مصممة سعودية اهتمت بمجال الأزياء منذ صغرها، بتقديم نصائح مختلفة لمن حولها، وبعد تشجيع من والدتها أطلقت علامتها بالتزامن مع جائحة كورونا، وذلك بتصاميم تتميز بالهوية السعودية بصورة عصرية.. المصممة سارة وليد التقت بها "سيدتي" لتحدثنا عن مسيرتها وتكشف عن مجموعتها لشهر رمضان الحالي.
بداية حدثينا عن نفسك، من هي سارة وليد؟
سارة وليد شابة سعودية طموحة، شغفي هو الإبداع ولدي ارتباط منذ الصغر بكل ما له علاقة بالفن والإبداع، كما أهدف إلى الوصول للعالمية من حيث تقديم تصاميم بطابع مميز ومختلف بلمسة سعودية.
أخبرينا قليلاً عن بدايات مسيرتك ومَن شجعك على خوض مجال التصميم؟
منذ طفولتي تميزت بأنني أقدم استشارات لمن حولي ممَّن هم في مثل عمري، ونصائح في تنسيق ملابسهم أو اختياراتهم للملابس، وكانت اختياراتي للأزياء محطَّ تساؤل للكثيرين، ووالدتي- حفظها الله - أكثر شخص شجعني على أن أنتقل في عطائي لحدود أبعد من المقربين، فكانت البداية بأن أقدم أول "كولكشن" من تصميمي في مجال العبايات، ومن ثمَّ الأزياء التراثية التي تعكس الثقافة السعودية.
ما أبرز التحديات التي واجهتك كمصممة، وكيف تغلبتِ عليها؟
تنطلق تحدياتي من ذاتي؛ حيث وضعت لنفسي سقفاً عالياً من المعايير لأحولها إلى واقع جاذب يُرضي ذوق المرأة العربية التي تبحث عن التميز، كما أنني تحديت نفسي بانطلاقتي في توقيت يمر به العالم أجمع بأزمة جائحة كورونا، واعتبرته ميزة، حيث التسويق الإلكتروني الذي امتد إلى أبعد من حدود مدينة الرياض إلى دول الخليج، ولله الحمد فهذا يدل على تميز الاقتصاد السعودي.
ما البصمة والمعايير التي تحاولين إبرازها من خلال تصاميمك؟
لكل موسم خطوط وطابع مختلف، ولكل مجموعة سر من اختيارات الألوان أو الخامات المناسبة مع التوقيت الموسمي، بحيث تتناسب مع غرضها الوظيفي، فتستخدم المرأة العباية بخامات خفيفة لتمدها بالراحة وتخفف عنها حرارة الجو، أما العباية والفروة الشتوية فتُصمم لإكسابها الدفء والأناقة الخاصة، لذا تعتمد بصمتي على نوع الخامة والألوان التي أختارها بعناية، حيث أستشير حول بعض القطع من مجموعتي المستهدفة كنوع من التقييم قبل إطلاقها، فأؤكد الطابع العربي في التراكيب التصميمية.
كيف تصفين هوية تصاميمك، وما سر تميزك؟
تعكس تصاميمي الهوية الثقافية السعودية بصورة عصرية، وتميزي منطلق من القيم التنافسية التي حددتها في تصاميمي؛ وهي ألا أشبه أحداً بل أضيف لمسة فنية في تفاصيل كل قطعة من حيث المساحات في الأشكال المضافة، كالأشكال الهندسية أو كتابة الأحرف العربية مع قطع ذات جودة عالية في الخامات المستخدمة.
كيف تختارين الألوان والأدوات في تصاميمك، وما الذي تفضلينه؟
الألوان بيني وبينها علاقة تتحكم فيها دلالتها التعبيرية، فبالنسبة لي تصاميمي كاللوح الفنية، وفي الصيف أستخدم الألوان الفاتحة كالسماوي والتفاحي والتركواز، فهو يبعث البرودة والهدوء والسمو غالباً بمن يرتدي هذا التصميم، وكذلك اللون البنفسجي؛ لأنه لون الإبداع ولون الثراء، فهو يُكسب صاحبه اختياراً قيماً فيه شموخ واحتواء، والأفضلية يحكمها معناها التعبيري، وبالنسبة للخامات فهي حكاية من نوع آخر، حيث يحكمني في اختيارها الجودة العالية، حتى وإن أثر على التكلفة في إخراج القطع الملبسية، لأنني أسعى لأن أحقق أحد أهم قيمي؛ وهي الاحترافية والجودة.
ما الموضة بالنسبة لك؟
هناك خطوط عامة من كبار المصممين تتحكم في الطابع العام لكل موسم، ولكن ليس من الضروري أن أعتمدها، بل أسعى لأن يكون لدي طابعي الخاص، فالموضة أصنعها لنفسي ولمن يقتني قطعي.
