التفكير يعتبر العملية العقلية الفريدة التي تجعل الإنسان متفوّقاً على المخلوقات الأخرى في الطبيعة، لكن هل يمكن أن تتحول نعمة التفكير إلى نقمة! التفكير الزائد أو الإفراط بالتفكير Overthinking أو Excessive thinking ؟ الافراط بالتفكير كما تقول الدكتورة ابتهاج طلبة الخبيرة النفسية والتربوية هو عندما يتحول هدف التفكير من إيجاد الحلول والنتائج إلى التفكير لأجل التفكير فقط، حيث ننزلق في دائرة التفكير ونكرر الأفكار نفسها ونعيدها دون أن نتمكن من الانتقال من مرحلة التفكير إلى مرحلة العمل أو التنفيذ، أو حتى التوقف عن التفكير.
*القلق والخوف
يرتبط الإفراط بالتفكير مباشرةً بالقلق، إذ يعتبر القلق أحد الأسباب الرئيسية وأهمها للتفكير الزائد بكل شيء، ويجبر الشخص على تخيل أسوأ السيناريوهات والأحداث عند التفكير بشيء ما، وفيما يأتي بعض الأسباب التي تؤدي إلى القلق والإفراط بالتفكير: القلق الاجتماعي لما يجب أن يقال وما يجب أن لم يتم قوله. القلق والخوف من نظرة المجتمع للفرد. الخوف من الفشل. التجارب الصعبة السابقة ونتائجها السيئة على الفرد. اضطرابات الوسواس القهري. أسباب التفكير الزائد والإفراط بالتفكير التفكير المفرط ليس من الحالات النادرة، وإن كان الإفراط بالتفكير جزء من تطور الشباب حيث يواجهون الأسئلة الوجودية والتجارب الجديدة بشكل كثيف؛ إلّا أن التفكير الزائد يؤرق كثيراً من الأشخاص في المراحل العمرية المختلفة، ويتحول إلى حالة مزمنة من الإجهاد الذهني نتيجة اجترار الأفكار والمواقف.
* أبرز أسباب التفكير الزائد:
• تكوين الشخصية: تكوين الشخصية يلعب دوراً كبيراً في أنماط التفكير ومواجهة المواقف الراهنة والماضية أو التخطيط للمستقبل، فالشخصية التي تتمتع بقدر من الاستقلالية في القرار تواجه صعوبات أقل في ضبط عملية الاجترار الذهني أو التفكير الزائد، فيما يواجه الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية غير مستقرة وغير مستقلة صعوبة أكبر في إنهاء حلقة التفكير المفرط.
• مشاكل احترام وتقدير الذات: يعتبر احترام وتقدير الذات عاملاً حاسماً في اتخاذ القرارات ومعالجة المواقف المختلفة، وفي حالات تدني احترام الذات غالباً ما يكون اجترار الأفكار نتيجة مباشرة لانخفاض الثقة بالنفس.
• الخوف من تكرار تجارب سيئة: إعادة رسم السيناريوهات قد يكون نتيجة حتمية للمرور بتجارب غير مرضية، فقد يعاني الرجل بعد الطلاق والانفصال من التفكير المفرط والزائد بخياراته الجديدة ومستقبله العائلي والعاطفي، وكذلك المرأة.
• التجارب الصادمة: التجارب الصادمة لا تشكّل فقط خوفاً من تكرارها، ولكن تخلق أنماطاً جديدة من التفكير ناتجة عن الآثار النفسية للصدمة، فالتعرض لتجربة صادمة مثل الخيانة الزوجية قد يجعل لدى الفرد حالة مزمنة من القلق وعدم القدرة على ترتيب الأفكار، تقوده لدوامة التفكير الزائد والاجترار، والتفكير بالاحتمالات التي كان يمكن أن تمنع مثل هذه التجربة، أو كيفية تجنبها في المستقبل... إلخ.
• بعض الاضطرابات والمشاكل النفسية: على رأسها الاضطرابات التي تنتج عن أو تؤدي إلى تدني احترام الذات مثل اضطراب تشوّه صورة الجسم، واضطراب القلق العام، واضطراب الشخصية التجنبية أو الانهزامية. إضافة لاضطرابات الهوس والوسواس مثل هوس الموت وجنون الارتياب.