عندما يتعدى نجاح أغنية خارج حدود وطنها، وتمتزج بها حالة فريدة من اللحن والأداء والإيقاعات الموسيقية غير التقليدية، لتعلق كلماتها بألسنة المصريين ويسكن لحنها أفندتهم؛ فذلك ما فعلته المطربة بلقيس في حفلتها الأخيرة بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة. قابلنا «سيدتي» النجمة اليمينة بلقيس فتحي قبل سفرها لقضاء إجازة قصيرة للاستعداد مجدداً لحفلات الصيف ثم الخريف في مصر.
*أخبرينا عن كواليس أزمتك الأخيرة مع نقابة الموسيقيين حيث فوجئنا بمنعك من الغناء بعد حفل نادي الجلاء؟
فوجئت مثلي مثلكم بانتشار هذا الخبر، حيث كنت في طريق العودة للإمارات لإحياء حفل، ثم عدت في اليوم التالي ولم أكن على علم بأي شيء. وفور علمي تحدث مع الفنان هاني شاكر الذي حقيقة أشكره على تدخله الفوري وحل الأمر مع النقابة، حيث توجه متعهد الحفل وقام بسداد الرسوم للنقابة نظير الحفل، وتم حل المشكلة مع النقابة قبل حفل الأوبرا. أنا أكثر شخص حريص على الالتزام بالإجراءات قبل أي حفل أقوم بإحيائه، والحمد لله تم حل المشكلة. وأشكر كل شخص اهتم وتدخل وخاصة الفنان هاني شاكر.
*لو سألنا عن سر غيابك عن الحفلات الغنائية خلال فترة كورونا ثم عودتك لإحياء أول حفل لكِ ما بعد كورونا في مصر تحديداً، هل ذلك يحمل ذات دلالة اختيار أول لكِ؟
أولاً أنا سعيدة بتواجدي في القاهرة، حيث إن مصر وخاصة «قاهرة المعز» لها معزة ومحبة خاصة في قلبي، حيث إنّ العديد من الجمهور المصري والعربي لا يعرفون أنّني كنت مقيمة في مصر فترة طويلة جداً، وحالياً (تقريباً) في الوقت الحالي استقررت في مصر كإقامة وحياة ومعيشة.
* وكيف هو شعورك بعودة الحياة الفنية الغنائية بعد فترة انقطاع؟
أنا في قمة سعادتي بعودة الحفلات الغنائية وعودة الحياة لطبيعتها ما بعد كورونا، كما إنني أحببت أن يكون أول اجتماع لي بالجمهور المصري في حفل نادي الجلاء.
*كيف كان أول لقاء لك بالجمهور المصري في حفل نادي الجلاء، وكيف كانت أصداؤه؟
فرحتي لا توصف بهذا وسعادتي كبيرة لأني التقيت بهم، حيث كانت ليلة جميلة وساهرة، وكان الجمهور متعطشاً للموسيقى والغناء. أما الأصداء وتفاعل الجمهور كان أكثر من رائع أن الجمهور يحفظ جميع أغاني وذلك أسعد أكثر.
*حفل نادي الجلاء أبدعت فيه بأكثر من أغنية من طربية وشعبية، حيث كان بروفات ما قبل الحفل تشهد على ذلك، هذا الخليط الغنائي كيف تفاعلت به على المسرح؟
كُنت حَريصة على غناء أكثر من أغنية قديمة لي وذات طبيعة راقصة، والتي أحبها الجمهور المصري وتعلقوا بها، ولذلك حرصت على غنائها، وهناك مجموعة من أغاني ألبومي الجديد غنيتها على المسرح، حيث كانت أول مرة أغنيها على المسرح.
