يحتفل الأمريكيون في 30 مارس من كل عام بيوم «القلم الرصاص» او كما يسمونه الذيل القصير وتلاه كل مكان في العالم تكريماً لتلك الأداة التي لم تساهم فقط في تعليم مئات الملايين من البشر الأبجدية ورسم الخطوط والدوائر، بل ساهمت في كسب الحروب وإبداع فنون مدهشة.
تاريخ قلم الرصاص
في البداية اكتشف العالم كونراد جسنر معدن الغرافيت الذي يعتبر المكون الأساسي للقلم الرصاص ، وتم اكتشاف عنصر الغرافيت في شمال إنجلترا وتحديدًا مدينة برودال ، فكانت أول خطوة لاكتشاف هذا النوع من الأقلام عندما قام السكان المحلييون في هذه المنطقة باستخدام ماده الغرافيت لوضع علامات على الأغنام للتمييز بينهم . وفي عام 1564 ميلاديًا تم اختراع القلم الرصاص على يد الكيميائي الفرنسي جاك نقولا كونتيه ، حيث قام بلف قطعه من الغرافيت بخشب الأرز ، فشاهد وجود أثار الغرافيت على الورق ، وبعدها انتشر هذا النوع من الأقلام بشكل واسع المجال في كل أنحاء العالم ، وأصبح هناك الكثير من المصانع في كثير من الدول وأصبحت الأداة الأشهر بين الطلاب في المدارس والجامعات وخاصة طلاب التخصصات الهندسيه والتي تحتوي على مخططات ورسومات معمارية وزخارف . تطور شكل القلم الرصاص ففي بداية ظهوره كانت أعواد الغرافيت تلف بالخيوط حتى لا تنكسر ، وبعد ذلك وضعها صانعي الأقلام في أعواد من الخشب . ثم بعد ذلك تم تطوير القلم وذلك لجعله أكثر صلابة ، قام العالم نيكولاس جاك في عام 1795م بخلط معدن الجرانيت بالطمي ووضعهم بنسب معينة وحرقه في الأفران الحرارية ليزيد أعواد الغرافيت صلابة ، وقاموا بصنع الأعواد المحيطه بعود الغرافيت من خشب الأرز الأحمر ، فكانوا يقطعون خشب الأرز إلى كتل صغيرة ومنها إلى شرائح ويعالجونها بالشمع والأصباغ ومن ثم يحفرون فيها بواسطة ماكينة خاصة ويوضعون المادة التي تسمى بعجينه الغرافيت .
رخصة تصنيع القلم
ويعد هيمين ليبمان أول من حصل على رخصة ابتكار قلم رصاص مزود بمحاية ( استيكة ) في طرفه في ذلك اليوم من عام 1858، وبدأ الاحتفال بيومه في الولايات المتحدة لأول مرة في السبعينات من القرن الماضي. ومزج ليبمان المحاية والقلم في أداة واحدة لييسر على التلاميذ حملهما واستخدامهما، ويوحد بينهما بعد أن كان كل منهما مستقلاً. رجل الأعمال المبتكر هو الذي صنع أيضاً أظرفاً لمكتبته، وأول من أضاف إليها الصمغ لإحكام غلقها على محتوياتها. وفي الحرب العالمية الثانية أنتجت شركة كامبرلاند للقرطاسية في كينويك أقلام رصاص من نوع خاص حشتها بين محتواها من الجرافيت بخرائط لمساعدة الجنود المحاصرين والأسرى على الهروب ونيل حريتهم. وكان تشارلز فريزر سميث قد ابتكر تلك الأداة في عام 1942، إذ كان يقوم العمال بعد إغلاق المصنع ليلاً بحشو الخرائط الدقيقة مع الجرافيت في سرية تامة، حيث كانت تتضمن طرقاً للهروب من معسكرات الاعتقال والسجون الحربية، وبوصلة دقيقة متناهية الصغر. وأرسلت الآلاف من تلك الأدوات الصغيرة في شحنات إلى القوات الجوية البريطانية ومعسكرات الاعتقال الحربية. Latin penicillus a "little tail"
الذيل القصير
من المؤكد أن القلم الرصاص، المشتق اسمه من الكلمة اللاتينية penicillus أو الذيل القصير، كان عاملاً وأداة في غاية الأهمية للمبدعين والمبتكرين، فهو الأداة التي يستخدمها الفنانون لرسم «كروكي» أو صور تمهيدية أولية أو تصورات مبدئية لأفكارهم، ويعرف كل من استخدم تلك الأداة في صغره شغف تلك اللحظات.. ولم يزامل القلم الرصاص التلاميذ والمبدعين فقط، بل كان رفيقاً مخلصاً أيضاً للنجارين وهم يحددون أبعاد قطع الأثاث ويحددون الخشب قبل قطعه أو نحته أو تشكيله. وكان القلم الرصاص أداة الفنانين الخالدين في إبداع أعمال عظيمة من الفن، أدهشت الملايين وألهبت مخيلتهم على مر السنوات.
