كثيرًا ما شاهدنا الروبوتات في الأفلام والمسلسلات التلفزيونيّة تؤدي المهام المختلفة، إلّا أنّنا لم نتيقن أن تكون حقيقة حتى ظهرت الثورة التقنية التي ساهمت في بروز العديد من الروبوتات في العلن. أخيرًا لجأت بحوث كثيرة إلى تطوير روبوتات تساعد في أداء مهام عدة، مثل: توصيل البضائع وتسليمها، في إطار التجارة الإلكترونيّة، بالإضافة إلى الجوانب الأمنيّة وكلّ ما يتعلّق بحراسة المنازل والأشخاص.
تابعوا أيضاً: الإمارات تستضيف المؤتمر العالمي للأتمتة والروبوتات الـ38 في البناء نوفمبر المقبل
روبوت بقدمين ومن دون عيون
طوّر باحثون في جامعة ولاية أوريغون الأميركيّة روبوتًا جديدًا يتمتّع بمظهر "غريب"، نتيجة بحوث مكثّفة بإشراف خبير الروبوتات جوناثان هيرست، ومنحة بحثية قدرها مليون دولار من وكالة مشاريع البحوث المتقدّمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، لمدة 16 شهرًا. يدعى الروبوت "كاسي"، ويتميّز بعمر بطّارية جيّد، ويوفّر برمجة مفتوحة لعناصر التحكّم به، حتى يكون منصّة بحثيّة للريادة في طرق التحكّم الجديدة بالروبوتات ذات الأرجل والتقنيات المرتبطة بها.
واستخدم الباحثون خوارزميّة التعلّم العميق المعزّز، الخوارزميّة التي سمحت لـ "كاسي" بتعلّم كيفيّة الجري، بالإضافة إلى "الحس العميق" أو الوعي بالأجسام للتنقل على الأسطح غير المستوية. فقد تمكّن الروبوت من صعود السلالم، بإتقان، وبنسبة 80%. وأشار الباحثون، الذين عملوا على تطوير الروبوت منذ عام 2017 ، إلى أن تدريب الرجل الآلي على خاصّية صعود السلالم، ونزولها، يرجع إلى ضرورة تحسين الروبوتات حتّى تقدر على أداء مهامها بسلاسة، وذلك في الأجواء الضبابيّة أو في ظلّ الدخان الكثيف أو الإضاءة الخافتة أو أي عوامل أخرى تحدّ من القدرة البصريّة للروبوتات.
كان تصميم "كاسي" ركّز على أداء المهام المتعلقة بالرجلين، علمًا أن الروبوت لا يمتلك رأسًا (أو عيون)، وبالتالي هناك مرونة في ساقيه وفخذيه، المرونة التي تتيح له تحريكها إلى الأمام والخلف والجنب، مع تدويرها في الوقت نفسه. إلى ذلك، كاحلا الروبوت مزودان بالطاقة، الأمر الذي يسمح له بالوقوف في مكانه، من دون الحاجة إلى تحريك قدميه باستمرار وتحويل الوزن أو التململ من طول الانتظار.
تابعوا أيضاً: علماء يطورون "أدمغة" صغيرة تمكن الروبوتات من الإحساس بالألم
جهاز المحاكاة في تدريب الروبوت
ذكر الفريق المطوّر لـ "كاسي" أنّ "الأعضاء قاموا باستخدام جهاز المحاكاة في تدريب "كاسي" في عدد من المواقف، وذلك حتّى يتجنّب حوادث السقوط"، وأضاف أن "الأعضاء رافقوا الروبوت إلى الحرم الجامعي لمشاهدة قدرته الفعلية على تجاوز السلالم والحواجز... نتيجة لـ10 تجارب، استطاع "كاسي" أن يحقّق معدّل نجاح يساوي 80% في صعود السلالم، و100% في النزول". وأكّد الفريق أن "كاسي هو أوّل روبوت مزوّد بقدمين يقدر على اجتياز مجموعة منوّعة من السلالم الحقيقية، وغيرها من العوائق الشبيهة بالأدراج، باستخدام الحس العميق"، لافتًا إلى أن من شأن ذلك أن يفتح المجالات إلى المزيد من الروبوتات المطوّرة.
تابعوا أيضاً: بعد كورونا.. هكذا تطور استخدام الروبوتات في المستشفيات