إضافة إلى الجزر المرغوبة زيارتها في الصيف، هناك أماكن استثنائيّة لا تغيب عنها الثلوج في «الطقس الحارّ»، واقعة في أعلى قمم أوروبا، وجاذبة لعشّاق التزلّج، والمصطافين من غير المتزلّجين. وفي هذا الإطار، «سيدتي» تجول على ثلاثة منتجعات تعرف الثلوج في الصيف.
مهما كان الفصل، لا تغيب الثلوج عن منتجع «ليه دو زالب» Les 2 Alpes، وهو الواقع على نهر Saas-Fee الجليدي، والمعروف بمنحدراته المفضّلة لهواة التزلّج والمتمرّسين، حيث المصاعد مفتوحة يوميّاً من السابعة صباحاً حتّى الثانية عشر والنصف بعد الظهر. هناك، يحمل جندول «جاندري إكسبرس» المتزلّجين مباشرةً إلى ممرّات التزحلق على سفح النهر الجليدي، فيعود بهم إلى القرية (المنتجع) مع نهاية اليوم المنقضي في التزلّج. يرتفع النهر الجليدي إلى 3600 متر؛ إنه أعلى نهر جليدي ممكن التزلّج فيه صيفاً في أوروبا؛ 30 كيلومتراً من المنحدرات المحفوظة مفتوحة للجمهور، وهي أيضاً ساحة التدريب المفضّلة للفرق الدوليّة للتزلّج والتزلّج على الجليد والسباحة الحرّة...
المشي والتجديف والطيران الشراعي
إلى التزلّج في الصيف، تشتمل النشاطات الأخرى في «المنتجع» على:
• المشي لمسافات طويلة في الأنهار الجليديّة، في نشاط تمارسه غالبيّة المصطافين، حتّى الأطفال ابتداءً من سنّ 10 سنوات.
• تجربة الطيران الشراعي فوق الشلّالات والجبال، مع أخذ الدروس التمهيديّة قبل «المغامرة» أو اختيار الرحلة صحبة المدرّب.
• التجديف على قارب قابل للنفخ، ومصمّم لاستيعاب ما يصل إلى عشرة أشخاص.
• رؤية الجبل الجليدي، حيث منصّة مزوّدة بـ «تلسكوب»، والمشاهد رائعة! إلى ذلك، لا تفوّت زيارة الكهوف الجليدية على ارتفاع 3200 متر في طريق العودة.
• التلذّذ بأطايب المطاعم الجبليّة، التي يمكن بلوغها عن طريق مصعد التزلّج.
• زيارة منطقة «أويسان» التي تعجّ بالمتاحف المُكرّسة للتاريخ والثقافة المحلّية، ومنها Musée Chasal Lento في أسفل Mont de Lans. يمكن بلوغ المكان عن طريق الـ «تلفريك» أو السيّارة من «ليه دو زالب»، مع معاينة المعروضات التي تصف الحياة اليوميّة في المنطقة من العصر الروماني حتّى بناء مصاعد التزلّج.
• استكشاف القرى القديمة؛ في هذا الإطار يسهل بلوغ قرية Venosc في جبال الألب البكر عن طريق الجندول. هناك، تحلو النزهة في الشوارع المتعرّجة المرصوفة بالحصى أعلى التلّ، ومعاينة متاجر بيع الحرف وتناول الطعام في المطعم التقليدي.
• المشي بأحذية الثلج لمشاهدة جانب آخر من جبال الألب، وذلك بصحبة المرشدين.
تابعوا المزيد: أجمل الأماكن السياحية في أذربيجان
«جمهورية العطلات الحرّة»
منتجع «ساس - في» Saas-Fee للتزلّج مفتوح طوال العام في «فاليه»، بسويسرا.
الموقع الجميل عبارة عن واد مرتفع عند قاعدة Fee Glacier؛ تحيط القمم التي يبلغ ارتفاعها 4000 متر بالوادي، فيما يوفّر النهر الجليدي فرصة التزلّج الشتوي والصيفي.
قرية «ساس - في» خالية من السيّارات، ولكن على عكس «زيرمات» المجاورة، لا سهولة في الوصول منها إلى محطّة القطار، وبالعكس، بيد أن ذلك متاح بوساطة السيّارة والحافلة.
يسوّق للقرية على أنها «جمهورية العطلات الحرّة»، في إشارة إلى أنّ أحداً لن يغادرها من دون أن يكون سعيداً. ويتحقّق ذلك عن طريق الثلوج المتكدّسة في الصيف، ما يستقطب بطبيعة الحال هواة التزلّج والتزلّج على الجليد، والمتمرّسين. فالفرص التي يحظى بها هؤلاء في «ساس - في» للتدرّب في الربيع والصيف والخريف نادراً ما تتاح في أي بلد آخر. بالإضافة إلى المناخ، تبدو الطبيعة رائعة.
لدى «ساس- في» الكثير لتقدّمه للمتزلّجين والمصطافين، فمن المحتمل أن تتساقط ثلوج رائعة على ارتفاع أعلى، ما يجذب إلى استقلال «مترو ألبين» أو قطار الأنفاق ذي الارتفاع الأعلى في العالم، وصولاً حتى المطعم الدوار لتناول وجبة لذيذة.
