وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" على إدراج مدينة السلط الأردنية على قائمة التراث العالمي، وذلك خلال دورتها الرابعة والأربعين المنعقدة في الصين افتراضياً.
وأعرب بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني عن سعادته فخره بهذا الأمر، بالقول: "كلنا فخر بإدراج مدينة السلط على لائحة التراث العالمي لليونسكو".
وكتب الخصاونة، عبر صفحته على تويتر "المدينة الأعرق التي تشتهر بطرازها المعماري الأميز والتي تمثل نموذجاً اجتماعياً ثقافياً رائعاً يجسد العيش المشترك بين الأردنيين من مسلمين ومسيحيين منذ مئات السنين ويتشاركون التقاليد الراسخة في منطقة حضرية واحدة".
كما نقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن نايف الفايز وزير السياحة والآثار الأردني قوله، خلال مشاركته في اجتماعات اللجنة الثلاثاء إن مدينة السلط "من بين الأولويات العليا للسعودية لأهميتها في إظهار خصائص التسامح والعيش المشترك والرعاية الاجتماعية بين سكانها".
وأردف أن "التكافل الاجتماعي بين الأسر في مدينة السلط وزوارها، وعدم وجود أحياء منفصلة على أساس ديني هو من الميزات الواضحة للمدينة"، مؤكداً أن إدراج السلط على قائمة التراث العالمي "سيدعم ثقافة التراث والتسامح والوئام بين الأديان".
وتابع الفايز بالقول إن "الأردن ولجنة التراث العالمي يوجهان اليوم رسالة مهمة إلى العالم أجمع، رسالة سلام وتسامح وتعايش"، مشيراً إلى أن "العمارة المتميزة لمدينة السلط تبين التبادلات الثقافية التي أسفرت عن مزيج فريد من الأنماط المعمارية عالية المستوى".
ولفت الوزير إلى تقديم ملف ترشيح السلط لأول مرة عام 1995، ثم لاحقاً في عام 2017 وأخيراً عام 2021، ما يشير إلى التزام الأردن بحماية واستدامة القيمة العالمية المتميزة وسمات مدينة السلط.
وأعرب الوزير الفايز عن شكره وتقديره للجنة التراث العالمي وموظفي مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية والمجلس الدولي للتراث العالمي "إيكوموس"، على ما قدموه من دعم ونصائح طوال عملية الترشيح لملف المدينة.
وقال هشام العبادي مدير دائرة الآثار العامة بالوكالة، إن إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي، يأتي نتيجة "التعاون الكبير والجهود الحثيثة والعمل بروح الفريق الواحد بين الوزارة والجهات المعنية الأخرى".
وأكد العبادي أن إدراج 6 مواقع أردنية أثرية على قائمة التراث العالمي "يعزز من مكانة السعودية على خارطة السياحة العالمية"، لافتاً إلى أن الدائرة تسعى في الفترة المقبلة إلى ترشيح عدد من المواقع الأثرية الأخرى وتقديم ملفاتها إلى اللجنة.
من جهتها، قالت المهندسة لينا أبو سليم، مديرة وحدة إدارة وسط مدينة السلط القديمة وعضو فريق عمل إعداد ملف ترشيح السلط على قائمة التراث العالمي، إن ملف ترشيح السلط لإدراجها على قائمة التراث العالمي جهزه فريق عمل محلي بإشراف اللجنة الملكية لتطوير وسط مدينة السلط.
وأضافت أن الرؤية الفنية للملف ارتكزت على التراث المعماري المتميز لمدينة السلط، بالإضافة إلى تقديم المدينة بصفتها نموذجاً للتعايش والتآخي وإظهاره للعالم كقيمة استثنائية عالمية في كيفية احترام وقبول الآخر.
يشار إلى أن المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي في الأردن، هي البترا، وقصير عمرة، وأم الرصاص، ووادي رم، والمغطس، بالإضافة إلى مدينة السلط المدرجة حديثاً.