في حدث من شأنه أن يدق ناقوس الخطر حول المخاطر الجديدة التي تهدد رواد الفضاء ومركبات الفضاء البشرية بسبب تراكم النفايات الفضائية حول كوكب الأرض.
كشفت مجلة "sciencealert" العلمية المتخصصة أن محطة الفضاء الدولية واجهت حدثا "لا مفر منه"، في مؤشر كبير للمخاطر المستقبلية التي ستواجه رواد الفضاء.
وأصابت قطعة من الحطام الفضائي صغيرة جدا، بحيث لا يمكن تعقبها، محطة الفضاء الدولية وأتلفت جزءًا هاما فيها، تحديدا الذراع الآلية (Canadarm2)، لكن لحسن الحظ، لا تزال الذراع تعمل.
وبرغم الحجم الصغير جدا للقطعة التي أصابت المحطة، إلا أنها اخترقت البطانية الحرارية الداخلية للذراع، وألحقت أضرارا بذراع الرافعة الموجود تحتها.
وشددت المجلة على أن هذه الحادثة هي بمثابة "تذكير واقعي بأن مشكلة النفايات الفضائية في المدار الأرضي المنخفض هي قنبلة موقوتة".
ونوهت المجلة إلى أن جميع وكالات الفضاء الدولية حول العالم على دراية بمشكلة الحطام الفضائي. حيث يتم تعقب أكثر من 23 ألف قطعة في المدار الأرضي المنخفض لمساعدة الأقمار الصناعية ومحطة الفضاء الدولية على تجنب الاصطدامات.
ورغم أن أجهزة التتبع تستطيع رصد الحطام الفضائي بحجم كرة القدم أو أكبر، الا أن الحطام الصغير لا يمكن رصده، الأمر الذي يترك رواد الفضاء في مواجهة تحد شديد الخطورة.
وتشكل النفايات الصغيرة خطرا غامضا حيث لا يمكن تتبع هذه الأحجام، ويتعذر على أجهزة الرصد تتبعه، خصوصا أن سرعة دوران المحطات الفضائية والأقمار الصناعية حول المدار كبيرة، الأمر الذي يجعل تلك النفايات الصغيرة بمثابة "صواريخ تثقب الصفائح المعدنية في الهياكل".
وأصابت القطعة الصغيرة الذراع "Canadarm2"، المعروفة رسميا باسم نظام المناورة عن بُعد الخاص بمحطة الفضاء الدولية.
وصممت الذراع من قبل وكالة الفضاء الكندية، وبقيت عنصرا أساسيا في المحطة الدولية لمدة 20 عاما بسبب الاعتماد الكبير عليها في العمليات الخارجية.
وصنعت الذراع الآلية من التيتانيوم متعدد الوصلات ويمكنها المساعدة في تنفيذ مناورات خارجية والتحكم بالأشياء خارج محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك نقل البضائع وإجراء صيانة للمحطة.