تصدر كتاب الدكتورة أسماء الأحمدي، الناقدة والأكاديميّة السعودية بجامعة الملك عبد العزيز، القائمة القصيرة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2020-2021 لفرع المؤلف الشاب.وحمل الكتاب المتأهل عنوان "إشكاليات الذات الساردة في الرواية النسائية السعودية، من العام 1999 إلى العام 2021، يبحث الكتاب عن الذّات المُهمّشة، بعيدًا عن التّصنيف والتّحامل على جنس مقابل آخر؛ إذ تمثّل اشتغال الدّراسة حول الإنسان والسَّلام والحقوق من خلال عرض الذّوات السّاردة -بلسان المرأة- لإشكاليّاتها؛ بُغية الوجود الإنساني...ماذا قالت الدكتورة أسماء الأحمدي؟ وماهي قضية الكتاب؟..وتفاصيل كثيرة نطالعها عبر هذه السطور
قضية الكتاب
وبهذه المناسبة صرحت الدكتورة أسماء الأحمدي قائلة :أنني أشعر بالسمو والفخر لتأهل كتابي النّقدي لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فالحصول على الجائزة أو التّدرج عبر مراحلها والتي تحمل اسم رمز تاريخيّ وعالميّ وإنسانيّ (الشيخ زايد)، مطلب عظيم يتطلّع له الباحثون والمبدعون والمفكرون، لتقلّد شرف الرّيادة والعمل الجادّ الرصين، واستحداث أمل في الحراك الثقافي والإبداعي والفكري؛عنوانه الاستحقاق، والقيادات الواعية، والنهضة الفكريّة والمجتمعات البنّاءة، والأوطان النّاهضة.. المستقرّة!
وأضافت الدكتورة أسماء : أن القضية التي يتبنّاها الكتاب ليست قاصرة على الرِّواية النّسائيّة السُّعوديّة -لكنّها تحمل ملامح المرأة السّعوديّة وخصوصيتها وثقافتها وهُويّتها-، وإن كانت تمثّل ظاهرة بارزة لا يمكن تجاوزها، ولكنّها أيضًا من القضايا التي تمثّلت في الرّوايات العربيّة، وشكّلت ثورة كتابيّة وهاجسًا مورّقًا دفع الروائيّات لتركيز جهدهن من أجل تسليط الضّوء على الوجع الذّاتي -الذي تشترك به معظم النساء-؛ إذ كان عائقًا وقيدًا خانقًا لحريتهنّ، وإثبات ذاتهنّ في مجتمعات مستلبة للوجود والحريّة، أيًّا كان شكل ذلك الاستلاب!
الفن الإنساني السامي
وأشارت الدكتورة أسماء إلى أن النّقد بات لصيقًا لدفع مثل هذه الإشكاليّات لأصحاب القرار من أجل سنّ قوانين، وإن جوبهت بالرّفض إلا أنّها الأمان الوحيد، والحق الجليل الذي يحجب مزاجية التّوجّهات، واستبدالها بتبدّل المراحل والأشخاص، من هنا يمّثل القانون الحق الإنساني الأمثل؛ لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والحقوقي. وبذلك تنتقل المجتمعات بفعل قوانينها الواضحة والواعيّة إلى بناء الأوطان وتشكيل الوعي الفردي والمجتمعي، وتحقيق قُوّة بشريّة يضمن لها وجودًا إنسانيًّا وقوّة تقيها من المطامع والأزمات. هكذا تكون الرّواية الفن الإنساني السَّامي في عرض الحقائق، والتَّأثير على القرَّاء بلغة الإقناع ومخاطبة العواطف، وتهشيم الأفكار الجمعية المتكلّسة، والمسيطرة..المجهّزة في قوالب لا يمكن الخلاص منها إلا بفعل هزّة كتابيّة وقانونيّة مُلزمة.
ظاهرة الرواية السعودية
يذكر أنه قد برزت أسماء جديدة تخوض عالم القص والسرد للمرة الأولى، بعضها سعى إلى التعبيرعن مشاكل وهموم اجتماعية وذاتية، وبعضها بدا يريد اللحاق بالرّكب الروائي لا سيما بعدما أضحت الرواية ظاهرة رائجة جدًا. وبدءًا من العام 2003 راحت تتدفق الروايات لتشكل ظاهرة غير مسبوقة في السُّعودية وحتى في العالم العربي (20 إلى 25 رواية في السنة). ولعل "إشكاليات الذات الساردة في الرواية النسائية السعودية، من العام 1999 إلى العام 2012"، الصادر -حديثًا- عن الدار العربية للعلوم- ناشرون ونادي جازان الأدبي، في 800 صفحة هو دليل على صعود الرِّواية النسائية وحال ازدهارها وعلى الصُّعوبات المتعددة التي تواجهها، على المستوى الأدبي والنّقدي والفني والاجتماعي.