أمام التقدم التكنولوجي السريع أصبح التفكير في تحقيق المدن الذكية واقعاً في بعض البلدان، وكان للسعودية السبقُ في تنفيذ المدن الأكثر ذكاءً وإبهاراً وابتكاراً في العالم، فمدينة نيوم جسَّدت تحقيق هذا الإنجاز على أرض الواقع. وستصبح الحياة فيها بعد مرور سنوات قليلة سابقة لكثير من مدن العالم المتقدم بسنوات؛ فالحياة فيها ستُشبه الحياة في المدن الذكية التي حاولت أفلام الخيال العالمي تخيُّلَها وتجسيدها.
سيدتي نت وبمناسبة ذكرى اليوم الوطني 91 تستعرض في جولة سريعة إنجازات السعودية في مدينة المستقبل الحالمة.
طموحات عالية
إن الطموحات العالية التي أُسِّسَتْ عليها مدينة نيوم، وكونها من أكثر المشاريع طموحاً، أهَّلَها لاستقطاب وجذب أكثر العقول البشرية إبداعاً وابتكاراً، لتأسيس وتنفيذ أكثر المدن ذكاءً في العالم. إن طريقة الحياة في نيوم ستكون مختلفة بشكل كامل؛ فسكان هذه المدينة سيحوِّلون الأحلام إلى واقع، والمستحيل إلى مُمكن، والطموحات إلى إنجازات. ستصبح نيوم موطناً للعقول الأكثر تألقاً على كوكب الأرض، وليس على مستوى منطقة الشرق الأوسط أو الخليج. ستُعيد نيوم بكل اقتدار تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال التركيز على الإنسان؛ إذ ستُسهم في وضع حلول مبتكرة لمعالجة تحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدُّم البشرية، والتي تُعَدُّ أكبر المعضلات بالنسبة للعديد من الدول وأكثرها إثارةً للأرق.
تعليم رقمي
سيحظى سكان نيوم بفرص في التعليم المستمر، إضافةً إلى تنمية مهاراتهم المختلفة عبر أكاديمية للمواهب ومعاهد للتدريب المهني، فالبرامج التعليمية في نيوم تتميز باعتمادها على أحدث التقنيات، ليس في مراحل متقدمة من العمر، بل بدءًا من مرحلة الطفولة المُبكرة وطوال فترة التعليم العالي واستمرار التعليم. سيصبح التعليم في نيوم تجربة عملية وشخصية عبر الابتكارات الرقمية والمساحات التعليمية المخصصة والمتقدمة والجو الإبداعي الذي يعزّز التفكير بأسلوب عملي غير مألوف، إيماناً بأن المستقبل يزدهر بالتعليم والعلم والعلماء؛ فالتعليم يُعَدُّ عاملاً مساعداً للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، لذلك سيُتاح لجميع السكان التعلّم المُستدام عبر المدارس والكليات الجامعية ومعاهد البحوث التطبيقية وكليات التدريب المهني، فكلّ من هذه المؤسسات والصروح التعليمية ستتبنى نظاماً تعليمياً يحفِّز على الابتكار والبحث العلمي والإبداع. وسترسم نيوم تصوراً خاصاً لبيئة التعليم التي تجمع بين أفضل ممارسات التدريس والتقنيات الحديثة، مع ضمان اتباع أفضل المعايير والممارسات في هذا المجال. وستطور نيوم برنامجاً يتَّسم بمرونة عالية للتكيف مع متطلبات التعليم، ويسهل تطبيقه عالمياً، مما يضمن لمدارس نيوم استمرارية العمل من أي مكان حول العالم.
أرض التقنيات والعلوم المستقبلية
ستتخطى نيوم حدود العلوم والتقنيات الحالية وصولاً إلى المستقبل البعيد وليس القريب، وسيتحقق لها ذلك بفضل المبتكرين ورُوّاد الإبداع الذين سيعملون من أجل تطوير تقنيات جديدة،عبر إنشاء معاهد بحوث تطبيقية لدعم تطوير الأبحاث، وتحفيز العديد من مبادرات البحث والتطوير بشكل مستدام.
تتألف نيوم من منظومة متطورة ومتكاملة، إذ تضمُّ القطاعات الحيوية كافةً من صحة ورفاهية وتقنيات حيوية تتجاوز الحدود التقليدية للرعاية الصحية، وفقاً لنظام فريد ومباشر يتمحور كلياً حول الفرد، ويعتمد على التقنيات المبتكرة والأبحاث لتقديم أحدث الممارسات العلاجية والرعاية الشاملة حول العالم.
ثورة في قطاع التنقُّل
لعل من أكثر أشكال التكنولوجيا إبهاراً في نيوم، الثورة التقنية التي سيحفل بها قطاع التنقُّل، والذي سيشهد تغييراً جذرياً في نمط الحياة والحركة، وسيقدِّم مفهوماً جديداً للتنقل يرتكز على الاستدامة، ويقدِّم تجربة تتَّسم بالسلاسة، سواء كان التنقل براً أو بحراً أو جواً، فكلّ مجال من هذه المجالات في التنقل سيكون حاضناً لابتكار أحدث طرق التنقل في العالم. وستشهد الصناعة تقدماً كبيراً؛ إذ ستزيد الطاقة المتجددة بنسبة 100% من جاذبية نيوم لعدد من الصناعات التي تقودها التقنية، وستوفر نيوم واحدة من أفضل مراكز سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية وأكثرها تقدّماً في العالم، وستمنح المصنِّعين إمكانية الوصول إلى نيوم عبر منصة تمكّنهم من دخول الأسواق الإقليمية والعالمية والتوريد لها، بالإضافة إلى تمكين المصنّعين من إدارة أعمالهم وتحقيق الازدهار في اقتصاد الكربون الدائري والثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الدائري.
مخططات وتصميمات مثالية
غيرت نيوم قطاع البناء بشكل جذري من خلال تطوير نموذج مثالي للتخطيط والتصميم، وبناء مجتمعات المستقبل، والإبداع في إعداد المخططات لتصميم وتطوير قطاع البناء بمنهجية مستدامة.