منذ ظهورها على الشاشة أسرت قلوب المشاهدين بأدوارها وتنوع حضورها فقدمت مختلف صنوف وأنماط الدراما ببراعة عالية. فكسبت شعبية ومحبة بإطلالتها وحضورها الخاص المحبب لدى الجمهور فكانت دائماً ما تصبغ حضورها بطابع مختلف ولتكون شخصية " فريال " في المسلسل الشهير "باب الحارة" واحدة من الشخصيات التي لا تمحى من ذاكرة الجمهور. النجمة السورية القديرة وفاء موصلي ضيفة "سيدتي" حيث تحدثت عن الكثير من المواضيع الفنية والشخصية وكشفت الكثير من أسرار شخصية فريال في المسلسل.
بداية أنت قادمة من دبي .. هل حصلت على الإقامة الذهبية وما أهميتها بالنسبة لك؟
نعم حصلت على الإقامة الذهبية، كانت عجمان ودبي في ستينيات وسبعينيات، وبداية ثمانينيات القرن الماضي موئلاً للفنانين والمنتجين العرب، وفي استديو هاتهما تُنْتج المسلسلات التلفزيونية المحلية والعربية المشتركة (كوميدية، تراجيدية، اجتماعية، تاريخية) وبسوّية فكرية وفنية عالية، وبجوٍّ من التنافس الشريف.. باختصار كانت إمارة دبي وعجمان بمثابة هوليوود العرب حيث لم يكن بعدُ وجود للقنوات التلفزيونية الخاصة، أو للإنترنت وفي بدايات القرن الحالي الحادي والعشرين استعادت دولة الإمارات مكانتها في إنتاج الأعمال الدرامية التلفزيونية وكانت استوديوهات إمارة أبو ظبي هي وجهة شركات الإنتاج التلفزيونية، وبالتالي وجهة الكتّاب والمخرجين والفنانين والفنيين العرب. من هنا أتت أهمية الإقامة الذهبية.
ماهي ميزات الإقامة الذهبية؟
يستطيع الفنان أن يدخل دولة الإمارات العربية للمشاركة بعمل فني دون طلب فيزا ودون انتظار للحصول عليها كما يستطيع الفنان أن يعود لبلده في حال أنه ليس لديه تصوير لفترة معينة، ويعود لدولة الإمارات بسهولة ويسر عدا عن ذلك فإن الفنان ليس مجبراً على دخول الإمارات كل ستة أشهر لتمديد إقامته وتبديد مبلغ كبير من المال لبطاقة الطائرة ذهاباً وإياباً، ولحجز فندقي، ومواصلات وغيرها كما أن المبلغ المدفوع لإجراءات الإقامة الذهبية (لعشر سنوات) يعادل مبلغ الإقامة لمدة سنتين (مع عدم الاضطرار للتمديد كل 6 أشهر) . بمعنى أنّ الفنان لا يسافر لدولة الإمارات إلا إذا كان لديه عمل، أو للسياحة إذا أراد.
بالإضافة إلى أن هذه الإقامة هي فرصة للّقاء بين الفنانين العرب وتبادل الخبرات والأفكار والمحتوى الفكري، والتعرّف على أحدث التقنيات على صعيد الديكور والتصوير وغيرها من تفاصيل الأعمال الفنية.
"سوق الحرير"
كيف رأيت نتائج الموسم الثاني من مسلسل "سوق الحرير"؟
شهد الجزء الثاني من مسلسل "سوق الحرير" تطوراً في الأحداث، وتشويقاً على صعيد مجرياتها وهو ما شوّق الجمهور أكثر لكل حلقة من حلقاته والحمد لله كانت النتائج إيجابية.
يقول الكثيرون إن العمل لم يستطع أن يحتل مكان "باب الحارة" ما السبب برأيك؟
كل عمل مختلف عن الآخر وليس مطلوباً من "سوق الحرير" أن يحتل مكان "باب الحارة". فلكل عمل خصوصيته وأجواؤه والتي تجعل الجمهور يتابعه وبالتالي كل عمل له ميزاته.
