عبق التاريخ العريق وسحر الأراضي الغناء يجتمعان في ظهران الجنوب

ظهران الجنوب
ظهران الجنوب
ظهران الجنوب. المصدر (واس)
ظهران الجنوب. المصدر (واس)
ظهران الجنوب
ظهران الجنوب. المصدر (واس)
2 صور

لعشاق المناطق التاريخية، والآثار القديمة، والباحثين عن الأراضي الغناء، والربوع الفيحاء، والجبال الشماء ندعوكم لزيارة ظهران الجنوب، التي تقع في جنوب السعودية وتتبع إداريًّا لمنطقة عسير، وتتميز باعتدال جوها في فصل الصيف وكثرة الأمطار.

 

سبب تسميتها بظهران الجنوب

ظهران الجنوب
ظهران الجنوب. المصدر (واس)


سميت ظهران الجنوب بهذا الاسم لأنها تتكون من عدد من المرتفعات الجبلية والمسطحات المرتفعة يصل ارتفاع بعض الأماكن فيها إلى 8000 قدم فوق سطح البحر.

 

تاريخ البلدة

ظهران الجنوب
تاريخ البلدة. المصدر (واس)


ظهران الجنوب لها تاريخ قديم منذ عصور قديمة جدًا، وما يدل على ذلك النقوش والمناجم التي لا زالت تسطر ذلك التاريخ، ومن هذه الآثار الطريق الذي سلكه أسعد أبو كرب تبع اليمن حيث شق لجيشه طريقًا عبر الجبال وقد سلك نفس الطريق أبرهة الأشرم حينما حشد جيشه لهدم الكعبة المشرفة، ومن معالم ظهران الجنوب البارزة جبل شثاث ذلك الجبل الأشم ذو اللون الداكن الضارب إلى الزرقة، ويتميز بارتفاعه الشاهق ويعتبر أعلى نقطة في منطقة بلاد وادعه حيث يستطيع متسلقه أن يرى من أعلى ذروته منطقة واسعة النطاق ويتمتع بجمال الأرض الممتدة على مرمى البصر، وحينما يطل زائره على سفحه الجنوبي تطالعه ظهران الجنوب، وفي قمته ساحة منبسطة يشعر السائر على مدارجها بأنّ شذى أزهار الخزامى تلامس أنفاسه، وأنّ أهازيج الرعاة تطرب أسماعه.
كما تزخر ظهران الجنوب بالأبراج والقصور الطينية القديمة، والتي تتناثر في كل قرية، والنقوش المحفورة على الأحجار، والتي تؤكد أنّ ظهران الجنوب كانت منذ فجر التاريخ منطقة ازدهار حضاري.
 وما يلفت نظر الزائر تخطيط البلدة القديم وعمرانها التقليدي المكون من مباني طينية على شكل كتل متراصة تخترقها ممرات متعرجة، وصممت رغم صغر مساحتها التي لا تتجاوز 40 متراً مربعاً؛ لتلبي احتياجات ووظائف ساكنيها في الماضي بتوجههم نحو التمدد الرأسي في البناء حتى إنّ القاصد لهذه المنطقة يجد البيوت قد تصل أدوارها إلى خمسة أو ستة أدوار، استخدم في تشييدها الطين والحجر والخشب، وجميعها من البيئة المحيطة والبيوت من الداخل والخارج تتماثل في أنماطها وتفاصيلها إلا أن طبيعة التخطيط والبناء تعكس متانة العلاقة الاجتماعية.

 

أودية ظهران الجنوب

أودية ظهران الجنوب
تمتاز ظهران الجنوب بكثرة أوديتها


يوجد في المحافظة أودية كثيرة، وفي الغالب ما تكون المزارع على روافد تلك الأودية، ومن أشهرها: وادي رية، وادي عين عبس، وادي العرين، وادي القبضة، وادي كتام، وادي كهلان، وادي الغيل، وادي الحمرة، وادي عار، وادي الحاجر، وادي المجازة، وادي قاعة، وادي الغايل، وادي المسنى، وادي روى وضموه، وادي جوة آل المحاضي، وادي راحة سنحان، وادي سروم، وادي الفيض. وغيرها من الأودية.

 

سوق ظهران الجنوب

سوق ظهران الجنوب
إحدى الأبنية القديمة. المصدر (واس)


في الجهة الشمالية من البلدة توجد ساحة السوق الأسبوعية، وتشكّل أحد ملامح البلدة الحضرية على مستوى المناطق المجاورة، وكانت سابقًا تشهد في يوم الأربعاء توافد الباعة والتجار محملين بأًصناف البضائع، استعدادًا لموعد إقامة السوق في اليوم التالي، ومن أهم السلع أنواع الحبوب والزبيب والبن والتمور والحطب والأغنام والسمن والعسل والخضروات والفواكه والمشغولات الحرفية. ويشتهر سوق ظهران الشعبي "سوق الخميس" بصناعة الخناجر والسيوف والجنابي إلى جانب صناعة المنسوجات والجلود والأواني الفخارية والحجرية.
وقد عملت بلدية المحافظة على تطوير السوق، ببناء عشرات المحال التجارية المجاورة للسوق راعت فيها طبيعة المكان وأصالته، ونمطها المعماري حفاظًا على السمة التاريخية والثقافية والسياحية، فضلاً عن توفير مختلف الخدمات البلدية في الموقع.


 
السياحة في ظهران الجنوب

السياحة في ظهران الجنوب
السياحة في ظهران الجنوب. المصدر (واس)


امتد التطور في المنطقة ليشمل النواحي السياحية، وبدأت ظهران الجنوب تشارك مدن الجنوب في لفت أنظار المصطافين الذين يستهويهم زيارة الرياض الغناء، والجبال الشماء ذات الكهوف والمغارات العجيبة، ومياه عيونها الجارية، والسهول المنبسطة المعشبة فهي منطلقة غنية بمصائفها وقراها الهادئة التي يتوفر فيها إلى جانب الهدوء والهواء النقي المنعش الجو العربي والغابات الكثيفة والبساتين اليانعة التي تموج بثمارها الشهية حيث تحتوي على كل ما لذ وطاب، والمنتزهات الجميلة الممتلئة بزهور متنوعة الألوان، وورود بديعة الأشكال، ينتشر أريجها بين أرجاء البساتين والوديان والمياه الزرقاء الصافية. وعلى مسافة ثلاثة كليومترات تقريبًا يقع جنوب ظهران الجنوب ضاحية القبضة والتي حباها الله جمال الطبيعة الساحرة، فتكاد تشبه أحواز الأندلس، بالإضافة إلى بعض الأودية الجبلية التي تنتشر على ضفاف أشجار السدر والكروم، ولا ننسى الغابات الكثيفة والتي يقضي المصطافون في ربوعها أسعد الأوقات حيث ينطلقون عبر الجبال والشعاب والوديان وفوق رمالها الذهبية ينصبون خيامهم ليجدوا ما يروح عن نفوسهم ويجلب لهم البهجة والانشراح. وما يزيد من جمال هذه المنطقة مدارج الجبال المغطاة بالأشجار، والتي تنحدر منها الشعاب والوديان في انسياب بين المروج والتلال حتى إذا ما جاء فصل الربيع وهطلت الأمطار سالت تلك الشعاب بين متعرجات الجبال لتروي الأرض من عذب مائها.