تحتفل الدول العربية والإسلامية برؤية هلال شهر رمضان، وهي تصادف آخر ليلة من شهر شعبان ، وبداية شهر رمضان، حيث يعيش المسلمون فى ترقب وانتظار وشوق لرؤية هلال الشهر الفضيل وما أن تظهر الرؤيا حتى تحل الاحتفالات فى كل مكان...
مصر من أوائل الدول التي تحتفل برؤية الهلال
مصر من أوائل الدول التى تحتفل برؤية الهلال وسط طقوس روحانية خاصة ففى الدولة الفاطمية فى عهد الخليفة المستنصر كان الخليفة ووزرائه يخرجون على ظهور الخيل مرورا بالشوارع والمتاجر والطرق يقومون بتوزيع الهدايا والصدقات على الفقراء، ثم يقوم الخليفة بإبلاغ الأمراء فى كل أنحاء الخلافة الإسلامية حيث يبدأ بالكتابة إلى الولاة والنواب للإعلان عن حلول الشهر الفضيل ، يبدأ المنادون بالهتاف فى كل مكان "يا أتباع أفضل خلق الله! صوموا، صوموا"، ثم يتحول المنادى لمسحراتى تبدأ وظيفته لايقاظ الناس للسحور طوال شهر رمضان.
خلال العصر المملوكى فى مصر، كان يخرج عدد من القضاة المعروفون لاستطلاع الهلال ، وكان الأطفال يخرجون معهم ليضيؤوا لهم الطريق، ويقوم الأطفال بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان، وعندما يتم التأكد من الهلال ينادى القضاة فى الجميع ببدء الصوم فيجتمع كبار القوم والتجار ورؤساء الطوائف والمهن فى المنادة كلٌ فى طائفته ليبدؤا الصيام ، وتبدأ الاحتفالات فتضاء فوانيس الشوارع وتتزين الحوارى والشوارع، واستمر هذا التقليد فى كل انحاء الدول الإسلامية التابعة للخلافة الإسلامية حتى العصر العثمانى..
احتفالات استطلاع الهلال في القرن العشرين فى الدول العربية
فى مصر: مع بداية القرن العشرين تغيرت الاحتفالات فمع بداية الإعلان عن هلال شهر رمضان يبدأ الاحتفال بالموسيقى، وتطلق المدافع قذائفها من القلعة فى مصر إعلانا عن مولد هلال شهر رمضان، ويظل المدفع ينطلق كل يوم ليعلن عن غروب الشمس ليفطر المصريون ومن ثم انتقل هذا التقليد لباقى الدول العربية .. وحاليا بمصر تعلن دار الإفتاء المصرية استطلاع الرؤية بعد غروب شمس 29 شعبان، ويتم ذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، حيث تبدأ الاحتفالات وتتزين الشوارع فى مصر بالفوانيس والزينات الملونة
في لبنان ، يسمي اللبنانيون ليلة رؤية الهلال في رمضان "سيبانة رمضان" ، حيث يمكث المسلمون على الشواطئ منتظرين رؤية الهلال ثم يتوجهون إلى المحكمة الإسلامية للإدلاء بشهادتهم، وسيبانة كلمة استبدلها العامة بدل كلمة "استبانة " وتعنى استبانة الهلال أو رؤيته والتحقق منه.
في المغرب يسمي المغاربة الحدث "شعبانة" وذلك لأن رؤية الهلال تقع في شعبان فإذا شوهد الهلال الجديد يقوم المغاربة يبدأ النداء فى المساجد ويقومون بتوزيع الحلوى على الأطفال والمصلين في المساجد.
في الجزائر ، يسارع الناس إلى طلاء منازلهم قبل حلول شهر رمضان، وشراء أواني المطبخ الجديدة ويقومون باعمال التنظيف ولتطهير الكامل للمنازل، حيث يرتبط شهر رمضان بالعزائم والولائم ولم شمل العائلة كما يقومون ببث النصوص الدينية.
وفى المملكة ياتى إحتفال "الشعبنة" وهو تراث شعبي حجازي بدأ بعد دخول قريش في الإسلام، وهى ليلة تجتمع فيها الأسر وذوي القربى والأصدقاء والأحباء والجيران وأبناء الفريج الواحد (الحي) لتوديع الفطر وإستقبال الصيام والقيام.
وفى الخليج العربي عامة عقب استطلاع الهلال ينطلق الصغار في ليلة الشعبنة في رحلة مدهشة في الطرق والحوارى يحملون الأكياس المزركشة، للحصول على الحلويات المتنوعة التي توزعها الامهات في تلك الليلة منشدين الأغانى والاهازيج الرمضانية الشعبية المعروفة فى كل منطقة .
احتفالات استطلاع الهلال في القرن العشرين فى الدول الإسلامية
في ماليزيا عند استطلاع الهلال تنطلق السيدات الماليزيات في ظاهرة تسمى "طواف المرأة" ، حيث تتنقل النساء في أرجاء المنزل لتلاوة القرآن ، معلنين عن بدء الصيام.
في نيجيريا مع استطلاع الهلال يبدأ المسلمون بالطواف فى شوارع المدن الكبرى وفى الميادين الرئيسية يدعون لبدء الصيام وهم يرددون الأناشيد الدينية .
في إندونيسيا تتخذ الاحتفالات طابع ديني خاص حيث يتم حث الجميع على الالتزام بالصلوات حتى أن الطلاب يحصلون على أجازة من الدراسة فى الاسبوع الاول من رمضان لكى يتفرغوا للعبادة وقراءة القرآن و يحرص الرجال على أداء صلاة التراويح في المساجد ، كما تذهب النساء إلى المساجد قبل تحضير السحور الجماعي الأول (وجبة العشاء).
في باكستان يرتبط استطلاع الهلال بعادة لديهم تسمى "زفة الطفل" ، حيث يكون الطفل الذي يصوم لأول مرة مثل العريس ويحتفلون بهذا الطفل ويبدأ الجميع فى تهنئته والدعاء له لقدرته وتحمله الصيام ، وتبدأ النساء في صنع "الباكورة" ، وهي وجبة شهيرة في شهر رمضان.
في موريتانيا تكون احتفالات استطلاع الهلال مميزة حيث يغتسل المسلمون و يزدحم الحلاقون أمام المنازل لتهذيب شعور ولحى الرجال بعد إعلان بداية شهر رمضان ثم يبدأون فى تلاوة القرآن فى حلقات وتوزيع الحلوى على الصغار والكبار وكل من يدخل حلقات التلاوة.
في السودان ، تقوم ربّات البيوت بتجديد وتغيير كل أواني المطبخ قبل دخول شهر رمضان وعند التأكد من رؤية هلال رمضان تنطلق المواكب فيما تعرف بـ"الزفة" وهي مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الصوفية، ثم فئات الشعب شباباً ورجالاً وتقوم بالتجول في الشوارع وخاصة شوارع المدن الكبيرة، معلنة بدء شهر رمضان المبارك.