كيف تهيئين جسمك لحمل سهل وسلس؟

 

الحمل هو من أجمل التجارب الحياتيَّة التي تمر بها السيدة، لذا عليها؛ العناية التامَّة في كل مرة تحمل فيها لتكون تجربة جميلة وناجحة بكل المقاييس؛ الدكتور محمد أحمد إدريس، طب وجراحة النساء والتوليد والعقم والأورام بمستشفى الولادة بجدة، يحدثنا عن كيفيَّة تهيئة جسم المرأة لأن تكون حاملاً وهي تعيش تجربة جميلة وناجحة.

أولا- تهيئة جسم الزوج
تهيئة جسم الزوج
لا تتعجل في قرار الحمل مباشرة بعد الزواج، فحيواناتك المنويَّة، التي هي الجزء الأساسي في تكوين اللاقحة، ثم الجنين، التي يجب أن تتوفر فيها شروط؛ لتكون صحيَّة نشيطة، ويدخل في ذلك عوامل كثيرة، أهمها وأشهرها:
- التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات، والمعادن، واليود، البعيدة عن المأكولات السريعة، والمشروبات الغازية أو المنشطة.
- الرياضة والحركة، والحفاظ على الوزن المثالي، وعدم التعرض للحرارة العالية لفترات طويلة، وهو ما يفعله كثيرون في حمامات الساونا والبخار، مما يعرضها للتلف والضعف، فهي موجودة خارج الجسم ومعرضة للتهوية.

- التدخين السلبي والإيجابي والكحوليات، وبعض الأدوية، والعقاقير، وأخذ قسط من النوم الكافي، كلها عوامل تؤثر في جودة الحيوانات المنويَّة ونشاطها.
- بعض الأمراض المزمنة، كالضغط والسكري، بحاجة لمتابعة طبيَّة دقيقة؛ لإنتاج نطف سليمة قدر المستطاع.

تهيئة جسم الزوجة
- أولاً التأكد من أنَّ الدورة منتظمة ولا مشاكل، وإن كانت غير ذلك؛ فعليك أن تعالجي الموضوع، وكوني دائماً على دراية كاملة بمواعيد دورتك الشهريَّة، فهذا الأمر مهم جداً في تحديد عمر الجنين وموعد الولادة، وليكون مرآة لطبيبك تخبره بأنَّ الهورمونات والوظائف الفسيولوجيَّة فيما يتعلق بوقت التبويض والإخصاب منتظمة ومرتبة.

- عند اختيار طبيبك؛ لا بد من أن تخبريه بقرارك ورغبتك بالحمل، وعليه بدوره كطبيب أن يقوم بتحاليل شاملة وكاملة ليعلم حالتك الصحيَّة، إن كنت تعانين من أي عارض صامت من دون علمك، أو فقر بالدم، أو خلل بوظائف الكلى، أو الكبد، أو أي نقص في الفيتامينات أو هورمونات الغدة الدرقيَّة.

- إهمال هذه التحاليل يحتاج وقتاً لتعويض النقص، قد يتعدى الفترة التي كان طفلك بأمس الحاجة فيها لأن يكون جسمك سليماً، الأمر الذي قد يؤدي لخلل في نموه.
- على الطبيب أن يبدأ بإعطائك حمض الفوليك، المهم جداً في القاعدة الثلاثيَّة «ثلاثة أشهر قبل الحمل، وثلاثة الأشهر الأولى في الحمل»، حيث أثبتت الدراسات أهميته في تقليل نسبة الإصابات والتشوهات بالجهاز العصبي للطفل أثناء تكوينه.

- المحافظة على الوزن المثالي، فالوزن الزائد معيق للحمل الصحي، فكثير من الدراسات أشارت إلى أنَّ السيدة ذات الوزن الزائد أكثر عرضة لضغط «تسمم الحمل وسكري الحمل».
- لا تنصتي لمن يقول: أنت حامل لابد لك من الراحة ولا تتحركي، بالعكس لابد لكِ من الحركة والرياضة؛ لتصبح عضلاتك مرنة لينة قابلة لتمدد البطن لراحة طفلك من دون أن تظهر علامات التمدد والتشققات أثناء فترة الحمل، ويسهل عليك شد البطن بعد الولادة.

- إن كنت مدخنة أو بصحبة مدخنين؛ فأقلعي عن التدخين لفترة 3 أو 6 أشهر قبل الحمل؛ لكي تجدي الأثر الإيجابي المنعكس على طفلك أكثر منه لو أنك أقلعتِ وأنت حامل، وإن لم تكوني مدخنة؛ فابتعدي عن المدخنين.
- التهيئة النفسيَّة لك، بأن تعلمي أنك ستكونين أماً، وأنك مستعدة لتربيته واحتضانه، إن الشعور بالارتباط مع ذلك الطفل، حتى قبل وصوله، ينشئ رابطاً قوياً جداً بين الأم وطفلها، وعندما يشعر الطبيب من خلال اهتمام السيدة نفسها من خلال حديثها وارتباطها المسبق به؛ يعطيه مؤشراً مهماً بأنَّ هذه السيدة جاهزة؛ لأن تكون أُماً مثالية.