و أخيرا وبعد طول انتظارعادتْ إلى" باريس " بهجتها وفتحتْ المسارحُ والمقاهي والمطاعمُ أبوابها، واستقبلتْ المتاحفُ والمعالم الأثريّة زُوّارها و استأنفتْ الحياةُ الجميلةُ في المدينة المُدهشة السّاحرة سالف عهدها واغتنم السُكّان غياب السُيّاح (15 مليون كلّ عام) لينعموا بحياة مريحة وهانئة .
الإسْتثْناء
ولكنْ هناك اسْتثناء واحد، حسب ما ذكر على الموقع الرسمي لبلدية باريس، ف"برجُ ايفل" لنْ يفتح للزُوّار إلا يوم 16 يوليو2021، و بقي مُغلقا للصّيانة وبقي محيطه خاليّا من حركة السيّاح الذين كانُوا دائما يضفون على المكان جمالا وروْنقا، وتبيّن أنّ البرج الشّهير يخضعُ منذُ مُدة الى عملية تجميل شاملة استعدادا لاستضافة باريس دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة الثالثة والثّلاثين من 26 يوليو إلى 11 أغسطس 2024 و تقرّر بمُناسبة الحدث الرّياضي العالميّ أنْ يقع طليُ البرج بلون ذهبي وهّاج و إدخال تحسينات أخرى، وطليُ البُرج عمليّة دقيقة ومُكلفة، وهو يزن عشرة آلاف طن من الحديد و تجري عليه عمليّة طلي كلّ سبعة أعوام للحفاظ عليه من الصّدأ وتتطلّبُ العمليّة 60 طنّا من مواد الدّهن وتكلّف 40 مليون يُورو.
الأكثر زيارة في العالم
و "برجُ ايفلْ" يزورُه كلّ عام 7 مليون سائح تقريبا أيْ بمعدّل 30 ألف زائر كل يوم من بينهم 80 في المائة سوّاح، ولكن وبسبب فيروس "كورونا" فقد أغلق البرج أبوابه مرّات متتالية وآخر مرّة كانت يوم 30 أكتوبر2020 ، ولأنّ الدّخول الى البرج هو بمقابل فإنّ المرابيح المُتأتيّة من بيع تذاكرالدّخول قد انخفضتْ بنسبة 70 في المائة وبلغت الخسائر 12مليون يوروعلما وأنّ "برج ايفل"هو أكثر المعالم التاريخيّة زيارة في العالم.
عمليّة تجميل
ويخضعُ رمزالعاصمة الفرنسيّة منذ فترة لأضخم عمليّة صيانة وتجميل منذ انشائه عام 1889( أي منذ 132 عاما )، فقد انطلقتْ أشغالُ بناء البرج في يوليو 1887 وانتهت في 31(مارس) آذار 1889 وتواصل تشييده عامان وشهران و 5 ايام وشارك في إنجازه 50 مهندسا و300 عاملا .
عاصفة
و البرج به ثلاث طوابق وبه مطاعم كثيرة ومحلات تجاريّة ويهدي النّاظر مشهدا بديعا لباريس، ويبلغ ارتفاعه ثلاثمائة واربع وعشرون مترا، وعام 1999 هبّت عاصفة هوجاء على العاصمة الفرنسيّة هي أعنف واشدّ عاصفة هبّت على باريس في القرن العشرين وتأكّد أنّ قمة البرج لم تتحرك إلّا 20 سنتيمتر فقط، وتتوفر في البرج مصاعد كهربائية ولمنْ يُفضّلُ الصّعود على السّلالم فانّ عليه أنْ يتسلّق 1665 درجة.
أدباء كبار عارضوا اقامة البرج
والجدير بالذّكر أنّ هناك أدباء كبار في نهاية القرن التاسع عشر على غرار "هنري بلزاك" والروائئ "غي دي موبسّان" انتقدوا فكرة إقامة هذا البرج الحديدي ولم يعجبهم شكله و ذهبوا الى حد القول في رسالة مفتوحة شهيرة نشروها في جريدة :"لوتون " (الزمان) انه يجلب العار لباريس ولفرنسا وأنه يسئ للذّوق العام. ومما جاء في هذه الرّسالة الشّهيرة :" ...نحن كتاب ورسامون ونحاتون ومهندسون معماريون، نحن احباء الجمال في باريس نحتج بكل قوة ضد انتصاب برج قبيح في قلب باريس باسم الذوق الفرنسي ..." ولكن " ايفل "الذي توفي عام 1925 اصر على اتمام مشروعه الذي أصبح راسخا في تاريخ الفرنسييّن كمعْلم حضاري وصرْح عمراني مُدهش.