سهى الوعل- ناقدة فنية سعودية
سيطرت على الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام الأعمال التي يقود بطولتها الجيل ما قبل الحالي، أو بمعنى أصح جيل السقا وكريم ومنى، هذا الجيل الذي تنحى مطولاً تاركاً التلفزيون لجيل جديد قفز إلى البطولات سريعاً دون تدرج ودون منطق، بينما انشغلوا هم بالسينما وتحقيق النجاحات فيها.
سنوات الهجرة التي كانت إطلالات هذا الجيل فيها خجولة للغاية، بعمل درامي كل عدة سنوات، تسببت في اختلال كل شيء، حيث أصبحت السطوة للفنانين الشباب الجدد والذين لم يكونوا جاهزين بعد للمحافظة على توازن الساحة الدرامية، فتغيرت كل القوانين.
غالبية الفنانون الجدد جاؤوا من خلفيات غير أكاديمية، كما لم يكتشفهم مخرج كبير أو فنان مهم، بل لعبت الصدف معهم دوراً كبيراً، الصدفة وفقط.
سيطرة الفنانين الجدد على الساحة الدرامية بسياسة "وضع اليد" عندما كانت الساحة خالية لهم طوال العشرة أعوام الأخيرة على أقل تقدير، تسببت في فوضى درامية عارمة، حيث أصبحت السطوة للفنان الشاب الذي يتحكم بكل شيء حتى اختيارات فريق العمل ومساحة دور كلاً منهم، بينما أصبح المخرج والمنتج مجرد أدوات مسخرة لإرضاء هذا الفنان، في حين غاب الكثير من المخضرمين والنجوم الكبار عن المشهد بعدما أقعدتهم تحكمات النجوم الشباب الجدد في البيت.
ظلت الساحة تعاني من هذه الفوضى لسنوات، قبل أن تأتي أزمة الكورونا فتجبر جيل السقا ومنى زكي وهند صبري وكريم عبد العزيز وأحمد مكي وأحمد عز على العودة من جديد، اتحدوا لضبط الخارطة الدرامية وإتاحة مكان للجميع، اتحدوا لإعادة هيبة المنتج، وكلمة المخرج، وأوجه فنية مهمة من أجيال لا تحلو الدراما إلا بوجودهم، كانوا مغيبين فاشتقنا إليهم كثيراً.
عودة مدروسة لهذا الجيل شهدناها في موسم رمضان 2021، حيث البطولات الثنائية والجماعية، وتنوع الأسماء، وتعدد القصص والأفكار، والخروج من قبضة البلطجة داخل مواقع التصوير وحتى على معظم القصص التي كانت تُعرض على الشاشة، شيئاً فشيئاً حتى بدأت الأمور فعلياً تصبح بخير.
موسم دراما رمضان 2021 هو موسم "التصحيح" ، فهو الموسم الذي رأينا فيه الجيل الجديد موجود لكن بصمت، في محاولة لتعلم أصول المنافسة، لم نرَ أياً منهم يستخدم لغة التحدي والتباهي بالأرقام ، والتي كانوا يستخدمونها بفخر متناسين أن اللغة الأهم هي لغة التمثيل الجيد، والكواليس المليئة بالتقدير والود.