هذا سر " باب الحارة "
هل لـ "باب الحارة" خلطة سحرية خاصة وما هي؟
لا يوجد في الفن شيء اسمه خلطة سحرية فمسلسل "باب الحارة" من وجهة نظري فانتازيا بيئية مسليّة تصلح للعرض في رمضان، تحتوي على حكايات وكاركترات مختلفة لشخصياتها، ولا تتعرض لتسلسل أحداث سياسية، ولا تؤرخ لها، كما أنها لا تستعرض المجتمع السوري بكل مكوّناته في فترة معينة، ثم إنّ الحارات فيها افتراضية وليست حقيقية لكنها تعرّضت لجمال العمارة (باحة الدار تتوسطها البحرة، الليوان، الغرف بأسقفها المزينة بالرسومات النباتية وبألوان بديعة، والحفر على الخشب، والمقعرات والمحدّبات على الجدران، والسطح والمشرقة، والسلالم الخشبية، وبيت المونة، والأثاث الموزاييك الجميل المصنوع بحرفية عالية، وطرائق تحضير وطهي الطعام، والحارة وبيوتها المتعانقة، والقهوة، ودكاكين السوق وأسلوب عرض والمناداة على البضائع وغيرها فكل ما سبق كان محرّكاً للسياحة الداخلية والخارجية وجاذبا للجمهور).
أيهما أفضل برأيك الجزء الأول أم الثاني من "سوق الحرير" و لماذا؟
من وجهة نظري لا تصح المقارنة لكل من جُزأيّ "سوق الحرير". فلكل منهما ظروفه وحكايته والجزأن حققا المطلوب جماهيرياً.
لاقى مسلسل "الكندوش" الذي شاركت به انتقادات كبيرة أين تكمن المشكلة برأيك؟
لا أعرف، أعتقد أن الإجابة لدى الصحافة.
تحقق حلمي
هل هناك دور تتمنى وفاء أن تؤديه ولم يعرض عليها أو لم يقدم على الشاشة؟
منذ ما قبل الانتساب للمعهد العالي للفنون المسرحية وأنا أحلم أن أؤدي دور كليوباترا، وتحقق حلمي من خلال المسلسل الإذاعي "الحب والعبقرية". ولم أعد أهتم بعدها بأداء هذه الشخصية التي كانت تؤثر بي.
وقدّم هذا الدور عدة مرات تلفزيونياً وسينمائياً، عربياً وأجنبياً، وكان الأداء رائعاً، كلٌ بحسب تناولها لهذه الشخصية.
هل شاهدت دوراً لزميلة وتمنيت لو أنك أنت من قدمته و ما هو؟
لا لم يحصل هذا أبداً.
لهذا السبب لست نشطة في الدراما المشتركة
ما زالت الدراما المشتركة تتوسع وزميلاتك مثل منى واصف وصباح الجزائري حاضرات هناك لمَ أنت بعيدة عنها؟
كنت في سابق عهدي بالتمثيل نشطة على صعيد الدراما العربية المشتركة لكنني فيما بعد قلّصت هذه المشاركات بنسبة كبيرة بسبب ارتباطها بالسفر، في الوقت الذي لم تعد ظروفي العائلية الخاصة تسمح بالابتعاد عن أسرتي الصغيرة والكبيرة لوقت طويل، وهذا لا يعني أنني نسفت الفكرة نهائياً من أجندتي، وإنما أصبح تعاملي معها حسب مدة تصوير الدور وفترة الابتعاد، ففي السنوات القليلة الماضية شاركت بمسلسل (حرملك، في إمارة أبو ظبي) ومسلسل (طريق في لبنان) ومسلسل (داون تاون أيضاً في لبنان) ولبنان جار حيث أستطيع أن (أخطف نفسي إلى هناك، كما يقال وأصوّر عدة أيام وأعود) وأعاود الكرّة عدة مرات في العمل نفسه. إذن فإن مشاركتي مرهونة بحجم الدور وأهميته أيضاً.
مخاض ولادة شخصية " فريال " كان عسيراً
كيف بنيت شخصية "فريال" في "باب الحارة" بكل تلك التفاصيل؟
كان مخاض ولادة فريال عسيراً جداً، فالشخصية بعيدة كل البعد عني، قمت بدراسة الشخصية بدءًا من علاقتها مع الشخصيات الأخرى في المسلسل، واكتشاف نقاط ضعفها وقوتها، والبحث عن مركبات النقص لديها، والمهارات السلبية والإيجابية التي تمتلكها، وتعمّقت في تفاصيلها وتحوّلاتها، وميّزتها بكلمات محددة خاصة بها، وجمعت لها من الأمثال الشعبية والدعاوى التي تتفوّه بها وتبارز خصمها من خلالها عبر ما يُطلق عليه بالعامية (الردح) وكوّنت لها تشكيلات حركية وإيقاعات ومستويات صوتية لإنجاح موهبتها بالردح.
