كل أم وكل أسرة تفرح بمشاركة أطفالها الصوم والفرحة والاحتفال بيوم العيد. ولكن السؤال الذي يلح على أذهان كافة الأمهات؛ هل أجعل طفلي يصوم في يوم عرفة؟ هل أجبره على عدم تناول الطعام إلى حين سماع أذان المغرب، وهو طفل لم يصل مرحلة البلوغ بعد؟! هنا للفقهاء ولعلماء الدين رأي، معنا فضيلة الشيخ عبد الوهاب الصريطي، شيخ جامع النور والإيمان بالعباسية؛ ليرشدنا ويجيب عن هذه التساؤلات
لا تكليف قبل البلوغ
- حيث اتفق الفقهاء على أن الأطفال لا يجب عليهم أي تكليف بدني قبل البلوغ، ولكن يؤمرون بالاعتياد على الصلاة، والتعود على الصيام بشكل تدريجي، وذلك بداية من سن السابعة
- والاعتياد على الصوم أو التدرج فيه لابد أن يرتبط أيضاً بمدى قدرة الطفل على الصيام؛ فقد تُمكن صحة وطاقة طفل على الصيام وأداء الفريضة كاملة
- ولكن هناك طفل آخر يشترك معه في نفس العمر ولا يستطيع؛ فهو ضعيف البنية الجسدية وربما كان يعاني من مرض ما
- القوة البدنية سيدتي الأم تختلف من طفل عن آخر، وعليك أن تدركي مدى قدرة طفلك على الصيام، وهو ما يعرف باسم الإطاقة للصيام؛ حتى لا تتسببي في أي ضرر لصحة طفلك
- معظم الأمهات تحث أطفالهن على الصيام حتى ولو يوماً غير كامل، وهناك من الأطفال من يصرون على الصيام، والمعروف أن صيام الطفل الأقل من 7 سنوات مرفوض نهائياً
- على أن يبدأ بعد ذلك في الصيام لجزء من اليوم، حتى يصل إلى صيام اليوم الكامل في سن البلوغ
- على الأم هنا أن تراعي إعداد الطعام الشهي لهذا الطفل المتدرج في الصيام؛ يُفطر في الظهر ثم العصر وهكذا، حتى يكون قد اعتاد الصيام يوماً كاملاً عند بلوغه، والذي يكون تقريباً في سن 12 سنة
حماس الأمهات وصوم الأطفال
- هناك بعض الأسر يأخذها الحماس وتفرح بأطفالها الذين يصومون، لكن من الناحية الجسدية فهو مجهود كبير خاصة في وقت الحر
- حيث يفقد الطفل على أثره كمياتٍ كبيرةً من المياه في العرق والبول، وهو في سن نمو لم تكتمل أعضاؤه لتتحمل، وهو ما يمثل خطورة على صحته
- ويضيف الدكتور عبد الوهاب: يجب أن تحرص الأم على تقديم الغذاء المتوازن للطفل الذي يعوضه عن الصيام ويساعده على مقاومة العطش والجوع
- ففي الإفطار يبدأ بحبتين من التمر ثم كوب مياه وطبق صغير من الشوربة، ثم يقوم للصلاة، حتى يعطي وقتاً للمعدة لترسل إشاراتٍ للمخ للتهيؤ لاستقبال باقي الإفطار
- ثم يتناول بعد ذلك أي نوع من البقوليات مثل اللوبيا أو الفاصوليا، أو البسلة مع 3 أو 4 ملاعق أرز
- وأخيراً أي نوع من البروتين، سواء صدر فرخه أو قطعة لحم في حجم كف اليد، أو تناول الأسماك الغنية بالأوميجا 3
وهل يحاسب الطفل على عدم صيامه يوم عرفة ؟
- سنة رسول الله -صل الله عليه وسلم- تقول: إن الطفل أو الإنسان بشكل عام لا يحاسب سوى بعد أن يتم سن البلوغ، وهذا ما جاء في حديث رسول الله
- "رُفع القلمُ عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم" رواه أبو داود
الصيام قبل البلوغ!
- لا حيرة ولا قلق بشأن هذا السؤال؛ فما دامت طاقة الطفل قادرة على أن تستوعب الصيام لمدة ساعات من الفجر وحتى أذان المغرب.. من دون شعور بالألم أو أي نوع من التوجع،
- أو ربما ضرر سيلحق به أثناء الصيام أو بعده.. فلا خوف على الطفل من الصيام.. على أن يتم دون إجبار أو فرض من الأم أو الآباء بعامة
- وإذا لم يصم الطفل قبل البلوغ فليس عليه ذنب، ولكن وجب عليه التعود على الصلاة والصيام، وأن يعرف كيف يصوم، ويبدأ بالصيام تدريجياً دون أن يتسبب ذلك في أي أذى جسدي أو نفسي له
- وقد قال الشيخ ابن عثيمين عن الطفل الذي لا يصوم في المناسبات الدينية مثل يوم عرفة: ليس بواجب عليه، بل هو سنة، له أجره إن صام، وليس عليه إثم إن أفطر، ولكن على ولي أمره أن يأمره به ليعتاده