أن يتحلى طفلك بميول جمالية، وأن يتذوق الجمال ويحس به ويحافظ عليه.. صفة جميلة، تعكس أسلوبَ تربية راقياً وعظيماً؛ يعايشه الطفل ويستمتع به منذ مراحل نموه المبكرة، ودور الأم مشاركته والمداومة على وضع اللمسات الجمالية في كل جوانب حياته؛ لينمو ويتأصل هذا الإحساس بداخله؛ الاستقرار الأسري ..جمال ،الهدوء النفسي جمال، طيبة الخلق والنظام والترتيب جمال، النظافة جمال، حسن المعاملة وحب الأصدقاء جمال. الدكتور يسري عبد المحسن، استشاري الطب النفسي، يضع في حديثه مع سيدتي عدداً من الخطوات الجمالية على كل أم الالتزام بها..لتزرع الأحساس بالجمال بقلب طفلها.
تناسق أثاث غرفة الطفل..جمال
- راعي التناسق والبساطة في اختيار قطع أثاث المنزل عموماً، وحجرة الطفل خاصة، مما ينعكس عليه إحساساً جمالياً بقيمة الأشياء وتذوق كل لمسة جمالية
- الطفل إن فتح عينيه على النظام والتناسق؛ يأخذ الانطباع بالجمال والمتعة والراحة النفسية.. ويظهر على سلوكه وأفعاله الهدوء والطمأنينة الداخلية، ما يقوى لديه الإحساس بالانتماء إلى محتويات منزله وضرورة الحفاظ عليه
- تربوياً.. تتكون شخصية الطفل وعليها بصمات الميول التي اكتسبها، فيكبر معه الإحساس بالجمال وهدوء النفس وحب النظام، والأفكار المرتبة المسلسلة والمنطقية، إضافة إلى إحساس شاعري رقيق قادر على مزيد من الأمل والتفاؤل والانتماء
- حاسة الإبصار تنشأ وتنضج مع الأيام الأولى من ولادة الطفل؛ حيث يلفت نظره التباين الشديد في الألوان؛ فنجده يميل إلى الألوان الفاقعة والناصعة.. إلى حين تُنمى قدراته البصرية وتصبح أقدر على التمييز
مساعدة الطفل ليزرع وردة..جمال
- وعند مرحلة تكوين الألوان المناسبة، نجد الطفل ينسق ملابسه، ويلتقط كل ما هو جميل ليرتديه، من ألوان الطبيعة حوله.. حتى يصل إلى حد التعبير بالقلم والورقة عن جمال الطبيعة المتناسقة
- الألوان كقيمة جمالية تؤثر في التكوين النفسي للطفل؛ فتخفف من حدة التوتر والقلق لديه، والطفل القادر على التمييز ما بين الجميل والقبيح؛ هو طفل مستقر عاطفياً ومطمئن داخلياً، ولديه قدرات كامنة في تذوق الأدب والفنون مستقبلاً
النظافة من الجمال
- وإن نشأ الطفل عليها منذ رضاعته.. أحس بالأمن والطمأنينة والحماية من خطر المرض، وابتعد عن آلام العدوى الجسمية
- النظام توأم النظافة.. لا غنى عنه عند أي طفل، وإن تعود عليه بشكل حيوي وضروري؛ اكتملت شخصيته بطريقة مثالية، لا مجال للعشوائية والارتجال فيها
- إذا اجتمع الإحساس بالنظافة والتنظيم ورؤية الألوان، أصبح الطفل ذكياً يمكنه التفكير بطريقة مرتبة وواضحة، والتعبير بطريقة سهلة هادئة، مع قدرة على حل مشاكله البسيطة دون الاعتماد على الغير.
- أشعري طفلك بالملكية الخاصة الفردية داخل حجرته؛ بأن له مكاناً ينتمي إليه بالمنزل منذ الصغر، ليس من الضروري أن تكون حجرة مستقلة.. قد يكون درجاً في دولاب أو مكتباً أو حتى ركناً من أركان المنزل، يضع فيه لعبه وأدواته وملابسه
اغرسي فيه روح الانتماء
- إلى حجرته ومكتبه الخاص، وعمّقي لديه الإحساس بالمسؤولية تجاه منزله، وشجعيه على ترتيبه وتنظيفه؛ فيزداد جمالاً في عينيه
- شعور الطفل بالملكية والانتماء والمسؤولية، وتلّمس روح الجمال في حجرته وممتلكاته، تجعل منه إنساناً مستقراً نفسياً، قادراً على العطاء والحب والحنان، واثقاً في نفسه وفي غيره
تناسق ألوان ملابس طفلك..جمال
- انتقيها هادئة ومثيرة في نفس الوقت؛ كل رسمة لها مغزى لدى الطفل.. مثل رسومات الألعاب أو الورود
- فينشأ الطفل على حب النفس والثقة في صورته الجميلة أمام الآخرين، معتزاً بأناقته وشخصيته ومظهره العام
- غرفة الطعام لابد أن يراعى فيها التناسق والنظافة والنظام؛ بأن تزين بصور جميلة وتحف جذابة ذات ألوان هادئة؛ مما يساعد على هدوء أعصاب الطفل وحواسه أثناء الأكل، وهذا يؤثر على امتصاصه للطعام، وينعكس على نموه فكرياً وعضلياً
سماع الموسيقى وتعليم العزف.. جمال
- وعمل مكتبة خاصة به، اتركيه يختار الكتب والقصص المحببة لديه، ودعيه يعبّر بالألوان والرسم عما بداخله، فربما عجز عن تحويله إلى كلام مكتوب.
- اتركيه يزرع الورد، يربي الطيور والأسماك، استمعي معه إلى الموسيقى، وعلميه العزف ولو على أبسط آلاتها إن أراد، وفي حدود الإمكانات.
- بعدها يصبح طفلك جميلاً محباً للجمال، متذوقاً لتفاصيله؛ فيصبح عطوفاً بالكائنات الحية، وتُنمى داخله شحنات عاطفية وقدرات على التضحية والعطاء لغيره.