يحظى قصر الحصن بمكانة كبيرة، فروح المكان ومنزلته تستمد من مكانته التاريخية، ومكانة ساكنيه، ومن دوره في الحركة التاريخية. حيث بقي مقرا للحكم على مدار قرنين من الزمان، و قد شهد الكثير من الأحداث، بدءاً من عام 1833 إلى عام 1855 حيث كانت أبوظبي هي المشيخة الرائدة على ساحل الخليج العربي. ومن المرجح أن بناء قصر الحصن قد تم في العام 1761 عندما قام الشيخ ذياب بن عيسى بقيادة شعبه من مقر إقامتهم في ليوا إلى أبوظبي، التي كان ينظر إليها مكاناً مثالياً لرجال قبيلته.
وقد عرف قصر الحصن في الوثائق البريطانية بأسماء عدة مثل القلعة، الحصن، قصر الحاكم، دار الحكومة. وكان مقراً لحاكم أبوظبي في أواخر القرن الثامن عشر عندما تأسس كحصن صغير حول بئر ماء في موقع استراتيجي.
ونظراً لما يتمتع به قصر الحصن من مزايا، ستجعل من الحفاظ عليه كتحفة من أهم مفردات التراث في الإمارات و الحفاظ عليه يشكل تعبيراً عن الوعي الوطني والوعي القومي.
لذا سيتاح للجمهور للمرة الأولى أن يقوموا بجولة في قصر الحصن في فترة مهرجان "قصر الحصن" الذي يقام من 20 فبراير وحتى 1 مارس تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وللإعلان عن تفاصيل فعالياته أقامت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ظهر لقاء إعلامياً وجولة في منطقة القصر في أبوظبي، بحضور مبارك حمد المهيري المدير العام للهيئة، وبطي المهيري من فريق عمل المهرجان، ونورمان لوتوريل المؤسس والمدير الفني، لعرض كفاليا.
250 سنة من التراث الإماراتي
في تصريح له قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: يرمز قصر الحصن لأكثر من 250 سنة من التراث الإماراتي، ويشكل المهرجان مناسبة سنوية لنحتفي بهذا الصرح التاريخي. وأوضح: يعكس البرنامج في دورته الثانية رؤية الهيئة حول أهمية التراث الوطني. وأشار إلى أن المهرجان من أبرز الفعاليات التي تؤكد التزام الهيئة الراسخ بالحفاظ على الهوية المعمارية والأثرية في أبوظبي، بالإضافة إلى السعي لتطوير الفنون بأنوعها.
من جانبه قال مبارك حمد المهيري: يحتفل هذا الحدث السنوي بأقدم مبنى في الإمارة ويحكي قصة التطور. لذا يمنح المهرجان فرصة هامة للزائرين للتعرف على هوية الدولة، ويمثل فرصة هامة للزائرين للإطلاع على مشروع الترميم.
فعاليات وجولات تعريفية
وعن الفعاليات المقامة قال بطي المهيري: سيحظى زوار مهرجان قصر الحصن على تجربة تفاعلية مميزة من خلال مشاركتهم في جولات تعريفية داخل قصر الحصن يطلعون من خلالها على المبنى التاريخي، وأضاف: سيتمكن الزوار من المشاركة في ورش عمل يشرف عليها منسقون فنيون، وحرفيون، وخبراء في عمليات ترميم المواقع الأثرية.
وأضاف المهيري: سيسمح المهرجان لزواره بالدخول إلى مبنى المجلس الاستشاري الوطني سابقا والواقع في المنطقة الخارجية من قصر الحصن، كما سيقام معرضاً ومواد تسرد قصة قصر الحصن، على أن يستمر المعرض بعد انتهاء المهرجان.
مضيفاً أن البرنامج المتنوع الذي سيقام في منطقة المجمع الثقافي وقال: سيحتوي على ورش عمل وعروض أدائية حيّة ومتنوعة، وعرض مجموعة من الأفلام التي أنتجها فنانون إماراتيون. إلى جانب منطقة "قهوة"، وهي عبارة عن مقهى يتميز بطابعه الإماراتي المعاصر.
ونوه المهيري إلى التجديد ساحة مهرجان قصر الحصن. وأشار إلى أن الزوار سيقومون بتجارب متميزة في مناطق الساحة الأربع وهي الصحراء، والواحة، والبحر، وجزيرة أبوظبي.
كما أعلن عن إطلاق مبادرة قصر الحصن بمشاركة 200 طالب من كافة المؤسسات التعليمية الأكاديمية في أبوظبي ضمن برنامج "سفراء قصر الحصن" المسؤول عن تقديم المعلومات للزوار، ومساعدتهم. إلى جانب مشاركة 200 طالب من مدارس أبوظبي للتعرف على قصر الحصن.
"كفاليا" عرض يبرز الثقافة الإماراتية
من أبرز فعاليات المهرجان استضافة العرض العالمي الأول من نوعه في المنطقة بعنوان: "كفاليا في قصر الحصن" عن هذا العرض قال نورمان لاتوريل، أحد مؤسسي "سيرك دوسوليه" أنه يجمع ما بين الفروسية والعروض الأدائية، وأضاف أن لكفاليا فلسفة خاصة تبرز أهمية الخيول، التي تعتبر جزءا من الدم البشري على مدى خمسة آلاف عام. وذكر سيضم عرض كفاليا 50 حصانا يتحركون بحرية، إلى جانب 50 فنانا من العاملين في مجال الأكروبات، وفنون العرض. وأكد على أن العرض يبرز الثقافة الإماراتية