الثقافة جزء لا يتجزأ من الحضارة ما دامت تهتم بما ليس مادياً أو تقنياً كالآداب والفنون والتراث والعادات والتقاليد والأعراف وغير ذلك وفي ذات الوقت للثقافة علاقة تفاعلية مع التنمية والبناء المجتمعي.. فالثقافة اليوم جزء أساسي من التنمية الشاملة إذ لا يمكن لأي تخطيط مستقبلي في مجال التنمية أن ينجح في ظل غياب الثقافة والتي أصبحت اليوم تسهم بشكل فعّال لرفع مستوى الأفراد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وتربوياً. وبحسب الدكتور مصطفى سليم أستاذ النقد بجامعة عين شمس الثقافة: هي التي تدل على الرقيّ الفكريّ، والأدبيّ، والاجتماعيّ للأفراد والجماعات، وتضم الوجوه المميزة لمقومات الأُمّة التي تتميز بها عن غيرها من الجماعات بما تشمله من العقائد، والقيم، واللغة، والمبادئ، والمقدّسات، والقوانين، والتجارب، فهي كل ما يتضمن الفنون والأخلاق والقوانين والعقائد.
عناصر الثقافة تنقسمُ إلى العناصر الماديّة والمعنويّة وتشتركُ بالعديد من الخصائص والسمات ومنها:
*عناصر الثقافة
-العموميّات: هي العناصر التي يشترك فيها أفراد المجتمع كلهم، وهي أساس الثقافة وتمثلُ الملامح العامة التي تتميز بها الشخصيّة العامة لكل مجتمع من المجتمعات مثل اللغة، والملبس، والعادات، والتقاليد، والدين، والقيم، وتُفيد هذه العموميّات في ربط أفراد المجتمع واتجاهاتهم وزيادة روح الجماعة والتماسك الاجتماعيّ بينهم.
-الخصوصيّات: تلك العناصر التي يشتركُ فيها مجموعة معينة من أفراد المجتمع كالعناصر التي تتعلق بالمهارات الأساسيّة للمهنة مثلاً وترتبطُ الخصوصيات بالطبقة الاجتماعيّة، فالطبقة الأُرستقراطيّة في المجتمع تختلفُ ثقافتها عن الطبقة المتوسطة.
-البدائل والمتغيرات: هي العناصر التي تظهر حديثاً، وتُجرب لأول مرة في ثقافة المجتمع، ويكون الخيار مفتوحاً أمام الإنسان في تبنيها أو تركها، كظهور شكل جديدة في الملبس، أوطريقة لإعداد الطعام لم تكن موجودة من قبل في المجتمع.
*أهم مكونات الثقافة؟
تتكوّن الثقافة من مجموعة من العناصر الرئيسية، وهذه العناصر تختلف وتتغيّر من ثقافة إلى ثقافة أخرى، وهي :
- الثقافة الماديّة: يهتم مكون الثقافة المادية في الأعمال الاقتصادية التقنية كأعمال الاتصالات، وكافة أمور النقل، تلك التي تتوفر في أيّ مجتمع ما، والتي يؤدي تواجدها أو عدمه إلى حدوث مجموعة من التغيّرات المرغوبة أو غير المرغوبة في ثقافة أيّ مجتمع.
-اللغة: تعكس اللغة الأم كافة قيم وطبيعة المجتمع، حيث يسود في بعض الدول أكثر من لغة واحدة أو العديد من اللهجات، تلك التي من المهم أن تؤخذ بعين الاعتبار؛ لأنّ عدم فهم اللغات أو اللهجات قد يؤدي إلى مشاكل في التواصل فيما بين الدول، وإذا وُجد شخص ضمن ثقافة مختلفة عن الثقافة الأصلية يكون من المهم تعلّم اللغة السائدة ضمن الثقافة الجديدة، أو على الأقل يجب أن يكون هناك من يفهمها ويترجمها.
-الجماليّات: تعتبر الجماليات من أبرز الأمور المتعلقة بالثقافة، والجماليّات تشير إلى تلك التي تتعلّق بكافة أمور الجمال والذوق والفن العالي في أيّ ثقافة، كالموسيقى والفن والرقص، والدراما السائدة في مجتمع ما، وغيرها من الأمور، ويؤدي اختلاف هذا العنصر بين مجموعة من الثقافات إلى الاختلاف في التصاميم والألوان، وغيرها من الأمور الجمالية داخل كلّ ثقافة.
-التعليم: يُشير أمر التعليم إلى جميع الأفكار والمهارات والمواقف التي يتمّ نقلها عبر الأفراد، إضافة إلى التدريب في مجالات معينة، ويهدف التعليم إلى إحداث تجديد في المجتمع، كما يتمتع كل مجتمع بمستوى من التعليم يختلف عن المجتمعات الأخرى.
-الدين: الدين المتعارف عليه ضمن أيّ ثقافة في مجمتع ما، يساعد على تحديد الكثير من أساليب وسلوكات الأفراد الذين يعيشون فيه، وهو أفضل وسيلة تساعد على الإجابة عن سبب تصرُّف الأشخاص بتصرُّفات معينة بدلاً من الإجابة عن كيف يتصرَّف الأشخاص كذلك.
-القيم والاتجاهات: تنشأ الكثير من القيم في معظم الأوقات من الأصل الدينيّ، أمّا عن الاتجاهات فهي نابعة من الموروث الاجتماعي للسلوك البشري الذي ساعد على تشكيل الثقافة. التنظيم الاجتماعي: يُشير التنظيم الاجتماعي إلى الطريقة والمنهج الذي يتعامل بها كافة أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، والتي تعمل على تنظيم حياتهم.