قديماً قالوا: "يعملوها الصغار ويقع فيها الكبار"، وكثيراً ما يصدق هذا المثل؛ حين يقوم الأطفال ببعض المواقف والتصرفات التي تنتهي غالباً بالتسبب في المشاكل للكبار، والتي قد تصل ببعض الزوجات إلى حد الطلاق. ولأن الأمثال الشعبية لا تكذب، فهناك مثل يقول: (اعرف أسرارهم من صغارهم)، فماذا يفعل الصغار بالكبار يا ترى؟! لنستمع إلى هذه الحكايات.
تقول أم وليد العوضي، وهي سيدة أربعينية: «زارتني شقيقات زوجي الثلاث في يوم واحد، وقررن قضاء عدة أيام في بيتي، ووضعنا المادي سيئ للغاية، وصادف أن زارني أبي وأحضر لي بعض المواد التموينية، واحتفظت بها تحت سرير أحد أولادي؛ حتى أستخدمها بعد أن يغادرن، وأثناء حديثي معهن كنت ألمّح بأن زيارتهن لنا قد طالت، وجميعهن من ذوات الوزن الثقيل والشهية المفتوحة، وأقسمت بأغلظ الأيمان أن ما لديَّ من طعام قد نفد، وهن يعلمن أن زوجي؛ أي شقيقهن، بلا عمل، فما كان من ابني الصغير إلا أن أسرع وأحضر الأطعمة التي تحت سريره، وهي معلبات ومربات، وقال ببراءة: (ماما.. إحنا عندنا أكل... هيو).
طبعاً كان موقفي محرجاً، وحملت الشقيقات بعضهن وخرجن من بيتي غاضبات، وبدأن في التشنيع عليَّ، ونسين كل ما قدمته لهن من ضيافة، وأوغرن صدر زوجي عليَّ أيضاً، الذي لم يتفهم موقفي؛ لأنهن في النهاية شقيقاته».
ديون غير مستردة
ريم الصفدي تقول عن السرّ، الذي أذاعه ابنها، إن جارتها اعتادت أن تقترض منها مبالغ مالية غير مستردة، وقد دقت بابها ذات يوم وطلبت منها مبلغاً، فاعتذرت وقالت لها إنها لا تملك قرشاً، ولكن ابنها أسرع وفتح حقيبتها وأخرج ما بها من مال وقدمه للجارة، وطبعاً كان الموقف محرجاً، وجعل الجارة لا تتردد عن طلب المال بعد ذلك مرات كثيرة!
عمتو هون
رحاب تتحدث عن موقف أوقعتها به طفلتها ذات السنوات الخمس؛ حين زارتها أخت زوجها، وبدأت تشكو لها من زوجها، وفجأة دق الباب وجاء الزوج، فطلبت منها أخت زوجها أن تنكر وجودها، وأخفتها في غرفة الأولاد. تقول رحاب: «كان زوجها عصبياً ويعرف أنها لجأت لبيت شقيقها الوحيد تشكو منه، ولكني أنكرت وجودها، ولكن طفلتي قالت ببراءة وهي تشير نحو غرفتها: (عمتو هون في غرفتي يا عمو)، وطبعاً اقتحم الغرفة وانهال عليها ضرباً، واستعنت بالجيران لإنقاذها».
الآيفون في البالوعة
سهاد عاشور كان لديها طفل وحيد، واعتادت أن تخفي هاتفها النقال منه داخل ملابسها؛ لأنه يعبث به، وفي أحد الأيام كانت قد حملت طفلها إلى الحمام وأجلسته على «الكرسي»؛ ليقضى «حاجته»، فرنَّ الهاتف وتجاهلت الرنين، ولكن ابنها تشبث بها، وهو يصرّ أن الصوت يصدر من « صدرها»، وحين حاولت أن تنزع يده سقط الهاتف الثمين داخل مصرف المياه «البالوعة»، وفقدته سهاد للأبد.
