يعاني المجتمع بسبب جائحة COVID-19 من عواقب ربما تكون طويلة الأمد على بسبب ارتداء الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، والاجتماعات الافتراضية والفصول الدراسية لمعالجة مخاوف العدوى، سلبًا على التواصل.
وهذا استوجب زيادة وعي الأطفال من خلال خلق طرق مبتكرة لتعزيز التواصل وتعلم اللغة في البيئات الافتراضية، لكن هناك فئات من الأطفال تأثرت أكثر من غيرها، في هذا الموضوع يلقي الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، الضوء على أهم مشاكل وحلول لتجنب تأثر المهارات اللغوية لدى الأطفال، بشكل عام، بسبب COVID-19.
الأطفال المصابون بفقدان السمع
تمنع الأقنعة إشارات الكلام، وتخفف الترددات العالية عند النطق، وقد عرّضت هذه الفئة إلى العديد من المشاكل، ومنها:
1 - لم يعودوا قادرين على فهم الكلام، بسبب الإيماءات اللفظية المحجوبة. فهم أكثر اعتماداً على قراءة الشفاه؛ في فترة حاسمة لتعلم اللغة حتى بين الأطفال الأصحاء.
2 - أصيبوا بما يسمى "إجهاد الزووم"، بسبب صعوبات تفسير الإشارات غير اللفظية (على سبيل المثال، عدم القدرة على قراءة الشفاه بسبب الفيديو المنقسم)، وجودة الصوت الرديئة، وخلل التزامن السمعي البصري
3 – تدهور مخزون معلوماتهم في مدة قصيرة، رغم أنهم في مرحلة هم بحاجة فيها لزيادة هذه المعلومات، بسبب التسارع العلمي المتطور.
الأطفال الأصحاء
فئة الأطفال بشكل عام يعانون من مشاكل لغوية أيضاً، وقد نتج عنها الآتي:
1 – حرموا من التفاعل الاجتماعي، الداعم الأساسي لتطوير اللغة، بسبب القيود المفروضة على الأطفال في سن المدرسة، ما أثّر على ما يسمى "حديث الأقران" الذي يحسن عندهم مهارات المحادثة مثل أخذ الأدوار وفهم المعنى الضمني وراء كلمات المتحدث.
2 – حجبت الأقنعة الإشارات الاجتماعية من خلال تعبيرات الوجه، وهذا ما لم تتمكن المدارس الافتراضية ن تعويضه، ما أضعف مهارات المحادثة والمهارات الاجتماعية عند الأطفال بشكل كبير.
استراتيجيات التخفيف
يمكن استخدام العديد من الاستراتيجيات للتخفيف من آثار جائحة COVID-19 على تطوير مهارات الاتصال لدى الأطفال، ومنها:
1 - استخدام الأقنعة الشفافة للسماح لتعابير الوجه بالظهور.
2 - توعية الفصول الافتراضية، لتحسين البيئة المرئية والسمعية باستخدام المعدات المناسبة الأكثر تطوراً، وإمكانيات الدردشة المرئية (مثل وظائف الدردشة، وكتم الصوت، ورفع اليد) ، بالإضافة إلى خدمات التسميات التوضيحية والتسجيل والنسخ.
3 - يمكن تجنب إجهاد الزووم من خلال إتاحة الفرصة لطلاب لفصل، بالحصول على الراحة المناسبة بين الاجتماعات.
4 - يجب أن يكون الأطباء، من اختصاصيي الأذن والأنف والحنجرة أمراض النطق واللغة على دراية بالتداعيات اللغوية والتواصلية المحتملة لوباء COVID-19، بين الأطفال، لتسهيل الوقاية من ضعف الاتصال (أي تأخير اللغة).
5 - تثقيف أولياء الأمور (خاصةً أهالي الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع) والمعلمين وعامة الناس ومن خلال توفير استراتيجيات للتخفيف من المخاطر المحتملة لتأخر اللغة في النمو.
6 - جدولة جلسات للعلاج عن بعد عبر مؤتمرات الفيديو لتسهيل استمرارية الرعاية أثناء الجائحة.