تعد السدود احد ابتكرات الانسان منذ العصور القديمة ، وقد عثر علماء الاثار على بعض الشواهد عن أقدم السدود المائية في العالم ،واتفقوا بوجود عدد من السدود هي الاقدم بحسب الدكتور حسين عبد البصير عالم الاثار ، وقد تم تسجيلها وفقا للاحداثيات التي اكتشفوها وهذه السدود هي:
*سد جاوا
يعدّ سدّ جاوا أقدم سدّ في العالم، وهو متواجد بالأردن، تمّ بناؤه في الألفية الرابعة قبل الميلاد، لغاية إيقاف مياه المجرى المائيّ الصغير، والسماح بزيادة إنتاج الريّ على الأراضي الصالحة للزراعة.
نظام تخزين المياه في سد جاوا
تتركّز أهمية سدّ جاوا على نظام المياه، حيث يعدّ أقدم سلسلة من السدود، فتمّ بناء قنوات مائيّة، يصل طول بعضها إلى ثمانية كيلومترات، لغاية توجيه المياه إلى نظام الخزّانات التي تمتلك قدرة عالية على التخزين، وقد صُمّمت جدران السدّ ضدّ مخاطر الضغط الخلفيّ للماء، وهو حلّ احترازيّ استُخدم في الهندسة الحديثة.
تمّ تدعيم سدّ جاوا عن طريق ملء الصخور خلف الجدار العلويّ، من أجل حماية الجدار من التلف الناتج عن ضغط المياه، ويشار إلى أنّ هذه التقنيّة تعدّ ميزة مبتكرة لهذه الفترة الزمنيّة، ولكن لم يتمّ العثور على التصميم وبنائه، ولم يُعاد اكتشاف التصميم حتى العصر الحديث، ومن الجدير بالذكر أنّ سدّ جاوا بلغ طوله خمسة عشر قدماً أي ما يقارب الخمسة أمتار، وارتفاع يصل إلى ثمانين قدماً أي ما يقارب الأربعة والعشرين متراً، وبقاعدة تبلغ خمسة عشر قدماً.
*سد مأرب
يعود تاريخ بناء سد مأرب العظيم إلى بداية الألفية الأولى قبل الميلاد. ذكرته النقوش القديمة باسم «عرمن» أي العرم. تم تشييد سد مأرب القديم في الصحراء حول مأرب، والتي كانت أكبر مدينة في جنوب الجزيرة العربية القديمة. ووفقاً للمعلومات، كان سد مأرب القديم يروي قرابة 98,000 كيلومتر مربع من الاراضي والحقول الزراعية، وكان يبلغ ارتفاع جدار السد قرابة 15 متر، ويمتد هذا الجدار المبني من الطين والحجر والحديد، على زاوية منفرجة من الجنوب الى الشمال بمسافة عرض تبلغ حوالي 650 متر. وهو ضعف طول سد هوفر وهو من السدود الحديثة في الولايات المتحدة الامريكية، والذي شيد خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في سنة1931. حيث يبلغ عرض سد هوفر 200 متر فقط. بعد تشييده، ظل سد مأرب العظيم صامداً حتى القرن الثامن قبل الميلاد، يواجه جريان الأمطار الموسمية من المرتفعات المجاورة إلى شقين يغذيان نظام ري معقد، يمكن أن تغطي ما يصل إلى 25,000 فدان (10,000 هكتار) من الأراضي الزراعية. وبحلول القرن التاسع قبل الميلاد كان هذا السد الذي يشكل أكبر نظام للري الهائل، قد حول أجزاء كبيرة من مأرب إلى حدائق وأراض خصبة وُصفت على مر التاريخ بأنها كـ“جنة”. كانت مدينة مأرب القديمة عاصمة مملكة سبأ الشهيرة. وكانت مملكة سبأ دولة تجارية مزدهرة وغنية، سيطرت على طرق البخور والتوابل في الجزيرة العربية والحبشة. وقد قام السبئيين ببناء سد مأرب من أجل احتجاز أمطار الرياح الموسمية الدورية التي تسقط على الجبال القريبة، وبالتالي ري الأراضي الزراعية والحقول المحيطة بالمدينة. ويعتبرسد مأرب العظيم في اليمن، احدى العجائب الهندسية في العالم القديم، وأحد أقدم السدود المائية في العصور القديمة. وما يزال سد مارب القديم حتى اليوم -برغم اندثاره- يشكل جزء أساسي من الحضارة اليمنية، والحضارة العربية القديمة على حد سواء.
* سد بروسيربينا
بُني سد بروسيربينا في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد في مقاطعة بطليوس في إسبانيا، حيث بُني السدّ بهدف توفير المياه لسكان مدينة إمريتا أوغوستا، ومن ناحية أخرى يجب التنويه على أنّ هذا السد لا يزال قيد الاستخدام، وهو أحد مواقع التراث العالمية التابعة لليونسكو في إسبانيا.