ربط صديقتي وشقيقتها
تقول منال عابد: «أقمت حفل عيد ميلاد طفلي الوحيد، ودعوت صديقاتي، وجلست إحداهن بجوار شقيقتها على كرسي يتسع لفردين فقط، فما كان من ابني إلا أن ربط إحداهن برجل الكرسي، فيما ربط حقيبة الثانية بيد الكرسي من الناحية الأخرى، وحين قررنا إطفاء الشموع وحاولا النهوض، انكفأت الاثنتان على وجهيهما؛ نتيجة للاصطدام وضيق المكان، ولم تتفهم أي واحدة الموقف، وقطعا علاقتهما بي نهائياً!».
ماما موجودة
تكثر المقالب في حياة سلوى أحمد، وهي موظفة، مع أطفالها الصغار، ومنها أن يردوا على الهاتف بكلمة «ماما موجودة» في كل مناسبة، حتى لو كان المتحدث على الطرف الآخر صديقاً لوالدهم! وكان أحدهم قد أوقعني في مأزق؛ حين كنت في نزهة مع جارة وجرحت في قدمها، وحين رأى ابني الدم يسيل صاح بي أمامها: «ماما.. خالتو دمها عادي كيف بتقولي دمها تقيل زي دم البق!!»،
طبعاً غضبت جارتي، ولم أستطع إصلاح الموقف، ولا بأي طريقة؛ بسبب ابني الذي سمعني أتحدث عنها لزوجي.
هذا حمار
زاهدة عبد الرحمن، موظفة، ولديها ابنة واحدة اسمها «يافا»، تقول عن موقف حدث مع ابنتها المدللة: علمت ابنتي أن من يلقي المهملات على الأرض يكون «مش شاطر»، وهي استقر بذهنها أنه يكون «حماراً»، وذات يوم كنا نسير في الشارع، فرأت شاباً يلقي عقب سيجارة على الأرض، فصرخت: «ماما عمو هادا حمار!»، طبعاً أصبت بالحرج؛ حين نظر الشاب نحونا، ولم أعرف كيف أتصرف؟!
عمليات مستمرة بسبب شقاوة الصغار
الدكتور زياد المشني، طبيب فلسطيني، أخصائي أنف وأذن وحنجرة في مستشفى حائل العام بالسعودية، يقول: «لا يمرّ يوم دون أن يتم استدعائي من البيت، وفي وقت متأخر؛ لإجراء عملية جراحية لطفل صغير ابتلع جسماً غريباً ووقف في حلقه، أو في المريء، وأحياناً يضعه في أذنه، وهناك مشكلات وحوادث يومية بهذا الخصوص، والتي توقع مشاكل بين الأزواج؛ حيث تُتهم المرأة دوماً بالتقصير، وليس بسبب شقاوة الأطفال!».
حواديت زمان
تقول الحاجة أم عاطف عاشور عن موقف حدث أيام الاحتلال الإسرائيلي لغزة، حين كان الجنود يمسكون بالأطفال ويسألون الصغار عن مكان الأسلحة التي يخفيها آباؤهم، فكانوا يدلونهم على مكانها بكل براءة، فيما يقوم البعض الآخر بإخبارهم عن المكان الذي تخفي به الأم مصاغها ومال العائلة المدخر!!
• نصائح لتتفادي مواقف محرجة بسبب أطفالك:
1. لا تتحدثي بأسرار خاصة أمام أطفالك.
2. لا تذمّي صديقة أو تذكري عيوبها أمامهم.
3. لا تحتفظي بالأموال والمصاغ في أماكن يعرفها الصغار.
4. حاولي تحري الصدق وعدم ازدواجية الآراء أمام الصغار، ما يوقعك في مواقف محرجة أمام الناس.
الصغار يصنعون المقالب.. والكبار يتطلقون!
- أخبار
- سيدتي - نت
- 09 يناير 2014