القراءة هي ذلك العالم الساحر الذي ينقلك إلي أي مكان تريد، عالم كل شيء فيه جائز، بضع صفحات قد تنقلك إلى القمر إذا أردت أو تأخذك إلى مشارق الأرض ومغاربها، إذا أردت السباحة تحت الماء دون أنبوب أكسيجين، أو التحليق مع الطيور دون طائرة،كل ما عليك أن تختار كتاباً يحمل بين طياته كل أحلامك حتى يصطحبك في جولة لتحقيقها وقتما أردت، تاركاً لك حرية التحكم في كافة التفاصيل،كل ذلك سينتفي تماماً كما تقول الدكتورة ابتهاج طلبة الخبيرة التربوية إن لم يكن باستطاعتك فهم ما تقرئي والتمعن فيه، هذه مشكلة ربما تواجهنا جميعاً خاصة في بداية دخولنا لعالم القراءة المشوق، لكن كيف تتغلبي على هذه المشكلة وتمكن من فهم ما تقرئي بمنتهى السهولة؟!
كيفية استيعاب ما تقرأ
-إبتعدي عن أي شيء قد يشتتك : إذا أردتي أن تستفيدي وتفهمي جيداً ما تقرئي فعليك أولاً صب تركيزك بالكامل عليه، لا تقرئي بينما تتصفحي الإنترنت أو تراسلي أصدقائك، بل اوجدي ملجأك خاص واعزلي نفسك تماماً عن كل شيء إلا كتابك، حاولي أن تجعلي المكان مريحاً للأعصاب، كذلك أعدي كوباً من مشروبك المفضل أو إفعلي أي شيء قد يشعرك بالراحة والاسترخاء
-ألقي نظرة سريعة على ما تقرئي : إذا كان لديك ملخصاً للكتاب الذي تقرئيه فسيكون من الرائع أن تبدئي بقراءته سريعاً حتى تتعرفي على النقاط والشخصيات الأساسية، أما إن لم يكن لديك فلا بأس، اذهبي للفهرس وقومي بتصفح العناوين الرئيسية ثم إقرئي النبذة المختصرة عن كل شخصية إن وجدت، هكذا ستتكون لديك فكرة عامة حول ما تقرئي و تكوني قادرة على استيعابه بشكل أفضل.
-تخيلي نفسك مكان البطل : إحدى الطرق الجيدة حتى تستوعبي ما تقرئي أن تتخيلي نفسك مكان البطل أو الشخص الذي تدور حوله الرواية، هذا يجعلك في حالة تنبه بل ستصبحي قادرة على تذكره وسرده فيما بعد كونك عشتي كل هذه التفاصيل والأحداث وتفاعلت معها بمشاعرك وخيالك. -إبحثي عن أي شيء لا تعرفيه : إن كانت الأحداث تدور في مكان ما لا تعرفيه أو ليس لديك معلومات كافية عنه، فلا تترددي في جمع أكبر قدر من المعلومات عنه حتى تتمكني من مجاراة الأمور وفهمها بسهولة، كذلك إذا صادفتك جملة أو حتى كلمة لم تفهمي معناها فلا تتجاهليها، بل إبحثي عن معناها فوراً، هكذا ستتضح الأمور أكثر ويصبح فهمها أسهل
-لا ترهقي نفسك في القراءة : من المفترض أن وقت القراءة هو وقت الراحة والاسترخاء، لذلك لا تضغطي على نفسك أبداً أو تجبري نفسك على مواصلة القراءة إن كنتي تشعري بالتعب أو قلت قدرتك على الاستيعاب، أغلقي الكتاب فوراً وخدي فسطاً من الراحة حتى يرتاح عقلك ويصفى ذهنك وتصبحي قادرة على التركيز مرة أخرى
العلامات والاسئلة
-أتركي علامة مميزة على أي شيء يجذب إنتباهك : بالتأكيد ستجدي بعض الجمل أو السطور ممتعة ومثيرة أكثر من غيرها، حتى أنك قد ترغبي في العودة إليها وقراءتها مره أخرى، لذلك سيكون من الجيد أن تتركي بعض الخطوط أو العلامات حولها، كذلك إذا صادفتك إحدى المقاطع التي ترغبي في مناقشتها مع أحد أصدقائك فلا تترددي في ترك الأسئلة التي تدور في ذهنك بجوارها حتى لا تنسيها، لكن تذكري ألا تحددي سوى النقاط الهامة والتي ترغبي في مراجعتها مرة أخرى حقاً ليس أي شيء لمجرد ترك علامة فقط، لأن هذا سيأتي بنتائج عكسية ويشتت انتباهك اكثر -أكتبي تلخيصاً لما فهمت : عندما تقومي بإعداد ملخصك الخاص فأنت تستدعي كل ما قرأته وتسترجعيه في عقلك مرة أخرى، هذه الطريقة جيدة جداً لتعرف إن كنت قد فهمت ما قرأت بالكامل واستوعبته جيداً أم أن هناك بعض الأجزاء التي سقطت منك وبحاجة للمراجعة مرة أخرى بتركيز وهدوء أكثر
-أعدي قائمة بالأسئلة التي تدور في ذهنك : إذا وجدتي أنك لم تستوعبي بعض الأجزاء جيداً فبالتأكيد سيكون لديك بعض الأسئلة حولها، أكتبي هذه الأسئلة التي تربكك، ثم قومي بمراجعة هذه الأجزاء وفهمها جيداً، الآن عدي للقائمة التي أعددتها وحاولي الإجابة عليها، إذا إستطعت أن تجيبي عليها بالكامل فهنيئاً لك الآن قد استوعبت كل الأجزاء بالكامل، أما إن كانت هناك بعض الأسئلة التي مازلت لم تستوعبيها فربما يجب أن تراجعي الجزئية التي تتعلق بها مرة أخرى.
-أكتبي رد فعلك بعد الإنتهاء من القراءة : في بعض الأحيان تكون النهاية صادمة أو محزنه أو حتى عادية ومتوقعة، لكن رغم ذلك تؤثر في مشاعرنا وردود أفعالنا سواء بالإيجاب أو السلب، أكتبي ما شعرت به فور الإنتهاء من القصة وما السبب وراء هذا الشعور، هل لأن النهاية كانت عكس ما توقعتي أم أنها خيالية أكثر من اللازم -ناقشي ما قرأت مع أصدقائك : قد يكون من الجيد أن تتفقي مع أصدقائك على قراءة كتاب معين ثم يناقش كل منكم وجهة نظره وأسئلته حول الكتاب أو حتى يعرض تلخيصه لما قرأ، كل منكم يرى القصة من منظور مختلف لذلك إستماعك لأراء ووجهات نظر الأخرين سيلفت إنتباهك لنقاط لم تكوني منتبهة لها، كما أنه سيساعدك على فهمها ورؤيتها من كافة الزوايا.