سكري الحمل من الأمراض الشائعة التي تتعرض لها المرأة الحامل في بعض الأحيان؛ بسبب ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وقد يكون نتيجة السمنة المفرطة، أو لعوامل وراثية، أو ارتفاع ضغط الدم، وعوامل أخرى، ولهذا يجب على المرأة قبل الحمل استشارة الطبيب لاتخاذ ما يلزم لوقايتها من السكري. لتعريف معنى سكري الحمل، أعراضه، الهرمونات المسببة له، وطرق الوقاية والعلاج، كان اللقاء مع الدكتورة فاطمة السيد، أخصائية أمراض النساء والولادة
سكري الحمل ..وأسبابه
سكري الحمل هو ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى المرأة خلال فترة الحمل، وترجع تلك المشكلة إلى عدم استجابة الأنسولين جيداً، وهذا يعمل على زيادة مستويات السكر في جسم الحامل
ومن أسبابه.. ضعف مستويات الجلوكوز أثناء الحمل نتيجة للتغيرات الهرمونية
إفراز المشيمة للهرمونات التي تعمل على توقف أداء هرمون الأنسولين في الدم خلال فترة الحمل، وبالتالي زيادة نسبة السكر في الدم، والإصابة بسكري الحمل
زيادة الوزن
زيادة نسبة السوائل حول الجنين في رحم المرأة الحامل
وجود تاريخ عائلي لسكري الحمل
التغذية غير الصحية خلال فترتي ما قبل وأثناء الحمل
حدوث سكري الحمل يتعلق بالهرمونات ذات التأثير المُضاد للأنسولين، والتي تنتجها المشيمة لدعم نمو الجنين
ومن هذه الهرمونات: هرمون الإستروجين، وهرمون الكورتيزول، ومحفز الألبان البشري المشيمي
المشكلة أن هذه الهرمونات يمكن أن تعيق عمل هرمون الأنسولين في جسم الأم، فيما يُعرف بمقاومة الأنسولين، ويبدأ عادةً تأثير هذه الهرمونات بعد مرور 20 إلى 24 أسبوعاً من الحمل
وفي محاولة من الجسم للتغلب على هذا الأمر، فإنّه يزيد من إفراز البنكرياس للأنسولين إلى نحو قد يصل إلى ثلاثة أضعاف الكمية الطبيعية
ويحدث سكري الحمل عندما لا يكون إنتاج الأنسولين كافياً للتغلب على تأثير هرمونات المشيمة المضادة للأنسولين
الهرمونات ذات التأثير المُضاد للأنسولين
مثل الهرمون المُحفز للألبان البشري المشيمي.. ويعمل هذا الهرمون على تنظيم عملية التمثيل الغذائي لدى الأم
ويُسبّب تقليل حساسية خلايا الجسم للأنسولين، ممّا يُسبّب ارتفاعاً في مستوى سكر الجلوكوز في الدم
هرمون النمو المشيمي.. وهو أحد الهرمونات التي تنتجها المشيمة بعد 15 أسبوعاً من الحمل، ويُساهم في ارتفاع مستويات الجلوكوز في دم الأم
ما يُمكّن الطفل من الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها بما في ذلك حاجته من الجلوكوز الإضافي في الدم
ومن العوامل الأخرى التي تُساهم في ارتفاع متطلبات الأنسولين أثناء الحمل هو إنتاج إنزيم الإنسوليناز
والمعروف أن مستويات هذه الهرمونات تنخفض بسرعة بعد الولادة لتعود إلى مستوياتها الطبيعية قبل الحمل.
كما ينتج البنكرياس كميات كافية من الأنسولين، ممّا يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر وعودته إلى مستوياته الطبيعية
أعراض سكري الحمل.. ومضاعفاته
الشعور بالعطش الزائد عن اللزوم
الشعور بالإرهاق الشديد والإعياء
• زيادة التبول وبالأخص في فترة الليل
• الإصابة بالالتهابات؛ مثل التهابات البول، والتهابات الجلد، والتهابات المهبل، وغيرها
اضطرابات في الرؤية
جفاف الفم
الإصابة بجفاف الجلد
وتتمثل المضاعفات في إصابة الأم بالسكري من النوع الثاني
مثل: ولادة الطفل بوزن زائد
الإصابة بتسمم الحمل
الولادة المبكرة
الإصابة بالمشكلات في التنفس لدى الطفل
إصابة الطفل بالأمراض الصحية المختلفة مثل أمراض القلب
الشعور بالدوار والقيء المتكرر
إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم
العلاج والوقاية
يمكن للمرأة الحامل أن تعالج من سكري الحمل، وتقي نفسها وجنينها من خطر الإصابة بسكري الحمل؛ عن طريق ممارسة التمارين الرياضية يومياً، كالمشي
• الحرص على تناول وجبات صغيرة مرة كل ساعتين تقريباً، وعدم الاعتماد على الوجبات الرئيسية فقط
• تجنب تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالسكريات، والأطعمة والمشروبات السكرية، وتجنب تناول الأطعمة المالحة بإفراط
• إتباع النظام الغذائي الصحي السليم، وتناول الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأطعمة منخفضة السعرات الحرارية والكربوهيدرات
• تجنب التدخين، وتناول الحلويات، مع السيطرة على الوزن، والحفاظ على الوزن المثالي
• تناول البسكويت المملح عند الشعور بدوار الحمل أو الغثيان، مع تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية؛ مثل الخضراوات والحبوب الكاملة
• ومراعاة تناول كمية كبيرة من الماء خلال اليوم، على ألا تقل عن 8 أكواب يومياً