منحوتات جليديّة وفنون الطعام
إلى التزلّج، يمكن للسائحين الاستمتاع في الصيف، بالآتي:
• زيارة جناح «آلالين» الجليدي: الوصول إلى الكهف الجليدي عن طريق «مترو ألبين»، الذي يستقلّه الزائرون في محطة «فيلسكين»، يعدّ مغامرة. حدّث Ice Pavilion، وهو عبارة عن مغارة تبلغ مساحتها 5500 متر مكعب في جسم النهر الجليدي، مزدانة بالمنحوتات. هناك أيضاً معلومات حول علم وتاريخ النهر الجليدي.
• تناول الطعام في المطعم الدوار الأكثر ارتفاعاً في العالم، مع الإطلالة على مجموعة القمم العظيمة: «دوم» و»تاشهورن» و»ألفوبيل» و»ستراهلهورن»، وبالطبع «ألالينهورن»، التي تلوح في الأفق مباشرة فوق المطعم.
• زيارة متحف Saaser museum الذي يقع في بيت القسّيس السابق لـ «ساس - في»، ويرجع تاريخه إلى سنة 1732، مع ترميمه في 1983. في المتحف، يمكن للزائر أخذ فكرة عن «ساس - في» قبل أن تصبح وجهة سياحيّة دوليّة، مع معروضات عبارة عن أزياء تقليديّة. إلى ذلك، ثمّة معرض يضم متعلقّات المؤلّف والكاتب المسرحي كارل تسوكماير، الذي استقرّ في «ساس - في» سنة 1958.
• زيارة «روب بارك» حيث النشاطات والمغامرات على الحبال في الغابة بجانب Feeblitz، مع الإشارة إلى أنّ المكان يناسب الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 11 سنة والراشدين.
• المشي لمسافات طويلة، من يونيو (حزيران) إلى أكتوبر (تشرين الأوّل)، في مسير يبلغ طوله نحو تسعة كيلومترات، ويستغرق إكماله بثلاث ساعات. إلى ذلك، هناك مسير بطول 8.4 كيلومتر يبدأ في Hannig، ويقود المشّاء عبر الشلّالات والبحيرة الجليدية إلى محطّة Plattjen Mountain حيث يمكن استقلال التلفريك في طريق العودة.
• الاسترخاء في أحد المنتجعات الصحّية، سواء في «ساس - في» أو أحد المنتجعات الأخرى على طول الوادي. وفي هذا الإطار، يوفّر «منتجع وسبا فيرينارت» من فئة الخمسة نجوم «منطقة العافية» وأحواض السباحة، مع علاجات بالعسل.
منتجع جليدي لا يفتتح أبوابه سوى في الصيف
يقع منتجع «فونا» الجليدي للتزلّج Fonna Glacier Ski Resort غربي النرويج، على بعد 6 ساعات بالسيّارة غربي أوسلو، وساعتين بالسيّارة شرقي بيرغن. قرية «جوندال» هي الأقرب إلى «المنتجع».
طريقة السفر الموصى بها للوصول إلى المنتجع الجليدي هي استئجار سيّارة، وفي وقت مبكّر من الصيف، على السائح أن يتوقّع رؤية بعض الجدران الضخمة من الثلج على جانبي الطريق، فيما هو يقترب من القمّة.
في المنتجع، تتوافر 5 كيلومترات من المنحدرات (متوسّطة) للتزلّج على الجليد، مع مصعد ينقل الضيوف. تقع منطقة الرياضات الشتويّة على ارتفاع يتراوح بين 1200 و1460 متراً. ومن محطّة جبل «فولجفونا الجليدي»، تحلو الإطلالة على مضيق «هاردانجيرفيورد» البحري والنهر الجليدي. عندما يكون الطقس صافياً، يمكن حتى رؤية الطريق إلى بحر الشمال. توفّر منتجعات الرياضات الشتويّة منحدرات مختلفة للتزلّج وحديقة حرّة.
منتجع «فونا» الجليدي هو منطقة تزلّج صيفيّة عادةً ما تفتتح أبوابها من نهاية يونيو (حزيران) حتّى أواخر أغسطس (آب)، على بعد 25 دقيقة بالسيارة من «جوندال». علماً أن الحافلة العامّة تصل إليها، في رحلة رائعة لا تفوّت خلالها مشاهد الأنهار والشلّالات ومزارع الأغنام والصخور الضخمة. يغلق «فونا» في الشتاء بسبب هذا الطريق غير المستقر.
المسارات في «فونا» واسعة جدّاً ومعتدلة ومُعتنى بها جيداً، حتى أنها مملحة لتقوية الجليد من الذوبان في أيام الصيف الدافئة.
إلى ذلك، يعدّ التجديف في البحيرة الجليدية تجربة ممتعة؛ يبلغ عمر النهر الجليدي نحو 5000 سنة، ولكن منذ 1500 سنة، لم يكن الجليد موجوداً في هذا الوادي.. سيخبر المرشد السائحين بالمزيد عن الأمر.
تابعوا المزيد: حصّة الذوّاقة وافرة عند السياحة في إيطاليا