فيديو كليب «دبلوماسي» هدية للجمهور المصري
*فاجأت المسرح والجمهور بغناء أغنية «دبلوماسي»، هل قصدت أن تفاجئي الجمهور الحاضر بها؟
بالفعل، حيث كانت هديتي للجمهور الحاضر في الحفل غنيتها للمرة الأولى، حيث صَوّرناها في مصر بالفعل كفيديو كليب، حيث سنصدرها قريباً، ولذلك قررت أن أغنيها في حفل نادي الجلاء للجمهور، هدية مني للجمهور الحاضر، حيث كانت حصرياً للجمهور المصري أن أغنيها على المسرح.
أغنية «ممكن» حالة خاصة جداً
*أغنية «ممكن» لاقت صدى كبيراً لدى الجمهور العربي والمصري خاصة الذي أصبح يدندنها بقوة، هل كنت تتوقعين هذا النجاح لها؟
أغنية «ممكن» حالة خاصة مني، وطريقة تصويرها بهذه الطريقة والأداء التمثيلي كان حالة فريدة من نوعها ولم أنفذها من قبل هكذا. هذا النجاح الكبير والانتشار فاجأني بحب الناس لها.
الانسجام والتفاهم مع سيف نبيل جعل "ممكن" تصعد كالصاروخ
*وما سِرّ نجاح "ممكن" الكبير في الشارع العربي؟
أعتقد أن سر النجاح يرجع للفكرة والتوليفة من حيث الكلمات واللحن وطريقة التوزيع الجديدة علينا وطريقة الأداء أيضاً، بالإضافة للتواؤم الذي كان حاضراً وموجوداً وقت تصويرها مع الفنان العراقي سيف نبيل خَلَقَ نَوعَاً من الانسجام والتفاهم مع سيف نبيل، مما جعل الأغنية تصعد كالصاروخ.
عصر الديوهات الرجالية النسائية لم ينتهِ
*«ممكن» ساهمت في عودة عصر الديوهات الذهبي، أتتفقين معي؟
كانت موجودة وقلّت جداً، بالإضافة لأننا لم نكن معتادين على مثل هذه الديوهات الرجالية النسائية وبين مطرب ومطربة، حيث إنها ظلت فترة طويلة غائبة عن الساحة الغنائية الفنية، فأعتقد أن الجمهور كان متعطشاً لمثل هذا اللون الغنائي غير العادي، كما أن «الكابلز» (الثنائي) الغنائي الذي يحدث في الوطن العربي قليلة جداً.
*تجاوزت «ممكن» الـ80 مليون مشاهدة صفي شعور هذا الرقم عليكِ.
ألف حمد وألف شكر لرب العالمين على هذا النجاح الذي ما زلنا نحصد نجاحه، حيث بلغت حالياً الـ84 مليون مشاهدة في شهرين.
أخبرت سيف نبيل بأن نجاح "ممكن" لم يكن في الحسبان
*رغم أن «ممكن» أغنية عراقية، فالجمهور المصري متفاعل معها ويغنوها في أفراحهم.
بصراحة أنا مُتَفاجِئة وفي قِمّة سَعادَتي بهذا النجاح، وساعتها اتّصلت بسيف نبيل وأخبرته بأننا لم نكن نَظُنّ كل هذا النجاح الرهيب و«لم يكن بالحسبان» ولم نكن نتوقعه إطلاقاً، والتفاعل كبير جداً في مصر وخارجها ورائع جداً.
مصر النجاح فيها مختلف و«ممكن» أحدثت الفارق
الشارع المصري معروف بتنوعه الغنائي وأمزجته الفنية بداية بالشعبي والمهرجانات وانتهاء بعمرو دياب، ما السبب الذي جعل «ممكن» تحظى بتلك مكانة بين وجدانه العاطفي؟
الحالة الفنية والتصوير المُختلف للفيديو كليب، وكلمات الأغنية، والكابل الفني الجديد بيني وبين سيف و«الكيما» والتناغم السلس أيضاً جعلا الأغنية تخرج بهذا الشكل. كما أنني اكتشفت ظاهرة تحدث في مصر وهي أنّ أغلب الأغاني التي تنجح في مصر هي أغانٍ باللهجة المصرية، ولكن من الصعب جداً أن تنجح أغنية ليست باللهجة المصرية للمصريين. وكون أن أغنية "ممكن" وصلت لمصر وحققت هذا النجاح والحالة الفريدة فمعناه أن الميلودي (اللحن) كان قوياً، بالإضافة للكلمات التي جاءت بعد اللحن. صحيح أنّ اللهجة كانت عراقية ولكنّ الكلمات كانت «بيضا» جداً وعراقية، إذ لا أعتقد أن أحداً في مصر عَلّق على مَعنى بعض الكلمات إطلاقاً، بل بالعكس الكل يحفظ الأغنية. فعوامل النجاح متعددة جداً في «ممكن» سواء بالكلمات واللحن والتوزيع.
