حتى عندما يدخل الأطفال بمرحلة المدرسة في عمر الـ5 سنوات، يكون التأثير الأكثر لنموهم هو العلاقات الأسرية. لذا توقعي مشاعر صعبة، والرغبة الاستقلالية، وبناء الصداقات، واللعب، والكثير من الأحاديث، والاعتناء بالنفس وغيرها من التحولات، وفي هذه المرحلة يكون همّك هو تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية والتفكير لديهم.
الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، يعرض ما يفكر به طفلك عندما يبلغ الـ 5 سنوات.
الطفل أكثر خيالاً
أصبح لعب الأطفال في هذا العمر، الآن أكثر تعقيداً، فهو مليء بالكثير من الخيال والدراما. قد تلاحظين أيضاً أن طفلك يمكنه اللعب مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك. على سبيل المثال، بناء قلعة رملية واحدة كبيرة. ما يجعله اجتماعياً ويفضل اللعب مع الأصدقاء بدلاً من اللعب بمفرده. يمكن لطفلك أيضاً مشاركة الألعاب المفضلة لديه، رغم صعوبة الأمر عليه، وقد يتهم طفلك الآخرين أحياناً بالغش.
تتحدد مشاعر الطفل
في هذا العمر، يمكن للأطفال التعبير عن مشاعرهم، على الرغم من أنهم قد يحتاجون إلى المساعدة والوقت لتحديد المشاعر الصعبة مثل الإحباط أو الغيرة والتحدث عنها. وقد يكون لديهم نوبات غضب وحزن غير متوقعة، لكنه يكون منفتحاً في كشف ما يريد.
على الرغم من أن طفلك البالغ من العمر 5 سنوات يحب أن يكون مستقلاً، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى حبك واهتمامك. ترينه يفخر بإنجازاته الخاصة، ويريد موافقتك وتشجيعك، لكنه لا يتقبل النقد أو التأديب.
قد يؤدي فهم طفلك المتزايد للعالم من حوله إلى بعض المخاوف. على سبيل المثال، قد يخاف بعض الأطفال من الأشياء الخارقة للطبيعة (مثل الأشباح) أو الاختبارات أو الفشل أو الأذى الجسدي أو التهديد.
الطفل يفكر وينتبه أكثر
يمكن للطفل في سن المدرسة الانتباه لفترة أطول الآن. فهو يستوعب مفاهيم بسيطة مثل الوقت (اليوم، غداً، أمس)، ويعرف الفصول، ويتعرف على بعض الكلمات عن طريق البصر، ويحاول نطق الكلمات. قد يقرأ حتى من تلقاء نفسه .. يأخذ بوجهة نظر الآخرين، ما يساعده على تكوين صداقات والتعرف على أشخاص جدد.
يتحدث ويتواصل
في هذا العمر يتحدث الأطفال كثيراً، حتى عندما لا يكون هناك أحد في الغرفة. ستسمعينه يستخدم جملاً كاملة ومعقدة ويخوض محادثات شبيهة بمحادثات البالغين، على الرغم من أنه قد يظل من الصعب عليه وصف الأفكار أو الأحداث المعقدة. لكنه يفهم النكات والأحاجي.
النكات حول القاذورات بشكل خاص، يستمتع أيضاً بفرصة "العرض والتحدث" في المدرسة. لكنه يفهم كلمات أكثر مما يستطيع قوله، ويتعلم ما يصل إلى 5-10 كلمات جديدة كل يوم. يكون نمو المفردات سريعاً جداً في هذا العمر لدرجة أن دماغ طفلك غالباً ما يفكر بشكل أسرع من قدرة طفلك على الكلام.
يتحرك كثيراً
الأطفال في سن الخامسة أكثر تناسقاً ويحبون التباهي بمهارات بدنية جديدة. غالباً ما تسمعين صرخاته وهو يقول "انظري إلي!"
يمكن لطفلك أن يتعلم كيفية ركوب الدراجة، والقفز على الحبل، والتوازن على قدم واحدة لفترة قصيرة من الوقت، والسير من دون الحاجة إلى إمساك يدك، والقفز والتقاط كرة كبيرة. وسيهتم بممارسة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم. لكنه يتململ أثناء مشاهدة التلفزيون أو على مائدة العشاء أو حتى أثناء النوم وهذا أمر طبيعي جداً. وستتحسن مهاراته الحركية الدقيقة، ما يؤدي إلى مزيد من الاستقلالية، فهو يعقد أربطة الحذاء ويستخدم السحابات والأزرار وترتيب الشعر بالفرشاة. لكنه يجد صعوبة في تقطيع الطعام بالسكين يستمتع إذا قمت بتدريبه.
كيف تساعدين طفلك في سن الخامسة؟
فيما يلي بعض الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها للمساعدة في نمو طفلك في هذا العمر:
شجعيه على الحركة:
مارسي معه رياضات مختلفة وقومي بالأنشطة الترفيهية، فهذا يعلمه المهارات الاجتماعية مثل التناوب والتعاون والتفاوض واللعب بنزاهة.
قومي بمشاركته في الأعمال المنزلية البسيطة:
مثل إعداد الطاولة أو مساعدتك على وضع الملابس غير النظيفة، في السلة الخاصة، فهذا يطور مهارات الحركة والتفكير لديه، ويعلمه التعاون والمسؤولية أيضاً. هذه المهارات مهمة للمدرسة.
خصصي بعض الوقت للعب المرح:
حتى لو كان طفلك قد بدأ المدرسة والأنشطة المنظمة، فلا يزال اللعب مهماً للغاية لديه في هذا العمر. دعيه يختار كيفية قضاء وقت اللعب وقت الفراغ.
العبي معه كل يوم:
حتى لو كان ذلك لمدة 10 دقائق فقط، سيكون فرصة لدخول عالمه ومعرفة أفكاره ومشاعره. كما يُظهر هذا لطفلك أنك تهتمين لأمره.
قومي بإجراء محادثات معه:
كأن تكون حول الحيوان أو الرياضة المفضلة لديه وشجعيه على الاستماع والرد والسؤال، يمكنك أيضاً مساعدة طفلك على معرفة سبب شعوره بشيء ما ومساعدته على التعبير عن هذه المشاعر. سيساعده ذلك على تكوين صداقات وإظهار التعاطف.
رتبي مواعيد اللعب:
أي مدة قضاء الوقت مع الأطفال الآخرين، خاصة إذا كانوا يذهبون إلى نفس المدرسة، فهذا يساعد طفلك في تنمية مهاراته الاجتماعية ويجعله يعتاد على الابتعاد عنك