مصممة أزياء واجهت العديد من الصعوبات في مجال التصميم وتغلبت عليها لتستمرَّ وتحقق هدفها وترضي شغفها، تركِّز على أن تترك بصمتها في أزيائها التي تصفها بأنها ألبسة تقليدية بفكر مختلف مستمد من البيئة والتراث السعودي، بأفكار تجعله يصبح صالحاً للارتداء في كل مكان، ومناسباً لأي ثقافة.
المصممة حنان الراضي، التقتْ بها "سيدتي" لتحدِّثنا عن مجموعتها الجديدة لشهر رمضان، بالإضافة إلى مسيرتها في عالم التصميم.
بداية حدثينا عن نفسك، مَنْ حنان الراضي؟
حنان عبد الرحمن الراضي، أحب أن أعرِّف عن نفسي بأنني ابنة والدي وحبيبي ورجل عمري وبطلي وقدوتي، كما أنني أم لأربعة أبناء، تخصصت في مجال الكيمياء البعيد جداً عن مجالي الحالي، ولكن الأزياء بالنسبة لي شغف كبير.
أخبرينا قليلاً عن بدايات مسيرتك، ولِمَ اخترتِ خَوْضَ هذا المجال؟
بداية مسيرتي ككل البدايات تخبطات وصعوبات وتراجع وخطوات خاطئة، ثم دفع ثمن الأخطاء، ولكن التعلق بالمجال جعلني أستمر من ٢٠١٦ حتى الآن؛ حيث أصبحت الأمور أكثر وضوحاً وسهولة، وأصبحت أكثر قوة وثقة. وفي بداية خوضي المجالَ كان إجبارياً؛ بحُكْم أنني كنتُ من أصحاب الأوزان الكبيرة، ولا أجد ما يناسب قياسي، فكنت أجد متعة كبيرة في اختيار الأقمشة والتصميم حتى الإشراف على عمل الخياطة، ثم ثناء من حولي على تصاميمي لنفسي شجعني على دخول المجال.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ كمصممة؟
في البداية واجهتُ تحديات في الحصول على المواد الخام والمنفِّذين بالجودة والتكلفة المطلوبَيْن، ثم الوصول للعميل من خلال العرض إلكترونياً فقط، والتعامل مع شخصيات مختلفة من العملاء، ومحاولة إرضاء العميل، ولكن مع الوقت تصبح الأمور أسهل.
تابعي المزيد: فساتين سهرة للمرأة الخليجية من المصممة آلاء الجيلاني
ما البصمة التي تحاولين إبرازها من خلال تصاميمك؟
أنا مغرمة بالأزياء، ودائماً أستمتع بتخمين مَنْ مصمم كل تصميم أراه ويلفت نظري، فبرأيي أن المصمم دوماً ذو بصمة مميزة، مثل دولتشي آند غابانا، ديور، تمبرلي لندن، إيلي صعب، وأتمنى أن تكون لي بصمتي المميزة المستمدة من بيئتي وتراثي، وأتمنى أن أتمكن من دمج ملابسنا التقليدية مع الأسلوب الحديث ليصبح صالحاً للارتداء في كل مكان، ومناسباً لأي ثقافة.
من أين تستمدِّين أفكار تصاميمك؟
من كل شيء؛ فأحياناً من ألوان الخامة أو من صورة أو رسمة أو تحفة.
كيف تَصِفِينَ هُوِيَّة تصاميمك، وما سر تميُّزك؟
أصفها بأنها ملابس تقليدية بفكر مختلف، وأحاول أن أميّز تصاميمي بالعملية، وأن أراعي القَصَّات التي تناسب الأجسام الصعبة، وأن أجعل من ترتدي تصاميمي أكثر ثقة وأكثر راحة وأكثر جمالاً وبمظهر ذي هوية.
كيف تختارين الألوان والأدوات في تصاميمك، وما الذي تفضِّلينه؟
أفضِّل الخامات التي تناسب أجواءنا وبجودة عالية، وأحب الألوان التي تُبرز أنوثة المرأة وتزيد من ثقتها بنفسها.
ما الموضة بالنسبة لكِ؟
الموضة هي ما يجعلني أجمل وأكثر ثقة مع مراعاة خط الأزياء العالمي، بما يناسب طبيعة جسمي وتقبُّل مجتمعي.
تابعي المزيد: المصممة السعودية مي السبيعي: جائحة كورونا كانت فرصةً للابتكار
ما أهم القَصَّات والألوان التي تتميز بها مجموعة "قردالة"؟
حاولتُ في مجموعة "قردالة" أن تكون غالبية القصات واسعة؛ لتناسب الأجسام والمقاسات المختلفة، ولتكون أكثر راحة؛ لتتمكن عميلتي من ارتدائها في أكثر من مناسبة، كما أن بعض القطع في المجموعة تمكِّن مرتديتَها من لبسها بأكثر من طريقة.
كيف اخترتِ اسمَ "قردالة" لمجموعتك؟
من منطلق رغبتي في تصميم قابل للارتداء بأكثر من طريقة، وكلمة جدتي حين تبحث عن عقدها "وين قردالتي".