الكلمات واختلاف اللحن والإيقاعات الموسيقية غير التقليدية.. أسباب انتشاري خليجياً
*كيف تستطيع غناء جميع اللهجات العربية، كما أن لك جمهوراً عربياً بجميع البلدان العربية سواء بلبنان ودبي والعراق وتونس والكويت وكذلك بمصر؟
كنت صَرّحت سابقاً بأن لدي أكثر من هدف وخصوصاً في هذا الألبوم وهو أننا نُحدِث تجديداً كاملاً في الأغنية الخليجية، وهذا التجديد معناه أن نستخدم فيه «بيتس» مختلفة (ألحان)، وكلمات تكون أقرب للمستمع العربي، كما نستخدم فيه أيضاً أفكاراً موسيقية جديدة جداً، حيث إنّ الإيقاعات لم تعد تقليدية التي كنا معتادين سماعها في منطقة الخليج، وذلك غيرت من هذا، كما أن الاختلاف والتغيير في الأغاني السابقة التي صدرت لعبت دوراً كبيراً، بالإضافة للأهداف التي أرسلتها في الأغاني أحدثت أيضاً اختلافاً. الكثير منا يَستَمِع لألوان غِنائِية مُختَلِفَة ولكن قليل جداً عندما تأتي كلمة تخرج ما نحس به بصدق، فأعتقد أن هذا وأكثر ساهم بشكل في انتشار أغانيه في منطقة الخليج والوطن العربي.
تعاونت في «دبلوماسي» مع عزيز الشافعي
*أخبرينا عن كواليس صناعة أغنية وفيديو كليب «دبلوماسي»؟
أغنية «دبلوماسي» كلمات وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع جلال حمداوي. عزيز الشافعي إنسان عزيز على قلبي، وزرته في الاستوديو لاختيار من بين أكثر من لحن لنعمل عليه سوياً، ولفتتني جداً أغنية "دبلوماسي" وقتها، وهي أغنية طربية سترقصون عليها، وتميل أكثر لفرحة الصيف والبحر، وأعجبت بها عند سماعها مع فريق العمل، حيث إن كلمات الأغنية قريب للشارع المصري، وتحكي عن قصة امرأة تعيش قصة حب من جديد، وتصف هذه القصة ومن تحبه.
*ابتسامتك تحمل مفاجأة سعيدة لديك!!
بالفعل، فقد صورنا فيديو كليب «دبلوماسي» في القاهرة مع المخرج «الصاعد» علي أبو طالب، حيث أرى فيه مستقبلاً كبيراً في إخراج الصورة المرئية للأغنية العربية وليس المصرية فقط. علي أبو طالب أعطى من روحه المبدعة والخلاقة للفيديو كليب. الألبوم «حالة جديدة» أحببت فيه اكتشاف مواهب جديدة في الغناء وأقدمها للساحة بالشكل الذي رآه الناس، وعلي كان أحد هؤلاء الاكتشافات والمواهب.
دار الأوبرا لها قدسية خاصة وجمهورها ذواق للكلمة
*أي مطرب أو نجم عندما يزور القاهرة لابد أن تكون إحدى محطاته دار الأوبرا المصرية، أخبرينا عن حفلك بها.