ماذا عن تفاصيل مجموعتك الأخيرة لشهر رمضان
تتميز بتميز هذا الشهر الفضيل، حيث يتطلب التصميم أن يكون مريحاً في الحركة وذا خطوط مرنة، فهي عصرية مبتكرة تتوافق وتُرضي ذوق جميع الفئات العمرية، كما تبعث السعادة وتعكس الروح الإسلامية في الزخارف كالهلال رمز هذا الشهر، والعبادات المرتبطة بالقمر، وكذلك الحروف العربية التي تجعل من يرتديها يشعر بالتميز.
ما سر إدخال الحروف العربية على مجموعتك الجديدة؟
نعيش في المملكة العربية السعودية ثورة من الاهتمام بالخط العربي، كاهتمام الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، للخط العربي والهوية الثقافية السعودية، وهذا جعلني أؤكد في تصميماتي على الخط العربي بأسلوب عصري، وأن ينتقل من المخطوطات إلى أسلوب في عالم الموضة، لذا حرصت أن أتماشى مع هذا التوجه من الاهتمام كمصدر إلهام لتصاميمي.
تابعي المزيد: أفنان السعدي : المرأة السعودية ملهمة
اعتمدتِ الألوان الحيادية بشكل كبير في مجموعتك لشهر رمضان.. حدثينا عن هذا الجانب
الألوان الحيادية تمثل أغلب المجموعة، ولكن دخلت ألوان أخرى، ففي رمضان الأغلب يستخدم الألوان بكثرة في الأثاث أو مكملات الزينة فيما حوله، وأردت أن أعادل هذا الصخب من الألوان بألوان حيادية تجعل القرار فيها لصاحبة الذوق الرفيع، وحسب ميولها بأن تأخذ الإشراق والصفاء والنقاء بالأبيض، أو اللون الأسود، ذلك اللون الوقور والساكن ذو الطمأنينة في هذا الشهر الفضيل.
ما نصيحتك لكل امرأة تبحث عن أناقة مميزة في رمضان؟
أن تراعي الجودة العالية في الخامة والتميز في التصميم والاحترافية في التنفيذ الذي يعكس شخصيتها، وعليها أيضاً أن تتوجه إلى "art design".
من وجهة نظرك.. بماذا تختلف أزياء رمضان عن بقية الشهور الأخرى؟
تختلف في أنها ذات تصاميم تعكس روحانية الشهر، وتسهّل على مرتديها الحركة والعبادة، وكذلك الأناقة في اللقاءات الرمضانية.
ما فلسفتك في تصميم العبايات؟
لتصميم العبايات غرض وظيفي؛ وهو أمر أساسي، فهي جزء من الحجاب الإسلامي، بالتالي لها مواصفات لتؤدي غرضها الوظيفي، وكذلك لها الطابع الجمالي القائم على تصميم متوافق مع وقته، والشخصية الراقية التي تتميز بها المرأة العربية، بحيث تكون التصاميم مختصرة في تفاصيلها بجودة عالية، ويتم تنفيذها بشكل دقيق، وأنا مؤمنة بأن القطع التي تُسلَّم يجب أن تحكي قصة تشارك العميلة بها فتصبح جزءًا منها، لأنها تتفاعل معها.
ما الذي ينقص مجال التصميم في المملكة في رأيك؟
التصميم متنوع بحسب الهدف الذي يحققه، ولكن ينقصه أن نمكّن الشباب بصورة أكبر بحيث تتاح لهم الفرصة كي يُظهروا إبداعاتهم، وخاصة في المحافل التي تمثل المملكة العربية السعودية.
في ظل انتشار الكثير من المواهب السعودية مؤخراً، ما الذي تحتاجه المرأة السعودية لتحقيق حلمها؟
تحتاج للتمكين من ناحية الإعداد حتى تصبح موهبتها مجالاً مدروساً ومتقناً ويصل إلى الاحترافية، بالإضافة إلى أن المرأة السعودية عندما تمتلك الإبداع والإنتاجية المميزة من الجيد أن تجد الدعم من أقرانها، بحيث يقتنون من إنتاجها، بالإضافة إلى تمكينها بأن تمثل السعودية في محافل دولية.
ما مشاريعك وخططك المستقبلية؟
أنهج في مشروعي خطة استراتيجية بعيدة المدى؛ فبعد أن تحقق حلمي في الانتشار بمختلف المناطق السعودية والخليجية، أسعى إلى أن أوثق جميع تصاميمي الزخرفية التي أستخدمها في التصميم لتصل للعالمية، وذلك تماشياً مع توجهات الدولة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حيث أعطى للمصمم والمبدع قيمة عالية تتمثل في أن يكون ما يعمله حقاً مشروعاً، بأن نحفظه ويصبح علامة سعودية، وأسعى حالياً إلى أن تصبح التصاميم مطلوبة لدى غير العرب؛ حتى أسهم في نشر الثقافة السعودية وأبيّن أحد مجالات الإبداع التي تتميز بها الشابة السعودية.