معرض فني يبدو صادما للوهلة الاول فبطاقة الدعوة كتب داخلها "معرض خاص بالبدينات فقط - النحيفات يمتنعون."
جمال المرأة وثقافة الرجل
تقول سمية الظاهري، وهى فنانة تشكيلية ثلاثينية ... " مقاييس الجمال تتغير وفق تغير المفاهيم، وتختلف وفق طبيعة المجتمعات، ويبقى الحكم على جمال المرأة خاضعاً لثقافة الرجل ". و"لطالما كان الرجل هو من يضع مقاييس الحُسن ومعايير الجمال للمرأة، فحبسها في إطار محدد "
"مؤخرا غزا النمط الغربي للجمال مقاييس الجمال العربية، لتصبح النحافة مطمع العديد من الشابات وكأننا نقول للمرأة البدينة اذهبي إلى الجحيم واختفي فلقد فارقك الجمال..."
فنانة نحيفة تشعر بالمعاناة
تؤكد سُمية انها (على الرغم من كونها نحيفة) فهي تشعر بمعاناة السيدات البدينات فلديها تجربة مؤلمة حيث توفيت شقيقتها الصغرى مؤخرا أثناء إجراء إحدى الجراحات لشفط الدهون....
تقول سمية "منذ هذا اليوم اعلنت الحرب على المقاييس الغربية للجمال، وقررت أن أنشأ جمعية لمحاربة المقاييس الغربية فى الجمال، و لمن يسعون لتغيير خلق الله، فالصورة التي خلقنا عليها الله جميلة مهما كانت والأهم أن نبحث في جمالنا الداخلي.. "
وعن معرض النحيفات يمتنعون تقول: "أحاول من خلاله كسر الحواجز النفسية عند البنات الكيرفى، ونحو مزيد من المشاركة الإيجابية في المجتمع.."
وعن الإقبال على المعرض تقول ضاحكة: " عنوان المعرض استفز الجميع، وكنت أتمنى أن أكون أكثر حزما فأطبق الدعوة بالمعرض للبدينات فقط ... ولكن لم أستطع...!"
-
25 لوحة كل لوحة حكاية بصرية
قدمت سمية في معرضها 25 لوحة استطاعت من خلالها أن تحول اللوحة الى حكاية بصرية أساسها اللمسة والفضاءات المشكلة القائمة على الأبعاد الحسية لجسد امرأة بدينة ، حيث استخدمت تكنيكا مغايرا مزجت فيه بين عدة خلفيات بدت وكأنها طبقات من الجلد تحتمي ببعضها البعض.
تبدو الفنانة متأثرة بالتيار الواقعى كثيراً، حيث تمزج فى لوحاتها بين مشاهد المفارقة والحس فتربط المرأة بواقع خاص، فهى جالسة أو واقفة ومرتبطة بما يدور حولها، كما أنها في حوار دائم مع ما يحيط بها، سواء البشر أو حتى الطير الذي ظهر في أكثر من لوحة. واللون عند سمية يشابه الانسان في أدق التفاصيل تجده كائنا حيا ينمو بابعاده التعبيرية.
تضخيم ملامح الشخصية لتبدو مرحة
في عدد من لوحاتها ، زيت على قماش قامت بمعالجتها ببرامج المعالجة الرقمية، تقدم سمية رؤية للنسوة فى احياء شعبية يعتريهن الكسل والبدانة وقد بالغت فى تضخيم صفات وملامح الشخصية المرسومة مما أكسب الشخصيات داخل اللوحات جانبا مرحا ويغلب على المجموعة اللونية التي استخدمتها اللون الأزرق الداكن والبني ومما زاد من فجاجة خطوطها استخدامها اللون الأسود كإطار للنساء البدينات.
يرجع سبب استخدام سمية للألوان الداكنة، حسب حديثها مع سيدتى: لتكثيف جزء من مكنونات الشخصية المرسومة حيث قلة الامل وقلة الحيلة، كما استخدمت سمية في لوحات أخرى ألوان الأكريليك على الخشب ما جعل سطح اللوحات أملس والمساحة اللونية نقية. هذا الخيار في استخدام المواد قابله ابتعادعن التنويع في الألوان، فاقتصرت على لون الابيض والأسود وإضاءات من البني والأصفر.
موضوع إنساني رغم السخرية المبطنة
يقول د. أنطون سمير – ناقد فني عن المعرض ..تطرح سمية في معرضها موضوعا شديد الإنسانية على الرغم من السخرية المبطنة التي نستشعرها في لوحاتها، فالمتلقى تباغته الالوان و طريقة المعالجة الحرفية التي لا تفصح عن اسرارها، الامر الذي يجعل من هذه التجربة التشكيلية مفتوحة، كل يفسرها حسب امكاناته، وهنا تكمن لحظة الاقرار بتحول هذه اللوحات من مجرد رسوم الى مشروع جمالي، و نظرية مبدعة تتوفر فيها اللحظات الجمالية الاربع
سمية الظاهري محامية وفنانة هاوية درست في العديد من المعاهد الفنية بألمانيا وإيطاليا وهولندا وحازت جوائز عدة في مجال الرسم ، شاركت في العديد من المعارض في باريس وألمانيا وهولندا ولديها العديد من المقتنيات في عدد من المتاحف العربية والعالمية....