هل هناك طقوس معينة تفضِّلين التصميم في وجودها؟
المهم هو الهدوء، والقهوة، وأفضِّل أن يكون أمامي مرجع كقطعة قماش جميلة.
كيف تستعدِّين لاستقبال موسم رمضان والعيد في علامتك لكل عام؟
أستعدُّ لاستقباله بـ"كولكشن" يلائم مناسباتنا وعاداتنا الخاصة، ويُرضي المرأة الجديدة المستقلة والمنفتحة على ثقافات الأزياء العالمية.
ما نصيحتكِ لكل امرأة تبحث عن أناقة مميزة في رمضان؟
بالنسبة لي أزياء رمضان يجب أن تكون أزياءً تقليدية فيها من طابعنا التراثي، ودائماً أستنكر على المرأة التي تحب أن تُظهر تطوُّرَها باستنكار لباسنا التقليدي، بالنسبة لي الرُّقِي يكمن في التمسك بالجذور مع تقبُّل التطوير وليس باجتثاثها.
تابعي المزيد: المصممة وعد الرميح: قلة المصانع تضر تصميم المجوهرات في السعودية!
تابعي المزيد: صيف بألوان الحلوى Candy Summer
من وجهة نظركِ، فِيمَ تختلف أزياء رمضان عن بقية الشهور الأخرى؟
كما ذكرتُ سابقاً، في رمضان أحبُّ الأزياء الشعبية والمجوهرات التقليدية ونقش الحناء ورائحة البخور والعود، فهو شهر يخصنا نحن فقط، وجميل أن يكون خاصاً بكل ما فيه.
ما الذي ينقص مجال التصميم في السعودية برأيكِ؟
برأيي نحتاج لتسهيلات أكثر في كل شيء؛ من ناحية أماكن توفير المواد الخام بالجملة، وتنوع الخيارات، ومن ناحية المصانع والمنفِّذين بمرجع أو هيئة تسهِّل لنا الانتشار، ولا ننكر بالطبع التطور العظيم في السنتين الأخيرتين، سواء في توسع السوق أو تسهيلات الدوائر الحكومية أو السعي لتمكين المرأة.
في طور انتشار الكثير من المواهب السعودية مؤخراً، ما الذي تحتاجه المرأة السعودية لتحقيق حلمها؟
البداية من نفسها، عبر الثقة والقوة والاطلاع والقدرة على الاعتماد على النفس، ثم المنزل عبر عائلة مُحِبَّة وداعمة وتعزِّز الثقة والقوة، ثم التسهيلات الحكومية في كل المجالات التي ذكرتُها سابقاً، وأعتقد أننا خلال السنوات القليلة القادمة سننافس أقوى الدول في مجال الأزياء، في ظل التسهيلات التي تقدِّمها حكومتنا الرشيدة.
حدِّثينا عن تجربتك في عالم التصميم من حيث السلبيات والإيجابيات؟
السلبيات أن العمل الحر وخصوصاً التصميم يحتاج لكثير من الجهد والوقت؛ فقد يؤثِّر أحياناً على وقت العائلة والأبناء، والمغامرة في تصميم دون التأكد من رد فعل العميل، والتعامل مع بعض الشخصيات الصعبة في التعامل معها، ووجود فريق عمل غير جيد من منفِّذ أو مصور أو عارِض؛ فأحياناً يكون هناك ضغط ذهني وفكري، أما الإيجابيات فأهمها رضا العميل الراقي وثناؤه على تصميمك وعلى نفسه بتصميمك، فهناك نشوة فرح جميلة أشعر بها عند رؤية تصميمي واقعياً بعد أن كان أوراقاً وخامات، وهناك الدخل المادي كذلك.
كلمة شكر، لِمَنْ تقدِّمينها؟
أشكر والدي الذي يُعَدُّ مصدر قوَّتي وثقتي الذي اعتدتُ أن أراه من صغري يسعى ويعمل بصمت، لذا أسعى دوماً لعلِّي أستحق أبوته، وأشكر والدتي المُحِبَّة والمعطاءة والمتفانية والمضحِّية التي أشعر في تعاملي معها أنني ما زلتُ طفلة، وإخواني الساندين والمحبين والداعمين والدروع التي أتقوى بها على الدنيا، واختي رفيقة دربي ولجنة تحكيمي وصوت ضميري، كما أشكر أبنائي سبب سعيي للنجاح والتحسين من ذاتي. روان ووئام وابتهال ورنا، شكراً على كل شيء، وأشكر الله قبل كل ذلك أنه -سبحانه- كان معي دائماً ووفَّقني ورزقني وقوَّاني.
ما مشروعاتك وخططك المستقبلية؟
مشروعاتي التوسع في مجالي والتطوير من عملي حتى أواكب التطور السعودي الحاصل، والوصول لأكبر قدر ممكن من العملاء في كل مكان، باختصار.. الانتشار.
تابعي المزيد:مصمّم المجوهرات السعودي عبدالعزيز القريشي: "المنافسة ظاهرة صحّية"