توضح أمينة غلاب، التي تعد اللقيمات، أن المأكولات الشعبية الإماراتية؛ لم تعد غائبة، وبالإمكان مشاهدة أصنافها طوال أيام المهرجان، وأبرز الأكلات التي تقدم للزوار: الهريس، وخبز الرقاق، واللقيمات، والخميرة، والمدبس، والقرص المفروك، وتشير إلى أن وجود الأكلات الشعبية أمام زوار الإمارات يشكل انعكاسا ًلتراث المطبخ الإماراتي، ويفتح الأفق للمقيمين العرب والأجانب؛ للتعرف إليها وتذوق نكهاتها المتباينة، فيما تجد للقيمات شعبية أكبر، وطلباً متزايداً لدى الزوار من كل مكان.
وتشير عفراء إسماعيل، ربة منزل، إلى أن هذه الأكلات أصبحت متواجدة؛ كونها تعبر عن جزء من التراث، وتسهم في إبراز هوية البلد وأصالته، ولفتت إلى أن المطبخ الإماراتي دخل عليه الكثير من التعديلات والأصناف الجديدة بشكل ملائم وجميل لعين الناظر، ويقبل عليها الزوار في القرية العالمية وقرية التراث، وغيرها من الشوارع خلال فترة المهرجان.
نشر الثقافة التراثية
وترى نادية عيد، ربة منزل، أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده وموروثه الشعبي الذي يخلده الآباء والأجداد والقدامى من الأجيال الماضية، وكل دولة تفتخر بالأكلات الشعبية، وتقول: «الهريس من الأكلات الشهيرة، وطريقة إعداده تتطلب المهارة، ويتم طبخه بوضع اللحم في القدر على النار بعد وضع البزار، أو البهارات والبصل والليمون اليابس «لومي» والملح والماء داخله، ويطبخ المزيج حتى ينضج، ثم يخرج اللحم ويطبخ العيش «الأرز» حتى ينضج؛ فيعاد اللحم مرة ثانية إلى القدر، ويغطى بالفحم لمدة ساعة أو ساعتين، فيكون جاهزاً للأكـل، وعلى وجه العموم فإن الأكلات الشعبية في الدولة تتميز بكثرتها وتنوعها وأسلوب إعدادها، وتجذب قطاعات عريضة من الناس، وغالباً ما يكون لكل نوع من هذه المأكولات مناسبة؛ فمنها ما يؤكل في الأفراح، ومنها ما يقدم صباحاً أو مساءً، وبعضها يعتبر الوجبة الرئيسية، وغالباً ما يدخل اللحم والأرز فيها، وهناك وجبات تحلية يمكن تناولها بعد الطعام.
فاطمة راشد، طباخة تعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات، وتقدم كل أنواع الأطعمة المحلية، مثل الهريس، والبلاليط، واللقيمات، والعريسية، وبقية القائمة المحلية التي نعرفها جميعاً، سواء للمواطنين أو الوافدين من كل الجنسيات، وقفت أمام أطباقها فاطمة علي، زائرة من قطر؛ لأن الطعام الشعبي، وتابعت: «علينا تهيئة مجموعة من الفتيات، والقيام بتدريبهن على فنون الطبخ والمسميات والتعريف، حتى يقمن بتعريف الآخرين بهذه الثقافة، فأنا أعشق جميع الأكلات الشعبية الإماراتية، وأجدها فرصة في المهرجان، وأكثر ما يعجبني طريقة عمل السمك الإماراتية (الجشيد) و(الهريس)»
ثقافة للجميع
أما محسن جادو، من موريتانيا؛ فيقول: «نحن نكتفي بمشاهدة السيدات كبار السن وهن يقمن بالإعداد والطبخ في المهرجان، فقط لنتعرف على أكلات الشعوب، ومنها دولة الإمارات التي نزورها في المهرجان؛ لذلك أعتقد أنه من الضروري الآن، أن تعمم ثقافة الأكلات الشعبية بين أوساط الموظفات والفتيات الشابات، وعليهن أن يدركن أن هذه الثقافة هي من تراث الجدات والأمهات، وعلينا أن نتعلمها ونتعمق في طبخها ومقاديرها؛ حتى تصبح ثقافة لكل الأجيال.
استثمار
أما علياء محمد، من الكويت؛ فتجد أن بعض المطاعم التي تخصصت في هذا المجال؛ وجدت إقبالاً كبيراً من المواطنين والوافدين والسياح، ويجب تشجيع الفتيات وأصحاب المطاعم على الاستثمار في هذا المجال؛ لأن الأكلات الشعبية، متنفس الشعوب ودليل هويتها.