أطلقتْ الدُكتورة سمرْ صمّود الطّبيبة التونسيّة المُختصّة في علم المناعة يوم أمس صرخة فزع مُدويّة بخصُوص وباء كورونا، وقالتْ في تدوينة حرّرتها باللّهجة الدّارجة التُّونسيّة على موقعها الشّخصي في موقع التّواصل الاجتماعي فيس بوك أنّ الموجة الجديدة من انتشار الوباء في تُونس ستكون بمثابة الطُّوفان ولن يسلم منها كبير أو صغيرـ حسب قولها ـ.
تحذير
وكرّرت الأستاذة الجامعيّة المُلحقة بمعهد "باستور"بتونس (وهو مركزُ دراسات وأبحاث طبيّة عريق عمره أكثر من قرن) القول بأنّه لن يكون كبارُ السنّ فقط مُعرّضين للإصابة لحالات خطر قُصوى، بل إنّ الشّباب معرّضون هم أيضا للعدوى، وذكرتْ انّ المُستشفيات والمصحّات في تونس بلغتْ طاقة الاستيعاب القصوى مؤكّدة أنّ هناك خطرداهم بظهور سلالات أخرى جديدة للوباء.
وحذّرت الطبيبة المختصّة في مرض المناعة أنّ الموجة الجديدة من الوباء لن يكون فيها من تُصيبه العدوى فاقدا لحاسّة الشم ّوالذوق إلا بنسبة قليلة جدا وانه لن تكون العلامات المعرُوفة الآن هي الدالّة على الإصابة، بل لا بدّ من فحص يعتمد التقطيع الجيني، وهو الوحيد الذّي سيكون قادرا على الجزم بانّ الخاضع له مُصاب أم لا .
الاقتراحات والحلول
وقالت إنه لم يعد هناك خيارات للحلول لمجابهة انتشار الوباء وأنّ الحلّ هو واحد ويتمثّل في غلق الحُدود والحجز الصحّي، ويجبُ أن تكون السياسة مركّزة على التلقيح واستراتيجيّة اقتنائه وتوْزيعه بأكبر سُرعة مُمكنة، مُؤكدة أنّ التلقيح يُنقص من العدوى ولكنّه لا يقضي عليها بالكامل ولذلك فانّ الوقاية تبقى أساس نجاح عملية التلقيح حتّى بلوغ مرحلة الوصول الى المناعة الجماعية.
ردود الفعل
وقد لاقت هذه الصرخة من طبيبة مُختصة معروفة صدى كبيرا وتمّ تداولها تحت عنوان :"عاجل وخطير"، وعلّق البعض بانّ ما دوّنته الطبيبة مُبالغ فيه وفيه تهويل وتخويف للناس، في حين أنّ اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في تونس، وهي لجنة رسميّة اجتمعتْ يوم السّبت وأعلنتْ أنّ الحالة الوبائية خطيرة وأكّدت دُخول سلالات جديدة للوباء، وتطور سريع في انتشارها داخل البلاد مما ينتج عنه سرعة في انتشار الحالات الخطيرة للوباء، ومزيد الوفيّات على غرار ما هو حاصل في البلدان الأوروبيّة.
شهود عيان
ودوّن الدكتور زكرياء وقيرة، وهو طبيب في تغريدة له :"إنّ الكارثة قد وقعت"، وقالت الدكتورة أميرة الجموسي، وهي طبيبة إنعاش أنّها الليلة البارحة أثناء فترة عملها في الحصّة الليلة بمستشفى بضاحيّة "أريانة" (ضواحي تونس العاصمة) لاحظت أنّه لم يعد هناك أسرّة شاغرة في قسم الإنعاش، ولم يعد هناك مكان شاغر في قسم أمراض الرّئة، بل وقالت في تدوينة لها أنّه لم يعد هناك مكان حتى في بيت الأموات.