اشتقت جداً لدار الأوبرا المصرية، حيث إن بدايتي من 10 سنوات كانت في دار الأوبرا، وبالتالي فإن دار الأوبرا لها عندي قدسيتها الخاصة واحترامها، حيث أطلق عليه «الحرم الموسيقي» مثلما يُطلِقُون على سَاحة ومِحراب التعليم بالجامعة (الحرم الجامعي)، حيث يوجد بها صبغة من الرسمية، بالإضافة لأن الجمهور الحاضر به يكون جمهوراً (سَمِّيعاً) من الدرجة الأولى، وهناك نوع من الأغاني المعينة لابد من تقديمها في حفل دار الأوبرا، ولذلك فإن حفل نادي الجلاء اختلف عن التصنيف الغنائي في حفل دار الأوبرا، حيث أقدم فيه برنامجين مختلفين تماماً عن بعضهما، وذلك شيء جيد، كما أن جمهور دار الأوبرا جمهور عربي متعدد الجنسيات، مثل الجالية اليمينة لا يستهان بحجمها في القاهرة، وعدد الإخوة الخليجيين كبيراً جداً، والجمهور والمستمع المصري الذي يحب الاستماع للمطربين العرب في مصر، ولذلك يجعل الأعداد كبيرة في حفلي بالأوبرا.
*حفل دار الأوبرا، قدمت برنامجاً خاصاً بالحفل غير معتاد عن أي حفل آخر؟
الحمد لله كانت من أسعد وأمتع حفلاتي التي أحييتها، حيث كان البرنامج الغنائي المُعَدّ بدأته بأغنية سهر الليالي ثم قدمت مختارات غنائية، متنوعة مثل «ياخي»، و«ظبي اليمن»، و«أن يحرمونا»، و«شوف لي حل بجمالك»، و«ممكن». ثم قدمت فقرة كاملة بالبيانو بمرافقة الموسيقار الرائع ميشال فاضل، وبقيادة المايسترو أحمد طه، الذي أوجه له التحية. وبرامج الأغاني الحمد لله كان مزيجاً بالأغاني العربية، والمصرية والخليجية، وقدمت 3 أغانٍ من الألبوم الجديد هي «انتهى»، و«حالة جديدة»، و«جبار».
*أين تقضين إجازتك بعد حفل دار الأوبرا؟
ذهبت للساحل الشمالي لأستمتع بجمال شواطئ مصر وسحر بحرها، وسأعود للقاهرة قريباً.
فاشون بلقيس فتحي وأسرار حياتها الخاصة
*هل أنت من تختارين ستايل فساتينك في حفلاتك؟
عندي ستايلست هو من يختار إطلالتي قبل كل حفل.
*ستايل فستان سهرتك الفنية القادمة.
سيكون فستاناً مختلفاً في تصميمه البراق والألوان الزاهية والمرحة للعين، وسيكون من دار أزياء كبيرة.
*نصائح جمالية للمرأة العربية؟
أنصحها بالمحافظة على صحتها وتقوية المناعة وأن تأكل الطعام الصحي المفيد. كما أنصحها أن تكون طاقتها إيجابية وروحها هادئة وواثقة في نفسها.
*هل هناك ريجيم صحي تلتزمين به؟
المحافظة على الصحة والابتعاد عن الدهون وممارسة الرياضة بانتظام.
*أشياء لا تستغنين عنها في حقيبة يدك؟
معقم لليدين وزجاجة عطر.
*أكلتك المصرية المفضلة؟
الكباب والكفتة، والملوخية، والقشطة والعسل.
*شيء مجنون ومغامرة تودين تجربته قريباً؟
القفز من طائرة في سفح الأهرامات.
*كلمة أخيرة لجمهور «سيدتي»؟
أشكركم جميعاً على اهتمامكم ومتابعتك لكل أعمالي، ومتفائلة بكم حفلاتي القادم، كما أشكر الجمهور الذي يتابعني على منصة "سيدتي" في مصر وخارجها، وإن شاء الله كل أعمالي في مصر تكلل بالنجاح، ومتحمسة جداً وأشعر أنني سأدخل على تحدٍّ جديد.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي