توصّل خبراء في "أكاديميّة العلوم البولنديّة" إلى اكتشافٍ مثيرٍ للغاية يُعدّ الأول من نوعه، ويتمثّل في جنين داخل مومياء مصريّة قديمة محنّطة يرجع تاريخها إلى أكثر من 2000 سنة خلت! وكان مرّ 30 أسبوعًا من حمل المومياء عندما توفيت، وفق مسح الجسد.
المومياء من صعيد مصر
حسب موقع "ديلي ميل"، كانت المومياء المحنّطة اكتُشفت في القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك في المقابر الملكيّة في طيبة بصعيد مصر، قادمة من نخبة مجتمع طيبة. ويعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهو الوقت الذي كانت فيه كليوباترا ملكة، وكانت مدينة طيبة عبارة عن خليّة نحل من النشاط.
نقلت المومياء إلى وارسو في بولندا في سنة 1826، وذلك في وقت قريب من بعض أهم الاكتشافات في وادي الملوك المصري، وهي معروضة راهناً في "المتحف الوطني"، في وارسو.
وقد كشف الفحص الدقيق فى العام الجاري (2021)، وباستخدام تقنيات التصوير الحديثة، أن المرأة توفيت عندما كان عمرها يتراوح بين 20 و30 سنة، وهي في الأسبوع الثلاثين من الحمل.
اكتشاف حمل المومياء
عمل الخبراء في "أكاديمية العلوم البولندية"، وفي إطار "مشروع وارسو للمومياء" على اكتشاف المزيد عن المرأة، التي يُعتقد أنها كانت في العشرين من عمرها من خلال مجموعة من الأشعة المقطعيّة والأشعة السينيّة؛ فقد اكتشف الفريق بقايا جنين يبلغ من العمر حوالى 26 إلى 30 أسبوعًا داخل المرأة - وهي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف مومياء حامل.
تابعوا المزيد: حقائق عن الحاجز المرجاني العظيم في رحلة سياحية استثنائية
حالة الجنين
يبلغ محيط رأس الجنين 9.8 بوصات، وهو المؤشّر الذي دلّ فريق البحث إلى أنه كان بين الأسبوعين 26 و30 من العمر. لكن، لم يتم إجراء أي قياسات لعظام أخرى، وذلك للحفاظ على الهيكل العظمي للطفل، مع تقلص العظام بسبب الجفاف والكسور.
كان الجنين موجودًا فى الجزء السفلي من الحوض الأصغر، وجزئيًا في الجزء السفلي من الحوض الأكبر، وتم تحنيطه مع والدته، فلم يتم إخراج الجنين من رحم المومياء، كما أن القلب والرئتين والكبد والأمعاء لاتزال داخله.
العثور على جسد المرأة ملفوفًا بعناية
جسد المرأة التى توفيت قبل 2000 سنة، كان ملفوفًا بعناية في الأقمشة، وتُرك مع مجموعة غنية من التمائم، التي تمثل أبناء حورس الأربعة لرؤيتها في الحياة الآخرة. وعن التمائم، يقول الفريق إنها تشير إلى أن المرأة الحامل كانت شخصًا مهمًا للغاية في طيبة.
السبب وراء ترك الجنين فى بطن أمه
لم يستطع الفريق تحديد سبب ترك الجنين داخل المرأة، وعدم تحنيطه بشكل منفصل، ولكن يُعتقد أنه لا يزال جزءًا لا يتجزأ من جسد أمه لأنه لم يولد بعد.
مؤلفو الدراسة
تفتتح هذه المومياء إمكانيّة جديدة لدراسة الحمل في العصور القديمة وتطوّر الأجنّة والعمليات الجراحيّة للأجنّة، وكذلك الرحم.
كتب مؤلفو الدراسة: "توفّر هذه المومياء إمكانيات جديدة لدراسات الحمل فى العصور القديمة، والتي يمكن مقارنتها بالحالات الحالية وربطها بها. علاوة على ذلك، تلقي هذه العيّنة الضوء على جانب غير خاضع للبحث في عادات الدفن المصرية القديمة وتفسيرات الحمل في سياق الديانة المصرية القديمة. كما يمكن للأطباء دراسة المحتوى المعوي للجنين لجمع المعلومات حول تطور جهاز المناعة في العصور القديمة."
تابعوا المزيد: سيبينيك وجهة جذابة على البحر الأدرياتيكي