حقائق سريعة
ويعتبر نيكولا جاك كونت العالم في جيش نابليون بونابرت أول من اخترع القلم الرصاص بشكله الحديث في عام 1795. وتصنع معظم الأقلام الرصاص في الولايات المتحدة الأمريكية باللون الأصفر، وبدأ ذلك التقليد في عام 1890، عندما بدأت شركة هاردموت النمساوية المجرية في تصنيع أقلام ماركة الماسة الشهيرة «كوهنور» تماثلها في لونها الغالب وتضفي إيحاء بالفخامة والكفاءة على القلم. وبدأت معظم الشركات الأخرى في تقليد ذلك المنتج للإيحاء بالعملاء بكفاءة وفخامة القلم الرصاص الذي ينتجونه.
أشهر المستخدمين
*المخترع الشهير توماس أديسون كان يستخدم أقلام رصاص خاصة طولها 3 بوصات، وأكثر سماكة ونعومة من الأقلام العادية. *أعاد الأديب فلاديمير نابوكوف كتابة كل ما نشره عدة مرات باستخدام القلم الرصاص.
*الأديب جون شتاينبيك كان مهووساً باستخدام القلم الرصاص، يستخدمه أكثر من 60 مرة يومياً، وكتب روايته الشهيرة «شرق عدن» مستهلكاً أكثر من 300 قلم رصاص.
*الرسام الخالد فنسنت فان جوخ كان يستخدم أقلام فابر في رسم «اسكتشاته» وذلك لأنها أكثر تميزاً من الأقلام العادية التي كان يستخدمها النجارون في ذلك الوقت، وكانت تتسم بدرجات مختلفة من اللون الأسود ومشتقاته.
*الأديب رولد داهل كان يبدأ يومه بأن «يبري» 6 أقلام رصاص صفراء دفعة واحدة يستخدمها في الكتابة حتى تبلى ثم يقوم بـ«بريها» مرة أخرى.
* الرومان القدماء استخدموا أداة أسموها ستايلوس لوضع علامات خفيفة يمكن قراءتها على ورق البردي..
*نورمبرج الألمانية مهد أول تصنيع للأقلام الرصاص على نطاق واسع وذلك في عام 1662.
كويلو البرازيلي حائز نوبل يكتب قصة القلم الرصاص
ومضمونها انه :وقف الطفل بجانب جدته وهي تكتب رسالة . وبعد لحظات سألها: ” هل تكتبين حكاية عما فعلناه يا جدتي ؟ أم تكتبين قصة عني ؟” توقفت الجدة عن كتابة الرسالة وأجابت حفيدها: ” في الحقيقة أنا أكتب عنك . لكن هناك شيء أهم من الكلمات وهو قلم الرصاص الذي أستخدمه في الكتابة . أتمنى أن تصير مثل قلم الرصاص عندما تكبر.” شعر الطفل بالفضول فنظر إلى قلم الرصاص الذي لم يبدُ مختلفا عن غيره من الأقلام وخاطبها قائلا: ” يا جدتي ! هذا القلم مثل غيره من الأقلام التي كنت أراها .” أجابته الجدة : ” هذا يعتمد على الطريقة التي ترى بها الأشياء . يا بني لهذا القلم خمس خصال إن فهمتها ستصبح رجلا متصالحا مع العالم . الخصلة الأولى هي أنك ستكون قادرا على القيام بأشياء عظيمة لكن يجب أن لا تنسى أن هناك يدا عظيمة ترشد خطواتك .نسميها يد الله ، تدلنا على الطريق وترشدنا حيث تريد. الخصلة الثانية هي أنك ستتوقف بين الحين والآخر لتستخدم المبراة . قد تؤلمك المبراة قليلا ولكنك تصبح أكثر حدة ونشاطا. ولذلك عليك أن تتعلم أن تتحمل الألم والحزن لأنه سيشحذ همتك ويجعلك أفضل. الخصلة الثالثة هي أن قلم الرصاص يسمح دائما باستخدام الممحاة لمسح الأخطاء وهذا يعني أن تصحيح أشياء نقوم بها ليس دائما شيئا سيئا لأن ذلك يبقينا على طريق تحقيق العدالة . الخصلة الرابعة والشيء الهام في قلم الرصاص ليس مظهره الخارجي الخشبي وإنما الغرافيت الذي بداخله. لذلك انتبه دائما لما يحدث في داخلك. وأخيرا الخصلة الخامسة لقلم الرصاص هي أنه دائما يترك أثرا وهذا ما يجب عليك أن تعرفه . عليك دائما أن تترك أثرا في الحياة .حاول أن تدرك ذلك في أي عمل تقوم به. ” – العنوان الأصلي للقصة ” The Story of the Pencil “عن موقع الكاتب البرازيلي