حلق شعر المولود من السنن التي سنّها رسول الله فيما يتعلّق بالمولود، حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (كلُّ غلامٍ رهينةٌ بعقيقتِه تُذبحُ عنه يومَ سابعِه، ويُسمَّى فيه ويُحلَقُ رأسُه)، فما هي الحكمة الصحية من هذه العادة كما ذكرها الخبراء؟
الحكمة الصحّية من حلق شعر المولود
1 - إنّ الحلق يؤثر في صحة المولود إيجاباً، فشعر الطفل الذي يكون على رأسه حين ولادته قد يحمل بعض الميكروبات، ما يؤدي إلى انتقال هذه الميكروبات إلى البصيلات التي ستنمو بعد الولادة، ولذلك فإنّ حلق الشعر بعد فترةٍ طويلةٍ من الولادة لا فائدة منه.
2 - رغم أن الدراسات العلمية لم تؤكد لك، فإن حلق الشعر ضروري لإنبات الأقوى منه، حيث يساعد على فتح مسام الرأس حتى يخرج منه البخار بسهولةٍ ويسر.
3 - يساعد الحلق للشعر تماماً على نموّ شعرٍ أنعم من الأول، ولكن شرط أن يكون الحلق ضمن الأسبوع الأوّل بعد الولادة، والشعر الذي ينمو مكان المحلوق يكون مختلفاً عنه تماماً في النوع واللون والكثافة، وبالتالي ينبغي على الوالدين أن يعلما أنّ الشعر الذي يولد مع الطفل لن يكون نفسه شعره طوال حياته؛ حيث إنّ الشعر الجنيني إن لم يُحلق سيبدأ بالتساقط بعد فترة ويُستبدل بغيره.
الحكمة الاجتماعية من حلق شعر المولود
أمّا فيما يتعلّق بالحكمة الاجتماعية من حلق شعر المولود، ففيها تنميةٌ لقيمة روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، ومشاركة الفقراء في الأفراح، كما تقضي على الأمراض الاجتماعية كالحسد والحقد، وفيه الحثّ على النظافة، والاهتمام بالشخصية المسلمة.
أحكام المولود في الإسلام
هناك أحكامٌ تتعلّق به ينبغي الحرص على فعلها من قبل الكبار، ليعبد الإنسان ربه عن بصيرة، وفيما يأتي بيانٌ لبعض ما يتعلق بالمولود من الأحكام:
1 - تحصين المولود قبل مجيئه؛ كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنّ أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: بسمِ اللهِ، اللهم جَنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقْتَنا، فقُضِيَ بينهما ولدٌ لم يَضُرّه).
2 - تعويذ المولود من الشيطان الرجيم؛ كما فعلت امرأة عمران حين أنجبت ابنتها مريم عليها السلام، فقالت: (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، وليس من شرط التعويذ أن يضع المعوّذ يده على الطفل، فيصل ولو كان كلٌّ منها في مكان.
3 - حمد الله عزّ وجلّ على الخلقة السويّة، وعدم المبالاة فيما إن كان المولود ذكراً أم أنثى.
4 - التأذين في أذن المولود؛ فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أذّن في أذن الحسن والحسين حين وُلدا، وأَمَر الناس بذلك.
5 - نسبة المولود إلى أبيه لا إلى أحد غيره.
6 - تحنيك المولود والدعاء له بالبركة؛ حيث كان يُؤتى بالمولود لرسول الله فيُحنّكه ويدعو له بالبركة، وقد اختلف العلماء في جواز التحنيك من غير النبيّ، فمنهم من قال أنّ التحنيك لا يكون إلّا من النبيّ، حتى يكون أوّل ما يدخل معدة الطفل هو ريق النبي الممتزج بالتمر، ومنهم من قال هو جائز لغير النبيّ، والمقصود منه أن يكون التمر هو أوّل ما يدخل جوف الطفل، وبناءً عليه فإن حنك المولود فلا حرج، وإن لم يُحنّك فلا حرج أيضاً، ويكون التحنيك أوّل ما يولد الطفل، والأصل فيه أن يكون بالتمر، فإن تعذّر فبأيّ شيءٍ حلو؛ كالعسل أو السكر مثلاً.
7 - التسمية، والأصل فيها أن تكون للأبوين، فإن تنازعا فهي للأب، وتجوز من غيرهما، ويسمّيه إمّا في اليوم الأول، أو الثالث، أو السابع، ويدخل تحت التسمية سنة التكنية - أي إعطاء الطفل كنية- إن كان المولود ذكراً، وتصغير اسمه أيضاً.