احتفل محرك البحث "جوجل" بذكرى الطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ بتغيير وسمه، حيث وضع محرك البحث صورة مرسومة للطبيبة وحولها المرضى بتخصصها النساء والتوليد، وذلك في إطار إحياء ذكرى أول طبيبة عربية مسلمة تحصل على الدكتوراه في الطب، واعترافًا من المجتمع الدولي والعربي بأهمية ما قدمته في حياتها العلمية والمهنية.
وحصلت بن الشيخ التي لُقبت بطيبة الفقراء على دبلوم في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا (P.C.B) والذي أهلها للالتحاق بكلية الطب في باريس حيث تخرجت من الكلية بالعام 1936 وناقشت في السنة الموالية رسالتها للدكتوراه، فكانت أول طبيبة تونسية وأول طبيبة أطفال تحصل على تلك الدرجة العلمية، وقد كانت تعالج الفقراء مجانًا على الرغم من أنها كانت تنتمي لأحد العائلات العريقة في تونس.
أول ورقة نقدية تونسية تحمل صورة امرأة
طرح البنك المركزي التونسي عملة ورقية جديدة من فئة 10 دنانير، وهي أول ورقة نقدية تحمل صورة امرأة وهي صورة أول طبيبة في تونس وشمال أفريقيا في العام الماضي، حيث اختيرت الدكتورة توحيدة بن الشيخ شخصية رئيسية لتلك الورقة النقدية حسب وسائل إعلام تونسية.
من هي توحيدة بن الشيخ
ولدت توحيدة بن الشيخ في العام 1909، لعائلة ميسورة، حيث كان والدها مالكًا عقاريًا ووالدتها من عائلة بن عمار إحدى العائلات الثرية في العاصمة التونسية، وتوفى والدها وهي صغيرة فقامت والدتها برعايتها هي وأخويها وحرصت على تعليمهم.
حصلت على شهادة البكالوريا من معهد "أرمان فاليار" في تونس العاصمة عام 1928، ولم يتوقف طموحها عند ذلك الحد واستطاعت إقناع والدتها أن تتكفل بمصاريف تعليمها بكلية الطب في باريس برعاية الطبيب والباحث الفرنسى في معهد باستور بتونس إيتيان بورني (صديق العائلة) إبان عمله في تونس حيث استطاعت زوجته إقناع الأم والعائلة العربية شرقية التقاليد في تلك الفترة بإرسال الابنة لباريس برعاية الأسرة الفرنسية لاستكمال تعليمها الطبي.
مناصب مهمة تولّتها توحيدة بن الشيخ
نظرًا لنبوغها وتميزها كطبيبة وعقب عودتها إلى تونس تولًت إدارة قسم التوليد والأطفال الرضع، ثم تولّت منصب رئيسة قسم التوليد في مستشفى عزيزة عثمانة في تونس، كما عملت في منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي.
إسهاماتها في الحياة التونسية
تُعد توحيدة بن الشيخ أول تونسية تحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1928، وهي أول من نادت بتنظيم الأسرة حيث كانت أول من أنشأت قسمًا خاصًا بالتنظيم العائلي، وأسست أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية اسمها "ليلى".
وتوفيت بن الشيخ عام 2010، عن عُمر ناهز الـ 101 سنة، عقب مسيرة طبية وعلمية حافلة بعد أن فتحت الطريق أمام المرأة العربية للخوض في إحدى المجالات العلمية الصعبة التي كانت مقصورة على الرجال في تلك الفترة.