قررت الطالبة السعودية جودي الجريسي أن تبوح بسر تفوقها الدراسي ووصولها إلى أعلى درجة حتى تكون مصدر عون وتحفيز لجميع زملائها وزميلاتها ممن هم في مثل سنها، ولديهم التحديات والصعوبات نفسها، ولا يعرفون كيف يمكنهم الاستعداد لتلك الاختبارات، والحصول منها على أعلى الدرجات، بحسب سبق.
تقول الطالبة التي تدرس في الصف الثاني الثانوي عن سر تفوقها، وكيفية استعدادها للاختبار آنذاك: "السر في تكثيف ساعات المذاكرة، فقد زدت من ساعات استذكاري إلى ثماني ساعات يومياً، وكذلك التركيز على الأشياء المتعلقة بالاختبار، مثل التجميعات والكتب، حتى إنني دخلت دورة مع معلمة قديرة، ساعدتني على التركيز الصحيح على المذاكرة، وساعدتني كثيراً الدراسة عن بعد، إذ استطعت التوفيق بين وقت مذاكرة المدرسة واختبار القدرات، والحمد لله حصلت على 100 في اختبار القدرات، و100 في اختبار المدرسة".
ونصحت جودي طلاب وطالبات المرحلة الثانوية ممن يواجهون معاناة وصعوبات في اختبار القدرات العامة والتحصيلي في سبيل الحصول على أفضل الدرجات بالقول: "أنصح بمذاكرة أكبر قدر ممكن من المعلومات، والإلمام بجميع الأفكار حول اختبار القدرات". داعيةً إلى الاستعانة بالمصادر المختلفة للمذاكرة، كالكتب والتجميعات، والاستفادة من الاختبارات السابقة.
وعلى الرغم من الصعوبات الجمة التي واجهها الطلاب في جميع أنحاء العالم في استذكار دروسهم، والحضور الذهني الجيد في ظل جائحة كورونا، والاستعاضة عن الدراسة الحضورية بالدراسة عن بُعد، إلا أن الجريسي كانت لديها خطتها للاستفادة من إيجابيات الدراسة عن بُعد، والتغلب على سلبياتها. وتقول هنا: "الدراسة عن بُعد سلاح ذو حدَّين، لو استغله الطالب بطريقة جيدة سيوفر عليه وقتاً وجهداً، وسيحقق عديداً من الإنجازات، لأن عنصر الوقت متوفر لديه بشكل أكبر، وجهود السعودية في منصة مدرستي مشهود بها، حتى إننا أصبحنا نموذجاً يحتذى به في كثير من دول العالم، وبالتأكيد اكتسبنا من خلال الدراسة عن بُعد مهارات عدة، من أهمها التعلم الذاتي، والاعتماد على النفس، واحترام الوقت، والاستفادة منه، وكذلك قيمة الالتزام والمسؤولية. ونشكر ونثمن حرص السعودية على سلامة أبنائها، وتذليل كل الصعوبات والعقبات أمامنا، لنتمكن من إكمال مسيرتنا التعليمية بلا أي خوف أو تهديد".
وأشارت إلى أنها بدأت التخطيط لمستقبلها الدراسي في مقبل الأيام قبل الانتهاء من دراستها الثانوية، وتذكر في هذا الصدد: "أعدُّ نفسي محظوظة لأنني وُلدت في هذه الحقبة الزمنية المتميزة جداً، والمبشرة لنا نحن جيل الشباب، فالأضواء مسلطة على شباب السعودية، والوطن ينتظر منا الكثير لنكون عنصراً فاعلاً في تحقيق رؤية وطننا، وتحقيق أهداف ولي الأمر، حفظه الله، لذلك اختيار التخصص ليس بالأمر الهيّن، وعلينا أن نتريث ونحدد ميولنا وأهدافنا بدقة حتى نتمكن من اختيار التخصص المناسب، والتميز به مستقبلاً بإذن الله. وما يميز هذه المرحلة الانتقالية في السعودية تعدد وتنوع التخصصات، والمساواة بين الذكور والإناث في كل الجامعات، فالمرأة السعودية قادمة بقوة ومشاركة بكل حماس في تطوير وريادة البلاد".
ولا تتوقف جودي عن صقل مواهبها ومعارفها حتى خلال إجازتها الصيفية، لافتة إلى أنها اعتادت على تقسيم إجازتها بطريقة منظمة للاستفادة من كل أيامها الطويلة، وتذكر: "في الواقع هذه أول إجازة حقيقية بالنسبة لي منذ سنتين، ففي الصيف الماضي كنت منهمكة في دراسة اختبار القدرات، ورفع لياقتي، وصقل مهاراتي في حل المسائل الرياضية بزمن قياسي لأتمكن من التغلب على عنصر الوقت خلال تأدية الاختبار".
وتلفت الطالبة المتفوقة إلى الاختيار الصعب الذي وقعت فيه أثناء دراستها الثانوية، فقد وجدت نفسها مخيَّرة بين إكمال دراستها في التحفيظ وحفظ القرآن الكريم، أو الانتقال لمدرسة أخرى، والالتحاق بفصول موهبة، ولكنها اختارت استكمال التحفيظ، ويقينها بأن الله لن يخيب ظنها.
وكشفت الفتاة المجتهدة عن سبب عزوفها عن مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنها تعدُّها من المشتتات الذهنية في تلك الفترة الحرجة من عمرها، وقالت: "أنا حريصة على البعد عن جميع أنواع المشتتات، وليس لدي وقت للتواصل إلا في نطاق محدود جداً، ولكن بعد أن أنتهي من دراسة المرحلة الثانوية، وتحقيق الدرجات المطلوبة بإذن الله، سيكون لي دور فاعل في مساعدة وإرشاد جميع الطلاب والطالبات للحصول على درجات عالية من خلال قناة في يوتيوب، سأشرح فيها كل ما يحتاج إليه الطالب والطالبة في المرحلة الثانوية، فزكاة العلم نشره".
أما والدها فقدَّم نصائح للأهل لتربية أفضل للأبناء بقوله: "نصيحتي لكل أب وأم: كونوا قريبين جداً من أبنائكم، خاصة في مرحلتَي المتوسط والثانوي، واحتووهم، وأشعروهم بالحب والحنان والأمان، لا تقارنوهم بغيرهم، تقبَّلوا أخطاءهم وزلاتهم، وأشعروهم بأنكم مهتمون بمستقبلهم، وأنكم بانتظار نجاحهم أكثر منهم، فإن ذلك سيزيد حرصهم واهتمامهم، فنتائج أبنائكم انعكاس لاهتمامكم بهم. وعليكم باختيار رفقاء أبنائكم بعناية في مثل هذه المرحلة العمرية، لأن القدوة الصالحة ستوفر عليكم كثيراً من الجهد والوقت".