يعد فن كتابة القصة القصيرة أحد روافد الأدب الخلّاقة، والتي يمكن أن تستوعب الهواجس الإبداعية والفنية التي تداعب مخيلة كثير من الأدباء الشباب، خاصة لو كانوا في بداية الطريق، لتمكنهم من اقتحام المشهد الثقافي العام بآليات بسيطة، فالقصة القصيرة ما هي إلا فعل إنسانيّ يصيغ في أعماقه موقفاً ما..
يؤكد د. طه إسماعيل عبد الشفيع، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب، لـ"سيدتي" أنه لكي تدخلي إلى ميدان القصة القصيرة؛ لا بد من الاستعداد الجيد لتحقيق نص روائي قصصي جيد يوازي أو يكافئ مساحة الإبداع المتدفقة بين جنبات المشهد الثقافي الحالي للعديد من الكتاب الآخرين، وببساطة يلمس قلب القارئ..
لكي تكتبي قصة قصيرة؛ هناك خطوات أساسية يعرفك عليها د. طه.. بين جنبات السطور التالية..
الخطوة 1: ابحثي عن فكرة بسيطة
- قبل كتابة قصتك، تحتاجين أولاً لفكرة يمكنك العمل بها، إذا لم تتمكني من ابتكار أفكار من الخيال، إليك بعض النصائح التي ستجعل أفكارك تتدفق:
- ابدئي بشخصية أو مكان مثير للاهتمام، يدور من خلاله سياق القصة.
- ابحثي في مخزن الحكايات الخاصة بك، يمكن أن تكون تجاربك بالحياة الواقعية هي المنقذ.
- اقتبسي حكاية من حكايات الآخرين، فما تسمعينه في محادثة يمكن أن يكون لُب القصة القصيرة، فقط انتبهي جيداً لقصص الآخرين، سيفيدك ذلك بالعصف الذهني للقصة.
- فكري في القصة القصيرة على أنها دراسة للمشاعر بدلاً من حبكة كاملة، يمكنك التركيز على عاطفة ما واتركي العنان لمشاعرك، بدون جوهر المشاعر ستجدين مشقة لجذب انتباه القارئ.
- إذا كنتِ لا تزالين في حيرة من أمرك، ابحثي تحت عنوان "أفكار للقصة القصيرة".. ستجدين العديد من الأفكار التي يمكن مشاركتها.
الخطوة 2: إنشاء هيكل محكم
هناك إستراتيجيات قياسية لكتابة الرواية هي:
- التخطيط الدقيق لكل حدث.
- إنشاء ملفات تعريف كل شخصية بالقصة.
- يجب أن تكون للقصص القصيرة حادثة مثيرة وذروة.
- تذكري أن القصص القصيرة لا تتمتع بنفس امتياز الوقت.
- يجب على كل مشهد تصعيد التوتر.
- لا تحاولي إنهاء التوتر والصراع سريعاً، اتركي التوتر للحفاظ على الزخم مستمراً حتى النهاية.
تابعوا المزيد: جامعة أم القرى تُطلق برنامجًا تدريبيًا لتعليم مهارات اللغة العربية لغير الناطقين بها
الخطوة 3: اجذبي انتباه القارئ ببداية قوية
- لا بد أن تحتوي الأسطر الافتتاحية للقصة القصيرة بداية جاذبة للقارئ تلفت انتباهه، تتضمن تعريفاً للشخصيات بطريقة مثيرة. (يمكنك البدء بمشهد درامي مثل حادث سيارة أو فقدان حافلة، أو اختطاف..) مما يهيئ القارئ للاضطراب العاطفي الذي سينكشف في سياق القصة.
- يمكن أن تبدئي القصة بحوار بين شخصين، مما يدفع القارئ للتساؤل حول شخصيتهما، وحول ما دار بالحوار، مثل هذه التساؤلات تدفع القارئ إلى الاستمرار في البحث عن إجابات.
الخطوة 4: اكتبي مسودة أو أكثر للموضوع
- عند كتابة المسودة، لا تقومي بالتعديل أثناء الكتابة.
- مسودتك الأولى لن تكون صالحة للاستخدام البشري.. لا تيأسي.
- لا تؤجلي أي فكرة اعتماداً على ذاكرتك في تذكرها لاحقاً.. بل دوّني كل الأفكار.
- استخدمي ألفاظاً بسيطة ذات دلالات كثيرة؛ لتثيري حيرة القارئ.
الخطوة 5: اجعلي النهاية قوية
ليس هناك أسوأ من إحباط القارئ بقصة مكتوبة بشكل جميل ونهاية ضعيفة.. عندما تصلين لنهاية قصتك؛ لابد أن تكون غير متوقعة، اطرحي الأسئلة التالية:
- هل قمت بإعداد رهانات القصة بشكل مناسب؟
- هل أعطيتِ القارئ ما يكفي من تمهيد لنهاية غير متوقعة؟
- هل للنهاية تأثير عاطفي قوي على القارئ؟
- إذا كانت إجابتك نعم، فأنتِ على استعداد لبدء التحرير.
الخطوة 6: تأكدي من أن كل جملة تستحق الاحتفاظ بها
إذا كنت تتساءلين عن كيفية جعل قصتك تنتقل من جيدة إلى رائعة، فإن السر في عملية التحرير.
المرحلة الأولى من التحرير:
- تأكدي من أن كل جملة تستحق الاحتفاظ بها.
- اقرئي القصة بدقة أكثر من مرة.
- انتبهي إلى تدفق الكلمات.
- ارصدي شدة عواطفك في الكتابة.
- راقبي وتيرة حبكتك.
- دققي فيما يعلمه القارئ تدريجياً عن شخصياتك.
- قومي بتدوين أي تناقضات تجدينها، حتى إذا كنتِ تعتقدين أنها غير مهمة.
- حاولي تحديد ثغرات الحبكة وقومي بإصلاحها.
ماذا أفعل إذا كانت قصتي القصيرة طويلة جداً؟
هناك طريقة بسيطة لتقليص قصتك واختصارها؛ وهي طرح سؤال: ماذا يحدث لو حذفت هذه الجملة؟ وهل سيختل السياق؟ حتى تصلي للجمل التي لا يمكن حذفها.
أو ببساطة أرسلي قصتك إلى كاتب آخر. يمكن أن ينقذك ذلك من ارتكاب أخطاء كبيرة، يمكنك التعامل مع محرر محترف لمراجعتك نحوياً وبنائياً..
تابعوا المزيد: "ورش عمل عن بعد" لدعم المبدعين العرب داخل وخارج الإمارات