تزخر أراضي المملكة العربية السعودية بالعديد من الكنوز الطبيعية، منها الثروة المعدنية التي تسعى الحكومة اليوم إلى اسكتشافها في أضخم مشروع لأعمال المسح الجيوفيزيائي في منطقة الدرع العربي باستخدام أولى طائرات المسح الجيوفيزيائي، وذلك بدعم من هيئة المساحة الجيولوجية في المملكة، بتكلفة قدرها مليار ريال.
وكان قد صرح الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية المهندس عبدالله بن مفطر الشمراني، "أن مشاريع مبادرة البرنامج العام للمسح الجيولوجي تهدف إلى الحصول على البيانات الجيولوجية المتنوعة عالية الدقة للدرع العربي، والذي يغطي مساحة تصل الى 600 ألف كم2 من مساحة المملكة العربية السعودية"، وفقًا لموقع هيئة المساحة الجولوجية
وقال: إن هذه البيانات ستسهم بإذن الله في دعم الاستكشاف المعدني، مما سيؤدي إلى تحفيز الاقتصاد وتنويع الإيرادات في المملكة من خلال جذب الاستثمار في قطاع التعدين تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030.
وفي سياق متصل، قال خالد المديفر نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين في مقابلة على قناة "العربية" إن "المعلومات المتوفرة قبل المسح الحالي، تظهر وجود مخزونات معادن تقدر بوجه عام بحوالي 5 تريليونات ريال في المملكة"، واصفاً بدء هذا المسح الضخم، بأنه لحظة تاريخية، كبيرة جدًا، تمثل إطلاق برنامج غير مسبوق سيوفر معلومات قيمة تمكن من زيادة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
ومن جهته أفاد مالك مبادرة البرنامج العام للمسح الجيولوجي الدكتور وديع بن أحمد قشقري بأن الهيئة تعتزم إطلاق أعمال المسح الجيوفيزيائي الجوي، وهو أحد مشاريع مبادرة البرنامج العام للمسح الجيولوجي والتي تشتمل أعمالها على المسح الجيوفيزيائي المغناطيسي والاشعاعي الجوي لكامل الدرع العربي بالمملكة.
وبين أن الهيئة تستهدف أيضًا من خلال هذه الأعمال الحصول على بيانات المغناطيسية الارضية والطيف الإشعاعي بدقة عالية ، وخرائط رقمية للمغناطيسية الارضية والإشعاعية ، بالإضافة إلى التفسيرات الجيولوجية للخرائط المغناطيسية والإشعاعية التي تعكس أهم التراكيب الجيولوجية والسحنات الصخرية، ومن خلالها يتم تحديد وحصر أهم نطاقات بيئات التمعدن.
كما سيتم أيضًا أرشفة وإدراج هذه المخرجات والتفسيرات والتقارير الفنية بقاعدة البيانات الوطنية لعلوم الأرض NGD لتوفير بيانات علوم الأرض للمستفيدين في مجالات متعددة من أهمها مجالات الاستثمار التعديني ومجالات البحث العلمي.
من جهة أخرى، قال أحد العلماء الجيولوجيين دون بوير، خلال زيارته الأراضي السعودية لاستكشاف التضاريس الجيولوجية لمدينة العلا، وهو أحد أوائل الجيولوجيين، الذين قاموا برحلات جوية بالهليكوبتر قائمة على الأبحاث في العلا، إن: "الزائرين سوف يمرون بأكثر التجارب إثارة في حياتهم عند رؤية العلا من الجو."
وقال على أبحاثه عن تضاريس العلا الجيولوجية: "في حين أن الصخور هي أنواع صخرية شائعة في أغلبها، فإن وجود ثلاثة من المناظر الطبيعية المختلفة تماما – الصخور العربية لما قبل العصر الكمبري، والحجر الرملي الذي أُضيف طبيعيا فوقها، ثم البازلت الأسود، الذي تشكل من الانفجارات البركانية - كل ذلك في منطقة واحدة، وهو ما يجعل العلا مميزة للغاية".