نشرت هئية التراث على موقعها الرسمي في شبكة تويتر مقتطفات من المقال الذي نشر مؤخراً في المجلة العالمية Nature Scientific Reports تحت عنوان "انتشار الإنسان في العصر الأشولي بصحراء النفود بشمالي المملكة"، وقد أظهرت النتائج الأخيرة لمشروعات المسح البيئي والأثري لمشروع الجزيرة العربية الخضراء أن "موقع النسيم" يُعد أول واقدم موقع أشولي مؤرخ في المملكة العربية السعودية حيث عُثر فيه على أدلة بيئية وقطع اثرية تعود إلى عصر البلايستوسين الاوسط.
موقع النسيم
ويعود تاريخ "موقع النسيم" أول موقع أشولي مؤرخ في المملكة العربية السعودية إلى قرابة 350 الف سنة مضت ويقع في نفود منطقة حائل وأظهرت النتائج أدلة بيئية على وجود بحيرة عميقة ربما كانت عذبة المياه في حين أن أدوات حجرية استخدمها الإنسان في عصر البلايستوسين الأوسط، ومن المرجح أنها تشير إلى تكرار عودة الإنسان إلى الجزيرة العربية عندما كانت مروجاً وأنهاراً.
"النسيم" أول وأقدم موقع أشولي مؤرخ في المملكة.#هيئة_التراث pic.twitter.com/tbYl0JipX8
— هيئة التراث (@MOCHeritage) May 12, 2021
وأشار المقال إلى تشابه أدوات الحجارة المكتشفة مع تلك التي سبق العثور عليها في المواقع الأشولية في صحراء النفود، ودلّت بعض القطع على جلب مواد الخام إلى الموقع لصناعة الأدوات، وطرح بعضها بعد اختبار جودتها، وشكّلت بعض القطع قبل نبذها.
صحراء النفود
ويدل التشابه بين المواد الأشولية بموقع النسيم والمواقع الأشولية الأخرى غير المؤرخة في صحراء النفود، على أن المياه العذبة العميقة المستقرة في صحراء النفود كموقع النسيم أسهمت في سهولة انتشار الإنسان وتنقله نظير ما وجده من مياه عذبة ووفرةٍ في الصيد حولها، ويدل تنوع الثدييات كبيرها وصغيرها على وجود بحيرات تكونت إبان فترات ذوبان الجليد بمنطقة النفود، مما يدل على انتشار الحيوانات في المنطقة خلال المراحل الرطبة ووفرتها حول المياه مصدراً لعيش الإنسان.
هيئة التراث
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية تعكف هيئة التراث بمشاركة مجموعة من الخبراء السعوديين على استكمال المشروع العلمي (الجزيرة العربية الخضراء) بالتعاون مع نظرائهم الدوليين من معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان، الذي يركز على تتبع ودراسة التغيرات المناخية التي تعرضت لها شبه الجزيرة العربية على مر العصور، وبين بداية الاستيطان البشري في البلاد وهجرة البشر إليها عبر قارات العالم القديم، وقد كشفت نتائج الدراسات السابقة للمشروع عن أدلة لوجود آلاف البحيرات، والأنهار، والغابات، والكائنات في أنحاء الجزيرة، التي نشأت حولها العديد من الحضارات المتعاقبة بسبب المناخ المعتدل لشبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت.
منطقة تبوك
وقد أعلنت الهيئة خلال الربع الأخير من العام 2020 م عن اكتشاف أثري في غاية الأهمية يتضمن العثور على آثار أقدام بشرية وفيلة وجمال وحيوانات مفترسة حول بحيرة قديمة جافة على أطراف منطقة تبوك يعود تاريخها إلى أكثر من 120 ألف سنة، ويمثل هذا الكشف الأثري الدليل العلمي الأول على أقدم وجود لطبعات أقدام الإنسان والحيوان على أرض الجزيرة العربية.
الجزيرة العربية الخضراء
وتسعى هيئة التراث من خلال "مشروع الجزيرة العربية الخضراء" إلى تنفيذ المسوحات المُكثفة والتنقيبات المنظمة لفهم الظروف المناخية القديمة وطبيعة البيئة السائدة في الجزيرة العربية وما يتبعها من هجرات بشرية، وذلك في إطار جهود الهيئة في التنقيب في مواقع الآثار الوطنية وصونها والتعريف بها ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030.