بسبب تراكيب النظائر المختلفة في الطعام والماء التي تتناولها.
وقد وجد الباحثون أن أسنان الإندوهوس تحتوي على مستويات أعلى من نظير الكربون 13 مقارنة بالحيتان التي تبحث عن الماء من العصر الأيوسيني، مما يشير إلى أنها تتغذى على النباتات البرية بدلاً من ذلك.
يمكن العثور على دليل آخر عن كيفية عيش الإندوهوس في عظام أطرافه، والتي كانت سميكة وثقيلة بنفس طريقة فرس النهر مما يشير إلى أن الحيوان كان خاسراً، ولديه عظام ثقيلة للمساعدة في منعه من الطفو.
بناءً على هذا الدليل، يقترح ثيويسن أن أسلاف الحيتان انتقلوا إلى الماء كآلية لتجنب الحيوانات المفترسة، ولم يطوروا سلوكاً معيناً للتغذية المائية إلا بعد ذلك بوقت طويل.