من منا لا يريد طفلاً؟ فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا! كما لم تعد حالة الحمل طبيعية (عند الكثير من الناس) كما كانت عليه في السابق، وهذا يعود إلى أسباب لا حصر لها، منها ضعف التبويض أو اضطرابه، ومنها انسداد قنوات فالوب أو حتى ضعف الحيوانات المنوية سواءً كان ذلك في الحركة أو العدد أو الأشكال، ولا ننسى تأخر الحمل غير المعروف سببه والذي قد يكون للتلوث الجوي والبيئي أو ازدياد الضغط النفسي، الذي سيطر على الرجال والنساء، دور في ذلك، بل وتمتد الأسباب لتملأ قائمة، لم يكن يتخيل الزوجان أنها ستكون الحاجز الذي سيصعب موضوع الحمل.
تفاصيل عن هذه التقنية الحديثة، يشرحها الدكتور فواز أديب إدريس، استشاري أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب والحمل الحرج، في مركز هيلث بلاس للإخصاب في جدّة.
هذه التطورات دعت علماء الطب والاختصاصيين، يعكفون على إيجاد تقنيات جديدة، تسهل هذا الموضوع وتقف أمام الأسباب التي تعيق الحمل، ومنها ما استحدث مؤخراً وهو تقنية أو جهاز: "التايم لابس".
بالرغم أن عمليات أطفال الأنابيب، كما يقول الدكتور فواز، أصبحت مفهومه لمعظم الناس إلا أنه يعرج عليها بطريقة بسيطة وبدون تفاصيل حتى نستطيع أن نفهم ما هي تقنية (التايم لابس)؟
يتابع قائلاً: "كما يعلم الكثير أننا في عمليات أطفال الأنابيب نبدأ بتنشيط مبايض الزوجة ثم نقوم بسحب البويضات ليتم تلقيحها بالحيوانات المنوية الخاصة بالزوج ووضعها سوياً في حاضنة واحدة، ومن ثم نقوم باختيار جنين أو أكثر (من تلك الأجنة المجتمعة) لإرجاعه داخل رحم الزوجة.
عدد خلايا الجنين
ولكن السؤال: كيف يتم هذا الاختيار؟
هناك عدة معايير نستعين بها لاختيار الجنين الذي نعتقد أن لديه أكبر فرصة لإحداث الحمل، منها على سبيل المثال: عدد خلايا الجنين، يوم الإرجاع، وكذلك نسبة تكسُّر الخلايا، وغيرها من الخصائص.
طريقة الانقسام
ولكن، ماذا لو كان لدينا الكثير من الأجنة والتي تتمتع بنفس الدرجة المبنية على تلك الخصائص؟
نحن نعلم أن للأجنة طريقة نمو معقدة، تتطور خلالها من خليه واحدة إلى خليتان فثلاث فأكثر، حتى تصل لمئات الخلايا، كما أننا نعلم أيضا بأن طريقة الانقسام المعقدة هذه يُفترض أن تسير بنمط معين من دون زيادة أو نقصان في سرعة ذلك التطور.
انقسام محدد
ماذا لو كان تطور الجنين أبطأ من اللازم أو حتى أسرع من المتوقع؟
ذلك يعني أنه تلك الأجنة لا تتمتع بنفس الدرجة من الامتياز (حتى وإن وصلت إلى العدد المطلوب من الخلايا المنقسمة) مقارنة بالأجنة المساوية لها في عدد الخلايا والتي انقسمت وتطورت بنمط انقسام محدد ومتوافق مع المتوقع من دون سرعة أو بطء في الانقسام!
الأجواء الملائمة للأجنة
إذاً كيف لنا أن نتابع هذا الانقسام والتطور في النمو حتى يكون اختيارنا هو للجنين الأفضل؟
إحدى الطرق لعمل ذلك هو فحص الأجنة بشكل يومي ومقارنة تطورها على مدى عدة أيام، ولكن تلك الطريقة لها عدة مساوئ، أولها أننا لا يمكننا عمل ذلك الفحص أكثر من مرة أو مرتين يومياً (إن أردنا ذلك)، ونحن نعلم أيضاً أنه كلما تم فتح الحاضنات وإخراج الأجنة منها، فإننا بذلك نعرّض باقي الأجنة وكذلك المادة أو الوسط الموجود بداخلها للتغيير في درجة الحرارة وكذلك تركيز الغازات المطلوبة لتطور الأجنة.
حاضنات مزودة بكاميرات
هل تم تلافي تلك السلبية؟
نظراً لما لذلك من تأثير سلبي على الأجنة والتي تحتاج لحرص وتعامل خاص، فقد تم اختراع حاضنات خاصة مزودة بكاميرات مراقبة لكل جنين على حدة، لتقوم بمتابعة وتسجيل جميع التغيرات والتطورات في انقسام خلايا الأجنة، وتلك هيَ ما تُسمّى بتقنية (التايم لابس).
اختيار الأجنة
ما فوائد هذه التقنية؟
التقنية ساعدت الأطباء المختصين في اختيار الأجنة المراد إرجاعها لرحم الزوجة بطريقة أكثر دقة، وبالرغم من السعر الباهظ لذلك الإجراء عبر (أجهزة التايم بلاس) نظراً لدقتها وكذلك حاجتها لابقاء كل جنين على حدة، فإنها تقنية لا تتوفر إلا في القليل جداً من مراكز أطفال الأنابيب، لأنها تقنية لا يحتاجها جميع المقدمين على عمليات أطفال الأنابيب.