اكتشف علماء الآثار في مصر 110 حفرة قديمة بدلتا النيل، فيها رفات بالغين وأطفال، ويعود تاريخها إلى حوالى 5000 سنة خلت، ليُعدّ هذا الاكتشاف الأحدث في سلسلة الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة التي سعت مصر للدعاية لها، آملة في إنعاش قطاع السياحة في البلاد.
موقع المقابر المكتشفة
حسب موقع "ديلي ميل"، صرّحت وزارة السياحة والآثار المصرية إنه تم العثور على المقابر التي تحتوي أيضًا على أدوات فخارية وجنائزية، في موقع كوم الخلجان الأثري بمحافظة الدقهلية، على بعد نحو 93 ميلاً شمال شرقي القاهرة.
تصريحات وزارة السياحة والآثار المصرية
وقالت الوزارة إن "أقدم المقابر تضم 68 حفرة بيضوية الشكل من فترة ما قبل الأسرات التي امتدت من سنة 6000 إلى سنة 3150 قبل الميلاد.
تعود القبور الأخرى إلى سنة 3000 قبل الميلاد و 1700 قبل الميلاد، ويمتد الموقع إلى مصر القديمة من العصر الحجري الحديث، مروراً بالفرعون الأول وحتى أول حاكم أجنبي.
تصريحات المجلس الأعلى للآثار عن المقابر المكتشفة
عن الاكتشاف الأثري، صرّح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري إن "هذا الاكتشاف يعدّ إضافة تاريخية وأثرية مهمة للموقع".
من بين الإكتشافات، كان هناك 37 مقبرة مستطيلة الشكل من العصر القديم المعروف باسم الفترة الانتقالية الثانية التي امتدت من سنة 1782 إلى سنة 1570 قبل الميلاد. وكان هذا هو الوقت الذي حكم فيه شعب الهكسوس الساميون مصر القديمة، وذلك في الحقبة الأولى التي حكم فيها البلاد قادة أجانب.
تعود المدافن الخمسة الباقية ذات الشكل البيضوي إلى فترة نقادة 3 التي امتدت من حوالى سنة 3200 قبل الميلاد إلى 3000 قبل الميلاد.
وضع الأشخاص المدفونين داخل المقابر
قال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار الدكتور أيمن عشماوي، بدوره، إن "أقدم مقبرة يبلغ عدد أضرحتها 68، مع الإشارة إلى أن المدافن بيضوية الشكل، ومقطوعة في الطبقة الرملية منها، وتحتوي على أشخاص مدفونين فى وضع القرفصاء."
وأضاف: "معظم الأشخاص المدفونين في المقبرة المذكورة تُركوا على جانبهم الأيسر، ورؤوسهم متجهة إلى الغرب. كما تم الكشف عن بقايا طفل مدفون داخل إناء فخاري صغير من فترة بوتو 2، مع الإشارة إلى أنه وضع إناء صغير من الفخار الكروي لهذه الغاية."
ثلاث حضارات
يعود تاريخ المقابر الـ 110 إلى ثلاث حضارات مختلفة داخل المجال المصري القديم: حضارة مصر السفلى المعروفة باسم "بوتو 1" و"بوتو 2" ، وحضارة نقادة الثالثة، والعصر الانتقالي الثاني المعروف باسم "فترة الهكسوس".
وأوضح الدكتور عشماوي أن المدافن الخمسة، التى تعود إلى فترة نقادة الثالثة، هي أيضًا حفر بيضوية الشكل، ومقطوعة فى الطبقة الرملية للجزيرة، بما في ذلك مقبرتان كانت جوانبهما وقيعانهما وسقفهما مغطى بطبقة من الطين.
الكشف عن أثاث جنائزي
ووجدت البعثة داخل الحفر مجموعة من الأثاث الجنائزي المميز لهذه الفترة ومن الأواني الأسطوانية والمثلثة، بالإضافة إلى صلاة الكحل التي زينت سطحها برسومات وأشكال هندسية.
وقالت رئيسة الإدارة المركزية لجنوب مصر في "المجلس الأعلى للآثار" الدكتورة "نادية خضر إن "الحفر شبه المستطيلة يتراوح عمقها من 8 إلى 33 بوصة."
تابعوا المزيد: صفاقس التونسية وجهة سياحية لهواة الثقافة
اكتشافات أخرى
واكتشفت البعثة أيضًا مجموعة من الأفران والمواقد وبقايا مبانٍ من الطوب وأوان فخارية وتمائم، بعضها مصنوع من الأحجار شبه الكريمة، والحلى مثل الأقراط.
تابعوا المزيد: رحلة سياحية إلى "جراند كانيون العرب"