من أين كنت تأتين بالمصطلحات والدعاوى واللوازم التي استخدمتها في أداء الشخصية؟
بعضها من تأليفي، وبعضها الآخر جمعته من كبار السن والمغرقين بالبيئة الشامية، وأصبح لديّ مخزون خوّلني لأكون مرجعاً في انتقاء الأمثال الشعبية وأغاني البيئة، والمفردات الشامية، والعادات والتقاليد والأعراف في فترة معينة لدى طبقة اجتماعية محددة.
في" سوق الحرير" قدمت شخصية زوجة رجل بخيل فهل يمكن للمرأة أن تعاشر رجلاً بخيلاً؟
أسوأ الرجال البخلاء، فصفة البخل لا تنفصل ولا تتجزأ عن القيم الأخلاقية للإنسان، يكفي أن يكون بخيلاً لتعرف أنه سوف لن يقنعك أنه يحب، أو يحنّ، أو يرأف، أو يتعاون، أو أو أو.......
عندما كنت في سن الصبا لم أفكر بالزواج وأريد أن أصبح جدة
على سيرة الرجال هل تفكر وفاء موصلي بالزواج مجدداً؟
بعد وفاة زوجي وكنت في مرحلة الصبا لم أفكر بالزواج، فهل بعد أن اعتدتُ على نمط حياتيّ سكنت له نفسي وارتاحت له روحي، وأصبح لي مربع أمان يحمي خصوصيتي سأكون قادرة على التخلّي عن صومعتي وشرنقتي التي أنستُ لها؟ لن يخرجني من هذه الكينونة إلا أحفادي الذين أنتظرهم بفارغ الصبر (وهذا الأمر متعلق بقرار من ابنتي) "تضحك ".
جمال ابنتك نايا لفت الأنظار على السوشال ميديا هل لها مشاريع فنية في الوقت الحالي؟
لا علاقة لجمال ابنتي بالمشاريع الفنية، وإنما بموهبتها وثقافتها ودأبها واجتهادها وأفكارها المتميزة، هي مهندسة معمارية وفن التمثيل والإخراج يتقاطع مع مجال دراستها وأستطيع أن أسرّ على العلن (تضحك) لأقول .. نعم لديها مشاريع تتعلق بالتمثيل (مع الإعتذار لنايا ابنتي لأنني أجبت بالنيابة عنها).
هل توافقين على دخولها مجال التمثيل ولماذا؟
لا يحق لي أن أوافق أو أعترض، لكنني أسرد خبرتي وتجربتي وأنصح وهي التي تختار. وبقرارة نفسي لا أمانع نهائياً، بل أبارك وهل أجمل من أن يكتسب الفنان خبرات وتجارب الشخصيات التي يدرسها ليؤديها؟ التمثيل عالم ساحر وأخّاذ، ممتع ومتعب، شيّق لتشكيل جهازك الحركي والصوتي (على غير عاداته) ومُرهق للروح والنفس حيث تنتابك مشاعر الشخصيات التي تؤديها وهي لا تعبّر عن شخصيتك الحقيقية، بل لا علاقة لها بها أصلاً.
بمَ تصفين كل من تيم حسن، عبد المنعم عمايري، باسل خياط، قصي خولي، فادي صبيح؟
ممثلون مبدعون مجتهدون، لهم بصماتهم المؤثرة على خارطة الدراما.
هذا ما يجعلني أغضب
ما هو الموقف الذي يجعل وفاء تغضب خلال التصوير أو من الممكن أن تترك العمل؟
عدم الالتزام بالمواعيد المحددة، قلة الحرفية لدى أي كانٍ من فريق العمل، الفوضى إن وُجدت، الإهمال، والاستهتار في تحمّل المسؤولية، وأشياء كثيرة، لكنها نادرة. ثم إنني لا أترك العمل لأي سبب من الأسباب، مثل هكذا تصرف ليس من أخلاقيات وتقاليد المهنة لكن قد لا أعاود العمل مع الشركة أو الشخص الذي أختلف معه لدرجة استحالة تكرار التجربة.
ما هو جديدك؟
لا جديد تحت الشمس، إلا اللهم، الاتفاق على الجزء الثالث من مسلسل " حارة القبة" و"سوق الحرير" (إن كان هناك أجزاء).
كلمة لـ"سيدتي"
أتابع المواضيع التي تهمني من خلالها، فهي تستقطب وتجذب القراء بتنوّع المحتوى، والتركيز على اهتمامات المتابعين، وتقديم ما يلهمهم ويحفّزهم، ويثري معرفتهم، بقالب مبتكر ومتجدد، تحياتي، وتمنياتي بالتوفيق والنجاح دائماً.