يحيي العالم يوم 22 أبريل من كل عام، يوم الأرض لإظهار الدعم للبيئة، خاصة وان هناك قلق متزايد بشأن العواقب الصحية لفقدان التنوع البيولوجي وتغيره، ووقوع اختلالات كبيرة في النظم الإيكولوجية مما يؤثر على السلع والخدمات التي تتيحها لاستمرار الحياة وتشمل الروابط المحددة بين الصحة والتنوع البيولوجي على مسائل الأثر التغذوي، والبحوث الصحية أو الطب التقليدي، والأمراض المعدية الجديدة، كما تؤثر في التحولات في توزيع النباتات، ومسببات الأمراض، والحيوانات، وحتى في المستوطنات البشرية، ومعظمها يتأثر بتغير المناخ.
تاريخ يوم الأرض
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها اعتمدت 27863 في 2009، باعتبار يوم 22 أبريل يوم الأرض، سعيا منها لتحقيق التوازن العادل بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأجيال الحالية والمستقبلية، ولتعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض. خاصة ان الأنشطة البشرية أدت إلى تغييرات كبيرة في البيئة، من خلال تغيير استخدام الأراضي - للاستيطان والزراعة وقطع الأشجار والصناعات الاستخراجية أو الصناعات الأخرى والبنية التحتية المرتبطة بها، وهو ما ادي الي تدمير المناطق العازلة الطبيعية التي عادة ما تفصل البشر عن الحيوانات، وخلقت فرصًا لانتشار مسببات الأمراض من الحيوانات البرية إلى البشر. وهو ما ظهر في العقود الأخيرة،حيث اكتسبت الأمراض الحيوانية المنشأ - تلك التي تم نقلها من الحيوانات إلى البشر - اهتمامًا دوليًا، حيث إن أمراض مثل مرض الإيبولا، وإنفلونزا الطيور، وفيروس إنفلونزا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية " ميرس"، وحمى الوادي المتصدع، والمتلازمة التنفسية الحادة المفاجئة "سارس"، وفيروس غرب النيل، وفيروس زيكا- والآن،الفيروسات التاجية الجديدة كوفيد19 "كورونا"، تسبب جميعها أو هددت بالإصابة بالأوبئة الكبرى، مع الآلاف من الوفيات وتكبد خسائر اقتصادية بالمليارات.
جهود دولية لإنقاذ الأرض
ويقوم برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والمئات من الشركاء في جميع أنحاء العالم ببذل جهد لوقف تدهور النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، وتعرف هذه الاستجابة المنسقة عالميًا لفقدان وتدهور الموائل، باسم عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي 2021-2030.
كلمة الأمين العام وخطة الأمم المتحدة ليوم الأرض
وقد وضع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش خطة عمل بمناسبة يوم الأرض من خلال كلمته حيث قال يجب أن نعمل بحزم لحماية كوكبنا من كلّ من فيروس كورونا والتهديد الوجودي الناجم عن اضطراب المناخ. فمن الواضح أن أمنا الأرض تبعث إلينا دعوة عاجلة للعمل. فالطبيعة تعاني. الحرائق في أستراليا، والأرقام القياسية لارتفاع درجات الحرارة، وأسراب الجراد في كينيا. وهانحن الآن نواجه جائحة فيروس كورونا ، التي تعتبر وباء عالمي ذي اتصال بصحة نظامنا الإيكولوجي. ومن العوامل التي يمكن أن تزيد احتمال انتقال الأمراض المعدية (مثل فيروس كورونا) من الحيوانات إلى البشر (بالانكليزية): تغير المناخ والتغيرات التي من صنع الإنسان على الطبيعة، والجرائم التي تعطل التنوع البيولوجي من مثل إزالة الغابات ، وتغير استخدام الأراضي، وتكثيف الإنتاج الزراعي والحيواني، والاتجار غير المشروع بالأحياء البرية. وكما يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن 75% من الأمراض الجديدة التي تصيب البشر كل 4 أشهر تأتي من الحيوانات. وهو ما يبرز العلاقة الوثيقة القائمة بين البشر والحيوانات والصحة البيئية. فلنتذكر في يوم أمنا الأرض هذا أننا بحاجة إلى التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يعمل لنفع الناس والكوكب. وينبغي لنا أن نعزز الانسجام مع الطبيعة والأرض.