لا يختلف اثنان على أن لباسم ياخور حضوره الخاص ورونقه المتفرد كوميدياً ودرامياً. يملك النجم السوري مواصفات خاصة تؤهله لأداء أصعب الأدوار وأعقدها ولا يمر حضوره مرور الكرام. فذاك الممثل استطاع أن يترك بصمته وألف ذاكرة جمعية لدى الناس بأدوار لا تنسى من "جودة أبو خميس" إلى "أبو نبال" مروراً بالكثير من الأدوار.
يبرع باسم بأداء أدواره ويبرع أكثر بالتنقل في المشهد الواحد بين الحالة الكوميدية الخفيفة إلى أقصى حالات التراجيديا.
"هلال الحجار" هي الشخصية التي أداها باسم في مسلسل "على صفيح ساخن" اتسمت هذه الشخصية بالتنقل الكبير بين لحظات الضعف والقوة من لحظات الانكسار الداخلي والخارجي إلى لحظات استعادة التوازن الممزوج بالألم. في بداية العمل بدا هلال الحجار ضعيفاً فقد خسر كل شيء بالكامل مع أشقائه بعد أن تعرض لعملية نصب من قبل المهرب الذي وعدهم بالسفر إلى أوروبا ليجد نفسه متورطاً بجريمة قتل رغم أنه لم يقتل ومن ثم مطلوباً لواحد من أكبر تجار المخدرات وعلى بعد ثانية من موت محتم قبل أن يستجمع قواه وينقذ نفسه في اللحظات الأخيرة ومن ثم يعود ليجد نفسه في موت محتم آخر ويرفض القتل مرة أخرى حتى لو تسبب ذلك بموته ليعود متماسكاً ويكشر عن أنيابه في وجه "أبو كرمو" (عبد المنعم عمايري) وليستجمع قواه ونجده ممثلاً مختلفاً تماماً.
وكذلك الأمر فالمشاهد التي جمعته بالفنانة سمر سامي تميزت بطابع تراجيدي ورومانسي خاص رومانسية من نوع مختلف.. رومانسية الذكريات المفتعلة والحالة الهلامية غير الموجودة في الواقع في مشاهد خارجة عن المألوفة.
أما في مشاهده مع النجم سلوم حداد فيلعب الاثنان على وتر المعرفة والتفرد فكلاهما ممثل كبير فيتماهيان بكيمياء خاصة بينهما تجعل المشاهد يتسمر بانتظار ما سيقومان به.
الواقع أن شخصية "هلال الحجار" هي شخصية مجتمعية وهي واحدة من أصعب الشخصيات التي يؤديها الممثل وتحتاج إلى براعة كبيرة في التنقل بين الأداء النفسي والأداء الجسدي فوجدنا باسم ياخور في مشهد واحد ذليلاً مقهوراً منكسراً وفي نفس المشهد يبحث عن تماسكه بتركيبة مميزة تصبغ أداءه بتكنيك وإيقاع عاليين قبل أن يخفض الإيقاع بتوازن مدهش.
يتكئ باسم في أدائه على موهبته الكبيرة وعلى قدراته كممثل يستطيع أن يطوع نفسه ويستخدم مهاراته كمن يلعب بصلصال فشخصياته طوع بنانه يفردها ويشدها كما يشاء. باسم الممثل الشرير والطيب والكوميدي والتراجيدي والتاريخي كلها يلعبها بأقصى درجات البراعة و التفرد.
في "هلال" ركز باسم على الجانب النفسي للشخصية وعلى ردود أفعالها غير المتوقعة أو حتى المتوقعة فبدت شخصية مجتمعية من لحم ودم وليست شخصية مفبركة. فالأداء الحقيقي هو أصعب أنواع الأداء فلا مجال للاتكاء على أي مفردة أو شكل او كاركتر .. الاتكاء هنا على قدرات الممثل الجسدية و النفسية وبالدرجة الأولى على مخزونه وموهبته وهو ما قدم خلاصته باسم في " هلال الحجار " .
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
