خوف الطفل حالة تنتابه عندما يشعر بالخطر، وقد يكون مصدر هذا الخطر من نفس الابن وقد يكون خطراً خارجياً من البيئة المحيطة به؛ وربما كان خوف الطفل مصدره أبوه أو أمه أو حتى إخوته، وأحياناً يكون الخوف من الأطفال، زملائه، أو خوف من الظلام أو من فراق أحد والديه أو..أو.. وبحثاً عن مظاهر الخوف وأسبابه الأخرى وطرق الآباء للتعامل معه كان حديثنا والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة الطب النفسي ومحاضرة التنمية البشرية
أسباب الخوف عند الطفل
- يلجأ كثير من الآباء إلى تخويف الطفل لكي ينام أو يأكل أو يؤدي عملاً..بالوحش أو اللص أو العسكري..وأحياناً بحقنة الطبيب أو العسكري
- بعض الآباء يسخرون من الطفل الخائف ويضحكون عليه أمام الآخرين، بل ويتسلون بتخويفه عمداً من أجل الضحك على رد فعله..ما يزيد من خوفه
- ربما كان خوف الطفل بسبب تقليده لأحد الوالدين أو لأخ أو صديق يخاف،
- ومرات ينشأ الخوف بقلب الطفل نتيجة للأفلام المرعبة التي يشاهدها على الشاشات
- والخوف يكون في أحيان كثيراً بسبب مرض الطفل أو مرض أحد أفراد أسرته وإحساسه بالخوف من فقدانه
- كما أن المنازعات وكثرة الخلافات بين الوالدين، وأمام نظر الابن ومسامعه تولد بداخل الطفل الخوف من انفصالهما وتركه وحده
- ولا ننس إن الخوف المفرط لدى الأم أو الأب ينتج عنه أطفال خائفون، فإذا شعر أحدكما بالخوف من المرتفعات أو الكلاب أو الأشباح أو غيرها
- فإن فرصة أن يكون لدى أطفالكم ذات المخاوف تكون كبيرة جداً
- فإذا كنتم تعلمون أن لديكم خوفا غير منطقي من شيءٍ ما ، فعليكم ان تعملوا
- على عدم إظهاره ومحاولة التخلص منه
طرق للتعامل مع خوف الطفل
- تستطيعون التعامل مع مخاوف الطفل عندما تعترفون بها وبوجودها أولاً، ما يجعل الطفل يطمئن إلى أنكم في صفه وستقومون بمساعدته في التغلب عليها
- ذكّروا أطفالكم بتلك المخاوف التي كنتم تشعرون بها وأنتم صغار.. وكيف استطعتم تجاوزها والتغلب عليها،
- أخبروهم دائماً أن لديهم من القوة ما يكفي للتحمُّل والسيطرة على أي مخاوف جديدة، وأنكم معهم تدعمونهم
- عندما تبدأ مشاعر الخوف عند الأطفال بالتشكل، قد لا تكون الكلمات وحدها كافية لتهدئتهم، قفوا بجانبهم أو أمسكوا بأيديهم
- فإن الاتصال الجسدي في نفس لحظة الخوف مع الأطفال يشعرهم بالحماية والأمان
أعطوا أطفالكم الثقة ومدوهم بالأمان
- واشعريهم بأنك بجانبهم حالة شعورهم بأي خوف، وأخبروهم بأنه مهما كان الأمر مخيفاً ومفزعا فإنه يمكن التخلص منه
- ادعموا أطفالكم وقوموا بتوجيههم لكن دون التحكم بالمواقف بأنفسكم، الطفل مادام يشعر بالدعم فهو قادر على تعلم كيفية التعامل مع الخوف
- إن كان أحد أطفالكم يخاف من الكلاب، قوموا بقراءة قصص عن الكلاب له، أو العبوا معه بلعبة على شكل كلب، ومن ثم عرفوه على كلب صغير ولطيف وقوموا بالتربيت على كلب أكبر وهكذا
- اقرؤوا كتباً تتحدث عن أطفال، تغلبوا على مخاوف كانت تسيطر عليهم، علموهم مهارات الاسترخاء والهدوء، وشجعوهم أن يتحلوا بالشجاعة للقيام بأشياء جديدة على الرغم من الخوف والرهبة
- الامتناع عن استغلال شعور الطفل بضعفه وقلة حيلته واستعداده الطبيعي للخيالات الواسعة، والبحث عن طريق آخر لإلزامه بالطاعة وسماع وتنفيذ الأوامر
اشغلوا أطفالكم بإعطائهم الفرصة أكثر للخروج من المنزل
- وذلك بهدف الاختلاط مع الأطفال في مثل سنهم، كلما زاد انشغال الطفل قل اهتمامه بالمخاوف والعفاريت
- إن كان الطفل يخاف النوم في الظلام..فيمكن أن ينام في غرفة بها ضوء، ويقلل الضوء ليلة بعد ليلة، ولا مانع من الاحتفاظ بمصباح "سهاري" بجانبه يضيئه إذا شعر بالحاجة إلى ذلك
- يجب على الأهل مراعاة الانتهاء بسرعة من أية معركة تنشب بسبب عدم تناول الطفل الطعام، أو الابتلال ليلاً، وتجنب إشعاره بالخطأ، لأن التهديد بعد الرضا عنه أو عدم حبه أصعب ما يستطيع الطفل ان يتحمله.. ما يزيد من إحساسه بعدم الاطمئنان
- إن كان يخاف الموت لجده أو جدته أو قريب عزيز لديه، فعلى الوالدين تقريب صورة الموت له؛ بشكل طبيعي وهادئ خالٍ من الانفعالات، ومن الخطأ الفاحش عدم قول الحقيقة للطفل خوفاً عليه من الصدمة
- وساعدوهم أيضاً أن يميِّزوا بين الخوف الذي يدفعهم للحذر والتريُّث وبين الخوف الذي لا يكون سوى عائقٍ أمامهم للقيام بأمور جديدة وممتعة
سيدتي الأم وسيدي الأب
- الطفل عجينة لينة تتشكل بمشاعركم ومخاوفكم بإقبالكم على الجديد بصدر رحب.. والتخوف أو الابتعاد عن شيء من دون سبب مقنع
- على الآباء أن يتذكروا أن أغلب الأخطاء في تربية الطفل سببها أن المرء ينسى ما كان عليه في عالم الطفولة بسرعة وسهولة
- عالم الأطفال عالم دقيق حساس سريع التأثر، شديد الانفعال، قليل الإدراك والخبرة، ضئيل الحيلة وهذه العوامل تسهل احتمال نمو الخوف بصورة غير سوية
- الخوف ليس هو المشكلة، فهي حالة عابرة ولن تلازم الطفل طوال عمره، إنما هي طريقة تعامل الآباء معها، وسوء التعامل هو الخطر الأكبر
- وقد يجعله خوفاً مقيماً رابضاً لا يتحرك من قلب الطفل، وقد يجعله ذكرى طفولة وتمر